الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طارق البرديسي يكتب: آكل ومأكول !

صدى البلد

في عالم العلاقات الدولية إن لم تتذئب أكلتك الذئاب ، فلا مكان لوداعة الخراف لأنها تَشُدُّ لها شدًا وتجذب لها جذبًا، شراسةَ الذئاب وتحرشَها،
القاعدة تقضي بأن الخراف لابد وأن يظهر لها الذئاب أينما حلت ، ورحيلُها وبقاؤها يستويان مثلًا !


فمكمن الخطر في وداعتها وأنها مطمع الطامعين ومحل المغيرين الباحثين عن الغذاء واللحم والنفط وكل الثروات التي يسيل لها لُعاب الذئب!
أن منطقتنا كانت نهبًا وكلأً مباحًا للمستعمرين، فإن تخلصت من اليوناني جاءك الرومي أو الفرنسي أو الإنجليزي أو الإيطالي، فإن وضعت الحروب العالمية أوزارَها وكان من حق الشعوب تقرير مصيرها بدا الصراع الأمريكي السوڤيتي على التركة العربية، ثم يترى صراع العرب على استقبال القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية للحماية من ذئاب مستجدة لم تكن في الحسبان !


والآن نعقد مقارنات ببن أنواع الذئاب المتربصة بنا ونُقَيّمُ سلالاتها وتباين شراستها وأيهم أكثر ضراوةً وأجدى باليقظة والانتباه، فهناك الذئب (الإيراني) المسعور والذئب (التركي )الذي يريد إعادة ما كان ، في سالف العصر والأوان ، والذئب (الإسرائيلي) اللطيف ،الذي يقدم نفسه كحليف، ويريد أن يشاركنا الرغيف ، مستكفيًا حاليًا بفلسطين مستهجنًا سلوك الذئبين الآخرين الملتهمين لمزيد من أراضي الجيران، ولا يشبعان ولا يكتفيان!


فها هي إسرائيل تقدم نفسها كذئب مُهادن وديع شريف يريد السلام مقابل السلام والتعاون الاقتصادي والرخاء ، أما الأراضي المحتلة فيبدو أنها بدت في طور النسيان ، وخبر كان ، وعليكم الأمان ،وعدم الالتفات الآن ، إلا إلى إيران!


والحقيقة ،لا فارق ببن الذئاب وأن ألوانها أو أعمارها أو سلالاتها لا تُشَكِلُ بالنسبة لي كبير فارق، ذلك أن أنيابها وقواطعها لها نفس الحدة وفي نهاية المطاف ودون الولوج في سراديب ومتاهات الكهوف، سيظل الذئبُ ذئبًا والحملُ الوديع مبتغىً وهدفًا ، فلا مناص من التسلح بما يجب التسلح به دفاعًا عن النفس ودرءًا لشرور كل الذئاب وأخطارها لأن اللؤم في جيناتها والخبث في سلوكها والطمع شيمتها والغدر خصالها.