سلطت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، اليوم الجمعة، الضوء على مخاوف مسلمي الأويجور في تركيا، من إمكانية قيام الحكومة التركية بتسليمهم إلى الصين مقابل الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
وقالت الوكالة، إن شخصًا يدعى عبدالله متسيدي، وهو من أقلية الأويجور الذين يقيمون في تركيا، كان في إحدى الليالي يستعد للخلود إلى النوم الشهر الماضي، حتى طرق بابه فجأة من قبل أشخاص يصيحون: "الشرطة! أفتح الباب!".
وأشارت الوكالة إلى أن العشرات من عناصر الشرطة، المدججين بالسلاح، ويرتدون ملابس قوات مكافحة الإرهاب التركية، اقتحموا منزل متسيدي وسألوه عما إذا شارك في أي حركات مناهضة للصين وهددوه بترحيله هو وزوجته إلى الصين، وهو الآن ينتظر في مركز للترحيل، وسط جدل سياسي محتدم بين حزب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الحاكم في تركيا، وأحزاب المعارضة التركية، التي تتهم الحكومة بتسليم أقلية الأويجور إلى الصين.
ويتهم نواب المعارضة التركية الحكومة التركية بتسليم أقلية مسلمي الأويجور سرًا إلى الصين مقابل الحصول على لقاحات فيروس كورونا.
وبحسب الوكالة، فإنه لم يتم حتى الآن تسليم عشرات الملايين من قوارير لقاح كورونا الصيني، إلى تركيا، وفي غضون ذلك، داهمت الشرطة التركية واحتجزت نحو 50 من أقلية الأويجور داخل مراكز للترحيل، استعدادًا لتسليمهم إلى الصين.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل قوي على المقايضة بين أنقرة وبكين حتى الآن، إلا أن النواب الأتراك المعارضين وأقلية الأويجور متخوفون من أن بكين تستخدم لقاحات كورونا كأداة ضغط لإجبار تركيا على تمرير معاهدة تسليم المجرمين بين البلدين، وهي المعاهدة التي تم توقيعها منذ سنوات، ولكن تم التصديق عليها فجأة من قبل الصين في ديسمبر الماضي، ومن المتوقع أن يتم عرضها على المشرعين الأتراك في وقت لاحق من الشهر الجاري.
ويقول الأويجور إن مشروع القانون قد يجلب لهم كابوسًا يهدد حياتهم، حيث ستعود سياسة الترحيل إلى البلد الذي هربوا منه ليتجنبوا لااعتقالات الجماعية.
وتضيف "أسوشيتد برس" أن أكثر من مليون شخص من مسلمي الأويجور وآخرين من الأقليات المسلمة تم وضعهم في السجون ومعسكرات الاحتجاز في الصين، وهو ما تصفه الصين بأنه إجراء لمكافحة الإرهاب، أما الولايات المتحدة فتعتبره إبادة جماعيدة.
وقالت مليكة ، زوجة متسيدي المحتجز في مركز للترحيل، وهي تبكي، رافضة ذكر اسم عائلتها خوفًا من العقاب: "أنا مرعوبة من الترحيل". أنا قلقة على صحة زوجي العقلية".