EN 
"أنا آسف يا أولادي.. أعلم أنني لم أكن الأب المثالي كما تظنون".. تلك هى الرسالة المؤثرة التى تركها أب لأبنائه وزوجته، قبل إقدامه على الانتحار بتناول حبوب حفظ الغلال السامة؛ بعد تعرضه لعملية نصب، نتج عنها خسارته ثروته وجميع ممتلكاته، ليختار الموت حلًا، كسبيل أخير للخلاص من آلامه، بعد أن أدارت الحياة ظهرها له، وأُغلقت الأبواب في وجهه، فتملَّك اليأس منه.
غصة وحزن كبيرين تركه الأب لأبنائه وزوجته، بانتحاره، وموقف موجع سيظل عالقًا في أذهانهم أبدًا، وقصاصة من الورق مكتوب عليها رسالته الأخيرة قبل أن يُنهي حياته، والتي حملت القليل من الكلمات، والكثير من الألم الممزوج بمشاعر اليأس والإحباط.
وجاء نص تلك الرسالة الأخيرة التي كتبها بخط يده، والتي وجدتها أسرته بعد وفاته: "أنا آسف يا أولادي، أعلم أنكم ترون الآن أنّي غير جدير بلقب الأب، وأعلم أيضًا أنني لم أكن الأب المثالي كما تظنون، تخيلتوا في أذهانكم أنّي مثل شخصية السوبر مان الذي يحلّق في السماء كي يحقق أبسط أحلامكم، ولكن استيقظتوا على صدمة خبر وفاتي منتحر، يعلم الله بحق حبكم في قلبي أن هذا القرار لم أتخذه إلا بعد فقدان الصبر والأمل، ضاقت بي الحياة ولم أتحمل تلك النظرة في أعينكم".
وتعود تفاصيل الواقعة المأساوية عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة، إخطارًا من المستشفى العام بمركز أبوحمص، يفيد باستقبال شخص يُدعى "حسن. ع. ص"، جثة هامدة إثر هبوط في الدورة الدموية بسبب تناوله حبوب حفظ الغلال السامة.
وعلي الفور انتقلت قوات الأمن إلى مكان الواقعة، وبالفحص وسؤال أقاربه تبين أنه تخلص من حياته بتناوله حبوب حفظ الغلال لمروره بحالة نفسية سيئة بعد أن قام ببيع منزله في إحدى القرى التابعة لمركز أبو حمص لشراء منزل في الصحراء بهدف البداية في تجارة جديدة ذات ربح أكبر، ولكن تم النصب عليه وتعرّض لخسارة ثروته وجميع ممتلكاته.
وأمرت النيابة العامة بدفن الجثة بعد الانتهاء من تقرير الطب الشرعي، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.
اقرأ أيضا : عاشق الورد من ليبيا إلى مصر يروي أسرار الغربة و الزراعة في المنازل بالبحيرة
