الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكوبرا والأفعى المقرنة.. أحمد يتخصص في صيد الثعابين السامة

صدى البلد

هواية غريبة وعجيبة، اتخذها أحمد رجب الدكروني منذ التاسعة من عمره، يذهب في صغر سنه إلى الأراضي الزراعية في منطقة أبيس بمحافظة الإسكندرية، يبحث عن الثعابين السامة يصطادها ويتعلم عن سلوكياتها وكيفية تعاملها مع الانسان، ليغير أحمد كل الأفكار عن الثعابين السامة وكيفية التعامل معهم. 

أصبح أحمد الآن في عمر ال٣٥ عامًا، مالكًا لأكبر مزرعة للثعابين السامة في أحد أدوار منزله، لا يتخذ الصيد كمهنة له ينتفع منه، بل هواية جريئة تخصص بها، يساعد في انتشار التفكير السليم في التعامل مع الثعابين السامة بكافة أنواعها، بدلًا من قتلها، مثل ثعبان الكوبرا السامة والأفعي المقرنة، وغيرهم من أنواع الثعابين السامة المتعارف عليها، التي تخصص بها أحمد داخل مزرعته.

بدأ أحمد رجب حديثه لكاميرا "صدي البلد"، قائلًا: "صيد الثعابين هواية مش مهنتي الأساسية، بدأت فيها وأنا عندي ٩ سنين، كنت انا واخويا في أرض زراعية ولاقينا ثعبان، رد فعل تلقائي مسكت طوبة وعاوز اقتله، بس لقيت الثعبان مسالم وسلوكه هادئ، فنزلت الطوبة ومسكت الثعبان بدل ما اقتله، وكان دا اول تعامل ليا مع ثعبان".

وأكمل أحمد قصته بكل شغف متحدثًا: "بعد كدة بدأت بنفسي ادور علي الثعابين واشوف أماكنها، خصوصًا ان في منطقة أبيس بالإسكندرية مليانة مناطق زراعية كتيرة وفيها ثعابين، ورغم اني كنت صغير بس بدأت أجمع كل المعلومات عنهم وأعرف كل تفاصيل أنواعهم وسلوكياتهم، وطبعًا مكنش فيه إنترنت او سهولة الوصول للمعلومات زي دلوقتي". 

ورغم إتقان أحمد لصيد الثعابين وامساكها بإحكام، إلا أنه واجه صعوبة في عدم معرفة أنواع الثعابين السامة من غير السامة، في بداية ممارسته للهواية، مع اعتراض والديه علي هواية صيد الثعابين السامة من أجل سلامته وخوفًا علي صحته، ولكن رغم كل تلك الصعوبات والتحديات استمر أحمد في الصيد، وأصر علي الوصول إلي ما يحلم به، حتي أصبح لديه مزرعته الخاصة بالثعابين السامة. 

وعن ردود أفعال الناس تجاه هواية أحمد الغير متعارف عليها، قال: "كان في غرابة شديدة جدًا من قبل الناس، لما يعرفوا اني بصطاد الثعابين السامة واحطها في المزرعة عندي، حتي مش بتاجر فيها أو بربي أي حيوان تاني زي الحيوانات الاليفة، لما وصلت ١٢ سنة، الناس كلها عرفت اني بقدر اتحكم في مسك الثعابين واتعامل معاهم، فبدا اللي عنده مشكلة في بيته او الأرض الزراعية يكلمني اروحله واصطاد الثعبان، بدل ما يتعامل معاه غلط يضره او يقتله".

وبالنسبة لأهم الأدوات التي تستخدم لصيد الثعابين السامة، يستخدم أحمد الماسك المحكم في مسك الثعبان باحكام، والفأس لفحت الارض او الجحور لمعرفة أماكن الثعابين، الكشاف من أجل انارة المكان بشكل جيد، وتلك الادوات هي من أهم الأدوات التي يستخدمها صائدي الثعابين السامة.

وأوضح أحمد أن المزرعة بالنسبة له هي كورس مكثف يتعلم منه عن سلوكيات كل نوع من أنواع الثعابين، سواء الأنواع السامة أو الغير سامة، كما أنه يوفر للثعابين داخل المزرعة حياة كاملة، يقدروا أن يعيشوا بها سواء في فصل الصيف أو الشتاء، حتي يقدر أن يتابع معهم مراحل التزاوج أو احتضان البيض او تغيير الجلد في كل موسم.

كما عقب أحمد أن تلك الدراسة داخل المزرعة تمكنه من فهم سلوكيات أنواع الثعابين المختلفة، وتفيده اثناء عملية الصيد، حتي يتوقع حركة الثعبان ورد فعله اثناء الامساك به، كما أنه أكد أن تلك الافادة ليست للتجارة، بل يستخدمها في مساعدة الناس وتعليمهم عن كيفية التعامل مع الثعابين السامة او غير سامة بدلًا من قتلها.

وأنهى أحمد حديثه عن حلمه قائلًا: "هدفي من الهواية دي اللي بدأت علشانه في الاول، هو اني اوصل كم هائل من المعلومات عن الثعابين لجميع محافظات جمهورية مصر والوطن العربي، والفكر السليم في التعامل مع أنواع الزواحف، لان أكثر حاجة بتزعلني هي استغلال الناس من ما يسمي نفسه الحاوي أو الرفاعي في النصب علي الناس، وتسببه بالذعر والقلق داخل منازلهم، علشان كدة بشرح كل المعلومات علي السوشيال ميديا علشان كل الناس تستفيد".