الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطريق إلى الغرب


تساءلت دومًا عن مقدار المسافة بين الشرق والغرب،.. هل تقاس بمعايير الديمقراطية.. أم مفاهيم الحرية وغيرهما من الشعارات التي يرفعها البعض وإن اختلفت نوايا وأهداف الداعين إليها!.. أقول هذا الكلام بمناسبة تقلد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن حكم بلاده،.. فبعيدًا عن السياسة وتفاصلها توقفت عند شخصية هذا الرجل البالغ 78عام، والذي عانى من شلل في عضلات الوجه، جراء ما تعرض له من مآسي كفيلة بهدم جبال وليس إنسان من لحم ودم.. فقد توفيت زوجته وابنته في حادث طريق يوم احتفالهما بشراء شجرة عيد الميلاد،ورحل ابنه بعد صراع طويل مع المرض اللعين، بينما طرد ولده الثاني من البحرية الأمريكية بسبب إدمانه لمخدر الكوكايين.. ورغم كل هذه الأحزان إلا انه ظل متمسكًا بالحياة بل ووصل لرئاسة أحدى قوى العالم الكبرى!



فالمسألة هنا ليست متعلقة ب"بايدن" لكن في أسلوب فكر .. نعم .. فكر وهو من وجهة نظري النقطة الفاصلة بين الشرق والغرب.. تلك النقطة التي تعوق مسيرة وصولنا إلى الفرحة.. النجاح.. والتقدم..



فالحياة عندهم لا تتوقف عند ظروف خارجة عن إرادتهم، ولا مرحلة سنية تعوقهم عن تغير نمط معيشتهم.. فالاستمتاع بكل ثانية في أجندة العمر هو أحد حقوقهم الأساسية..



 على عكس مجتمعاتنا العربية،..وفيها يفضل البعض الاستسلام لدمعة فرضها واقع على غير هواه عن خوضه لتجربة لا يعرف تبعاتها، وكأن الخوف من كل جديد قدر مكتوب علينا .. فلا غرابة أن نجد رجلًا يرهن حياته على وظيفة، ويصاب بكل الأمراض العضوية والنفسية لو فقدها أو حتى وصل لسن  التقاعد!.. ولا عجب أن نسمع عن نساء في منتصف العقد الرابع من العمر استسلمن للتعاسة الزوجية بحجة كبرهن على العمل، وصعوبة إيجاد عائل  يساعدهن على تحمل المسئولية.. أو تمسك الكثيرات بمهنة أصبحت تجلب مشاكل لا تعد ولا تحصى، ولو سألت أحدهن عن سر استمراريتها فيها أجابت.. "لسه حبدأ من جديد؟!"..



وبعيدًا عن رجال ونساء لم يستطيعوا اقتلاع أوراق متعبة من صفحات حياتهم،.. واكتفوا بالتحصر على أنفسهم كلما سمعوا عن حكاية عشق أجنبية تمسك أبطالها بأحقيتهم في السعادة غير معنين بالخطوط الطولية والعرضية وإن زحفت على ملامح الوجه، وتمنوا لو أن لهم صلة قرابة بتلك المجتمعات الغربية التي تبيح الحب حتى لو طغى الرماد على شعر الرأس، ناسين أو متناسين أن أفكارنا هي التي تصنع مجتمعاتنا وليس العكس!



أعود بكلامي إلى ما أراه  الأخطر والأهم وهم أبنائنا ونظرة بعضهم للغرب،.. فمنهم من قلد كل ما هو سلبي، واتخذ من الانحلال والانحراف طريقًا لحياته تحت مسمى الحرية وأتباع المفاهيم الغربية.. والنتيجة شباب ضائع لا هو متناغم مع مجتمعه الشرقي ولا هو مقبول في بلاد الغرب..



فيا كل داعي للحياة الغربية ليتكم تتعلمون من إيجابياتها وقبل أن يطالب أحدكم بالحرية يعرف جيدًا معناها الصحيح .. وقتها، فقط نصل لطريق الغرب..    

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط