الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي حميدة نجاح استثنائي ورحيل مؤلم!


لم يعرف الشارع المصري والعربي إلى الآن حالة من النجاح لأغنية مثل "لولاكي" والتي صدرت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وظل صداها مستمرا لسنوات طويلة وأصبحت مرجعا لنوع جديد من الموسيقى والغناء، والأغنية العربية الأكثر مبيعا في التاريخ، حيث انتشرت سريعا خلال أيام قليلة من صدورها وتم طباعة ملايين النسخ من ألبوم الأغنية وظلت تنفذ في حالة نجاح نادرا ما تحدث لأغنية، ممكن القول إن أغنية لولاكي كانت تأسيسا لما عرف لاحقا بموجة الأغنية الشبابية وظهر معها جيل جديد امتد لمطلع الألفية الجديدة ولا يزال بعضهم مستمرين وناجحين إلى الآن.

بالأمس رحل المطرب علي حميدة صاحب تلك الأغنية، رحل بشكل درامي ومؤثر للغاية حيث ظهر فجأة بعد سنوات طويلة من الغياب والاختفاء في استغاثة من آلام المرض اللعين يطلب الدعم والعلاج من الدولة ومن نقابته ! صورته كانت صادمة للكثيرين بسبب تأثير المرض اللعين عليه، ويبدو أنه كان تمكن منه وأنهك جسده النحيل.
كان يبدو أن الجميع تخلوا عنه كالعادة عندما تختفي الشهرة وتتراجع النجومية وهو ما أكد عليه في حواراته عندما بدأت أزماته لم يجد صديق أو زميل بجانبه وكان عاتب على أسماء نجوم بعينهم لم يقفوا بجانبه حتى بمجرد السؤال! رغم أن الجميع أثناء فترة تألقه كانوا قريبين منه دائما!

لم يكن على حميدة الأول من الفنانين الذين يتعرضوا لمثل هذه المأساة من الإهمال وكثيرا سمعنا نفس الحكايات لنهايات عدد من النجوم، النكران والإهمال من الأصدقاء وزملاء المهنة كان العنوان الرئيسي لحكايتهم قبل الرحيل، لم نشاهد صورا لأحد من زملاء المهنة يزور علي حميدة بعد أن اشتد عليه المرض! ولذلك قال قبل وفاته "وسط مفيهوش حب"!

بعيدا عن الرحيل المفاجئ والمؤلم ظلت الأغنية الحدث "لولاكي" طوال السنوات الماضية حاضرة رغم انه نفسه اعترف أكثر من مرة أنها أغنية "عادية" جدا فهي ليست أغنية الأطلال لتنال كل هذا النجاح ولايزال في حالة استغراب من هذا النجاح المدوي ! ولكنه مزاج الجمهور الذي يفاجيء الجميع دائما، بالتأكيد كانت الأغنية ونجاحها نعمة ونقمة على صاحبها هكذا دائما النجاح المفاجيء يصيب صاحبه بحالة من "التخبط" وتكون صعوبة الخطوة التالية ماذا يفعل وغالبا لا يتكرر النجاح الكبير مما يؤثر نفسيا على الفنان ،ولذلك النجاح بخطوات متصاعدة وهادئة وغير مفاجئة أفضل بكل تأكيد من النجاح المفاجئ لأن تأثيره نفسيا ومهنيا يكون سلبيا.

بالطبع ظل الراحل علي حميدة حبيسا لسنوات في نجاح أغنية لولاكي ولم يعرف كيف يتخطاه ورغم ثقافته الموسيقية الكبيرة وعمله الأكاديمي بمعهد الموسيقى إلا أنه فشل في استكمال مشوار النجاح وتوارى عن الأنظار بعدما ذهبت الأضواء بعيدا عنه.

اللافت أنه رغم النجاح الكبير للأغنية تعرض علي حميدة بسببها لهجوم قاس من نقاد وموسيقيين امتد للتجريح في شخصه ! رغم أنه ليس السبب ولكنه مزاج الجمهور الذي جعلها أغنية الشارع الأولى خلال ساعات معدودة.

رحم الله علي حميدة والذي دفع ثمن النجاح والشهرة كثيرا من المعاناة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط