الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وهم الديمقراطية الأمريكية.. قراءة في تبرئة ترامب بمجلس الشيوخ.. الجمهوريون يساندونه وبايدن يحذر.. ومهزلة جديدة حال ترشحه للرئاسة مجددا

الرئيس الأمريكي السابق
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

- صحيفة صينية: ترامب يتمتع بنفوذ كبير في الولايات المتحدة برغم رحيله
- الجمهوريون داسوا على الأخلاق والديمقراطية من أجل تبرئة الرئيس السابق
العالم على موعد مع "مهزلة ديمقراطية" جديدة في حال ترشح ترامب عام 2024


من الواضح أن تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي، بتبرئة الرئيس السابق دونالد ترامب في محاكمة عزله الثانية هو انتصار للأخير وحزبه الجمهوري، وفشل أكبر للنظام السياسي والديمقراطية في الولايات المتحدة، وهذا ما أقر به الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن، بعد قرار البراءة، قائلًا "هذا الفصل الحزين من تاريخنا يذكرنا بأن الديمقراطية هشة، وأنه يجب دائمًا الدفاع عنها، وعلينا أن نكون على يقظة". 

ووفقًا لصحيفة "جلوبال تايمز" الصينية في نسختها الإنجليزية، التي قالت في تقرير لها اليوم، الإثنين، إن قرار تبرئة ترامب، من تهمة تحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول، يظهر عددًا من البراهين، بعد فشل التصويت على الإدانة التي تشترط الموافقة بأغلبية الثلثين، أي 67 عضوًا على الأقل.

وحسب الصحيفة، يعكس قرار التبرئة، الاستقطاب المتزايد في السياسة الأمريكية والذي يستنزف حيوية البلاد وانقسام الشعب الأمريكي.

وكان سبعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ انضموا إلى 50 من الديمقراطيين لإدانة ترامب بتهمة التحريض على أعمال الشغب في الكابيتول، ما أدى إلى فشل الاتهام، بعد عدم الحصول على 67 صوتًا مطلوبًا. 

وذكرت الصحيفة أن هذه النتيجة لم تكن مفاجأة للعالم، حيث من الصعب تحقيق تصويت كبير من الحزبين، لأن ترامب ــ وعلى الرغم من رحيله من البيت الأبيض ــ إلا أنه لا يزال يتمتع بنفوذ كبير في الولايات المتحدة.

وكان الديموقراطيون يأملون في تأمين إدانة لمحاسبة ترامب على اقتحام الكابيتول، وكانت محاكمة العزل محاولة من قبلهم وإدارة بايدن لإبقاء الرئيس السابق وأتباعه في مأزق، لكن في النهاية، سبعة جمهوريين فقط من صوتوا ضده وفشلت المحاولة.

ولا يزال ترامب يمتلك الكثير من المؤيدين المتشددين في مجلسي الشيوخ والنواب الذين يقدرون السلطة السياسية والسياسات الحزبية أكثر من المبادئ والديمقراطية الدستورية.

واستطردت الصحيفة أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الـ 43 الذين صوتوا في صالح تبرئة ترامب قد نسوا كيف فروا من غرفهم في 6 يناير عندما حث ترامب أنصاره على "القتال مثل الجحيم" من أجل إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 والتي انهزم فيها أمام الرئيس بايدن.

ومن هنا يبدو أن ترامب قد انخرط في أعمال مناهضة للديمقراطية، يصعب تخيلها في نظر العالم، لكن غالبية الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس اختاروا الوقوف إلى جانبه، وكان إحجامهم عن إدانته بمثابة إخفاق في المسؤولية المدنية، كسياسيين منتخبين، وضعوا مكاسبهم السياسية فوق مصير بلادهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تتخلى عن سلطتها الأخلاقية، فمحاكمة عزل ترامب تتعلق بالقانون والعدالة، وهي المُثل العليا التي داسها الجمهوريون على الأرض.

واستشهدت بعزل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون من قبل مجلس النواب آنذاك، الذي كان يسيطر عليه الجمهوريون، في عام 1998، على أساس الحنث باليمين أمام هيئة محلفين كبرى بشأن علاقته الجنسية مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي.

وقالت "الجمهوريون كانوا مصممين على إذلال كلينتون وعائلته من خلال إطلاق إجراءات العزل"، لكن ترامب أفلت من محاكمتين، الأولى عندما تم مساءلته في البداية عقب تهديده الحكومة الأوكرانية للتحقيق مع بايدن وابنه هنتر، ثم الثانية عندما وجه إليه تهمة التحريض على التمرد لاقتحام مبنى الكابيتول، وهي جريمة أخطر بكثير مقارنة بجنحة كلينتون.، وبذلك يبدو أن نظام المحلفين في الكونجرس ينطوي على مشاكل خطيرة، إن لم يكن معيبًا للغاية.

أخيرًا، تظل استعادة بناء القيادة العالمية للولايات المتحدة هي طموح الرئيس بايدن، لكنه يواجه طريقًا صعبًا في المستقبل حيث لا تزال الولايات المتحدة غارقة في إرث ترامب السام، والذي أقره بعد تبرئة الرئيس السابق، مؤكدًا أن الديمقراطية الأمريكية هشة.

وأشارت إلى ترامب سيدخل التاريخ كرئيس مُخزٍ هرب من الإدانة بعد محاكمة أثبتت تعريض بلاده للخطر بكل الطرق الممكنة. ومع ذلك، فمن السخرية أن يرى العالم في مجتمع منقسم مثل الولايات المتحدة أن شعبيته لا تزال على حالها على الرغم من عاره.

ووجد استطلاع لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية أُجري في الأيام التي سبقت محاكمة العزل، أن نسبة كبيرة من الجمهوريين يريدون من ترامب أن يظل على رأس حزبهم.

كما أصدر ترامب بيانًا بعد المحاكمة، قال فيه "حركتنا لجعل أمريكا عظيمة من جديد لقد بدأت للتو، أمامنا الكثير من العمل لمستقبل مشرق لأمريكا".

وأكدت أن تبرئته تتركه حرًا في الترشح لمنصب الرئاسة في عام 2024، وإذا فعل ذلك، فربما يتعين على العالم أن يستعد لحدث آخر من "المهزلة الديمقراطية" في منارة الديمقراطية المزعومة.