الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لبنان.. .أزمة بين حزب الله والتيار الوطني بسبب إيران

صدى البلد

يبدو أن العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي أسسه رئيس الجمهورية ميشال عون ويتزعمه صهره وزير الخارجية السابق جبران باسيل أبرز حلفائه المسيحيين في لبنان، ليست على أفضل ما يرام، فقد تخللتها خلال الأيام الماضية أجواء ضبابية بسبب تطورات عدة، أبرزها الانتقادات التي وجهتها قناة "العالم" الإيرانية في مقالة نشرتها قبل أيام ضد البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد دعوته إلى حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة التي يعانيها بحسب العربية نت.

فرغم أن القناة الرسمية الإيرانية اعتذرت لاحقا عمّا ورد في المقالة التي نشرت عبر موقعها الإلكتروني ضد أحد أرفع الوجوه المسيحية في البلاد إلا أن مفاعيل هذا "الإشكال" لا تزال مستمرة.

ومع أنه كان مقررًا أن يستدعي وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة، المحسوب على رئيس الجمهورية، أمس الاثنين، السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا لإبلاغه رفض الخارجية ما جاء في قناة العالم، غير أن السفير الإيراني لم يحضر، وطلبت سفارة بلاده تأجيل اللقاء إلى موعد آخر، بسبب ما قالت إنها ظروف طارئة فرضت على السفير تعديل جدول نشاطه المقرر أمس.

وفي حين تحدّثت المعلومات عن "انزعاج" إيراني من الطريقة التي دُعي بها سفيرها، خصوصًا أن محطة "العالم" اعتذرت عن الخطأ، وبالتالي لم يحضر السفير الإيراني، لأنه لا مبرر لاستدعائه، أوضحت مصادر وزارة الخارجية اللبنانية لـ"العربية.نت": "أن اللقاء بين الوزير شربل وهبة والسفير أرجئ إلى موعد يُحدد لاحقًا بسبب التحرّكات الشعبية وإقفال طرق أساسية في العاصمة، ما حال دون تمكّن الوزير والموظفين من الوصول إلى مبنى الوزارة".

ولفتت المصادر الى "أن مكتب وزير الخارجية اتصل بالسفارة الإيرانية لإبلاغها بتأجيل اللقاء لا إلغائه على أن يُحدد موعد جديد بانتظار أن تهدأ الأمور بالنسبة للتحرّكات الشعبية في الطرقات".

وكانت قناة "العالم" أوردت في مقال نشر على موقعها الإلكتروني منذ أيام أن الراعي يسعى للتطبيع مع إسرائيل، وأن كلامه عن الحياد "مدفوع بجماعات يمينية معروفة بعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل".

ولم يكن المقال الذي نشر على الموقع المادة الوحيدة التي انتقدت فيها القناة البطريرك الماروني، إذ أعدت أيضا تقريرًا من بيروت رأت فيه أن "ما طرح من مشاريع تدعو للحياد وتدويل الملف اللبناني إنما يصبّ في خدمة إسرائيل"، وأن ما شهده مقر البطريركية المارونية تأييدًا لمواقف الراعي الأسبوع الماضي هو "محاولة لمحاصرة المقاومة وإنجازاتها الوطنية".

في المقابل، اعتبر عضو الرابطة المارونية التابعة لبكركي، جوزيف نعمه "أن وزير الخارجية بكثير من "الخجل والخفر" طلب اللقاء مع السفير الإيراني، إلا أن الأخير بصفته سفيرًا لدولة محتلة للبنان اعتبر استدعاءه أمرًا مُهينًا، وهذا إن دلّ على شيء فإلى "الخبث الدبلوماسي" الإيراني في التعاطي مع لبنان".

كما أضاف في تصريحات للعربية.نت "لا أحد يطلب رأي إيران بالنسبة للبنان، فهو دولة مستقلّة وسيّدة رغم كل شيء، وبالتالي فإنه لا يعود للدولة اللبنانية استمزاج رأي إيران حول المطالبة بالحياد، والبطريرك الماروني أخذ موقفًا لبنانيًا صرفًا نابعًا من الميثاق الوطني الذي يدعو في جوهره إلى الحياد".

إلى ذلك أعلن "أمين عام حزب الله حسن نصرالله بشكل صريح وواضح أن ولاءه لولاية الفقيه فقط، وأن سلاحه وتمويله يأتي من طهران، لذلك أعلن رفضه لطرح البطريرك الماروني".

بدوره، رفض "التيار الوطني الحر" المقال الذي نشرته قناة "العالم"، وذكّر بأن بكركي "كانت ولا تزال منارة للفكر الانفتاحي وصرحًا للتلاقي ولم تكن يومًا مقرًا للانعزال والتقوقع".

وأوضح النائب عن التيار التابع لعون، أسعد درغام لـ"العربية.نت": "أن التهجّم على بكركي مرفوض من أي جهة أتى، لاسيما أن مواقف البطريرك الماروني وطنية".

كما لفت إلى "أن الحياد لا يعني الحياد مع إسرائيل، وبالتالي فإن طلب البطريرك الماروني ليس موجّهًا ضد أي طرف خارجي، وهو يوفّر مشاكل وأزمات كثيرة على لبنان واللبنانيين، خصوصًا أن الحكومات الأخيرة اعتمدت سياسة النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة".

من جهته، اعتبر رئيس "حركة الاستقلال" النائب المستقيل من مجلس النواب ميشال معوض لـ"العربية.نت": "أن تصرّف السفير الإيراني مرفوض وخطير في الأصول الدبلوماسية المتّبعة، وعلى الدولة اللبنانية اتّخاذ الإجراءات اللازمة بحقه".

وقال "الدولة اللبنانية مخطوفة من منظومة السلاح القائمة مع كل توابعها وأيضًا من منظومة الفساد المتواطئة فعليًا معها، وهذا يدفع بالشعب اللبناني إلى دفع الثمن فقرًا وجوعًا وقتلًا واغتيالات".

كما شدد على "أننا بحاجة إلى حلول للخروج مما نحن فيه، والمدخل إلى ذلك بالحياد كما يُنادي البطريرك الماروني من أجل حماية لبنان وسيادته ودستوره".