قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فى مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.. وزير الأوقاف: الحوار البناء لا يجعل من المتغيرات ثوابت ولا يفرط في ثوابتنا العقدية.. وكيل الأزهر: الحضارة الإسلامية مثلت أرقى حالات التسامح والتعايش

0|شيماء جمال

  • وكيل الأزهر:
  • صانعو القلاقل استغلوا ضعف الفهم لدى البعض وبثوا في نفوسهم الكراهية
  • الأزهر يرفض نظرية صراع الحضارات
  • وزير الأوقاف:
  • الحوار يقتضي أن تعامل الآخر بما تحب أن يعاملك به
  • الحوار البناء لا يفرط في ثوابتنا العقدية ولا يقدس غير المقدس


شارك عدد من العلماءفي فعاليات المؤتمر الدولي الحادي والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذي تقيمه وزارة الأوقاف برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بعنوان: "حوار الأديان والثقافات" في الفترة من 13 – 14 مارس 2021م.


ورحب الدكتور محمد الضويني، بضيوف مصر الكرام، في أرض السلام، الذين حضروا للمشاركة في المؤتمر الذي يعقد برعاية من الرئيس
عبد الفتاح السيسي، والذي يأتي في إطار دعوته للحوار الهادف الذي تتضافر فيه جهود الجميع لإعلاء قيم التعايش والتسامح، ومد جسور التفاهم والإخاء، والتصدي لخطاب الكراهية، ونشر قيم العدل والمساواة من أجل تحقيق السلام والاستقرار، ناقلا تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وتمنياته الصادقة بأن يخرج هذا اللقاء الطيب بتوصيات جادة تعمل على توطين مبادئ الحوار البناء، وحماية الفكر والثقافات من محاولات الاختطاف أو التشويه من قبل أفكار مغلوطة ومشروعات منحرفة.


وقال وكيل الأزهر، إن اختيار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية «حوار الأديان والثقافات» ليكون عنوان مؤتمره الدولي الحادي والثلاثين هو أمر موفق يأتي انطلاقا من الحاجة الملحة لما يحمله هذا العنوان من مضامين، وما يفرضه من تطبيقات، خاصة في ظل ما يعانيه العالم اليوم من أزمات خانقة أصابت كثيرا من الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.


وأوضح الدكتور الضويني، أن عالمنا العربي والإسلامي تعرض خلال السنوات الماضية لفتن كفيلة بتدمير خطط التنمية، وتقويض مسارات التقدم، ومن أكبر الفتن أن صانعي القلاقل استغلوا ضعف الفهم لدى البعض فراحوا يبثون في نفوسهم الكراهية والتعصب الذي يعمي عن رؤية الآخر، فضلا عن قبول رأيه، مؤكدا أن الحضارة الإسلامية قد مثلت أرقى حالات التسامح الإيجابي، والتعايش المشترك بين الأفراد والشعوب والأمم على تنوعها في كثير من مجالات الحياة.


وأشار فضيلته إلى أن سيدنا عمرو بن العاص لما دخل مصر وجد الرومان قد هدموا الكنائس ونفوا قساوستها، فعمل على إعادتهم إلى مناصبهم وعمارة ما دمر من كنائسهم، موضحا أن هذه الحضارة الإسلامية بأصولها وتطبيقاتها لا تزال أنوارها مشرقة، ولا تزال قادرة على جمع الناس تحت لواء «المواطنة» التي نطقت بها عمليا نصوص القرآن والسنة، والتي تضمن أن يكون التنوع وجها من وجوه ثراء الحياة، وليس عائقا عن التواصل الفعال.


وبين وكيل الأزهر أن التعدد والتنوع – أيا كان مجاله - لا يعد مشكلة، ولا ينبغي أن يكون ما دامت المشتركات الإنسانية باقية بين الناس، وستظل هذه المشتركات حبيسة الأدمغة والكتب ما لم تعمل المجتمعات – أفرادا ومؤسسات وحكومات - على إيجاد حالة من الحوار الإيجابي الفعال المنتج، موضحا أن التنوع له غاية أعلنها الله في قوله: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} [الحجرات: 13]، فغاية التنوع التعارف، والتعارف يقتضي حوارا يجمع ولا يفرق، ويبني ولا يهدم.


وأكد الضويني أن الأزهر يرفض نظرية صراع الحضارات، ويدعو إلى إقامة سلام حقيقي بين بني الإنسان، ويتصدى لاستغلال الدين كأداة لإشعال الفتن بين أبناء الوطن الواحد؛ موضحا أن الأزهر يتواصل ويتعاون مع المؤسسات كافة؛ لتبادل الرؤى والأفكار حول ترسيخ قيم التعايش المشترك، ونبذ العنف، ومواجهة التطرف، وإرساء دعائم المواطنة، وتبني حوار حقيقي يستثمر التعددية الفكرية والتنوع الثقافي، ويعترف بالهويات والخصوصيات، ويحترم الرموز والمقدسات.


ولفت فضيلته إلى أن الأزهر الشريف حقق عبر كياناته المختلفة، وأدواته المتعددة نجاحات كبيرة داخل مصر وخارجها في سبيل ترسيخ هذه القيم الإنسانية فأقام حوارات دينية حضارية، كان لها نتائج ملموسة على الصعيدين الوطني والعالمي، ويأتي في مقدمة هذه الكيانات الأزهرية مركز الحوار بين الأديان الذي استطاع أن يعيد الحوار بين الشرق والغرب كحلقة وصل فعالة، وكذلك «بيت العائلة» الذي برز نموذجا مصريا فريدا في التعايش والتلاقي بين أبناء الوطن، وأن الهوية المصرية محفوظة بترابط أطياف المصريين إلى يوم الدين.


وبين الدكتور الضويني، أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عقد مؤتمرات متعددة بمشاركة عدد من القيادات الدينية والمفكرين والسياسيين من أنحاء العالم، توجت تلك الجهود الأزهرية بـ «وثيقة الأخوة الإنسانية» بالتعاون مع الفاتيكان، التي يقدمها الأزهر هدية للعالم كله تأكيدا لرسالة الحب والخير والسلام التي تترجمها علومه، وتنبئ عنها مناهجه.


ونوه "الضويني"، إلى أننا فى حاجة ملحة لحوار الأديان والثقافات وهو عنوان المؤتمر الدرلي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ما يحمله من مضامين، وما يفرضه من تطبيقات، خاصَّةً في ظلِّ ما يعانيه العالمُ اليوم من أزمات خانقة أصابتْ كثيرًا من النَّاسِ في دمائِهم وأموالِهم وأعراضهم.


وقال إن من أكبر الفتن أنَّ صانعي القلاقل استغلُّوا ضعفَ الفهم لدى البعض فراحوا يبثُّون في نفوسهم الكراهية والتَّعصُّب الَّذي يعمي عن رؤيةِ الآخر فضلًا عن قبول رأيِه.


وأكد أنَّ الحضارة الإسلامية قد مثلتْ أرقى حالات التسامح الإيجابي، والتعايش المشترك بين الأفراد والشعوب والأمم على تنوُّعها في كثير من مجالات الحياة، مشيرا إلى أن الحضارة الإسلاميّة بأصولِها وتطبيقاتها ما تزال أنوارها مشرقة، وما تزال قادرةً على جمع الناس تحت لواء «المواطنةِ» الَّتي نطقتْ بها عمليًّا نصوصُ القرآن والسُّنَّة، والَّتي تضْمنُ أن يكون التنوعُ وجها من وجوه ثراء الحياة، وليس عائقًا عن التَّواصل الفعَّال.


وأوضح وكيل الأزهر الشريف، أنَّ التَّعدُّدَ والتنوع، لا يعد مشكلة، ولا ينبغي أن يكونَ ما دامت المشتركات الإنسانيَّة باقية بين النَّاس، مضيفا أن الحوارَ ضرورةٌ؛ مستشهدا بقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}.


وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن قضية الحوار بين الأفراد والمؤسسات تعادلها قضية التفاوض بين الدول، والثانية خاصة وتتعلق بفهم أبجديات الحوار، فالحوار على زنة فِعال، والمحاورة على زنة مُفاعلة، يقتضيان المشاركة، ولا يقعان من طرف واحد، يقال: تحاور محمد وعلي، أو توافقا، أو تشاركا، أو تطاوعا، أي حاور، أو وافق، أو شارك، أو طاوع كل منهما صاحبه، ولا يُتصوَّر أن يحاور الإنسان نفسه.


وقال خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حوار الأديان والثقافات المنعقد بالقاهرة بحضور 31 وزيرا ومفتيا: "فالحوار يقتضي أن تُعامل الآخر بما تحب أن يُعاملك به، وأن تنصت إليه قدر ما تحب أن ينصت إليك، وأن تأخذ إليه الخطوات التي تنتظر منه أن يخطوها نحوك، وإلا فحاور نفسك، واسمع صوت نفسك، ولا تنتظر أن يسمع الآخرون صوتك".


وأضاف أن الحوار البناء هو الذي يهدف إلى التفاهم والتلاقي على مساحات مشتركة، وأهداف إنسانية عامة لا تمييز فيها على أساس الدين أو اللون، أو الجنس، أو القبيلة، فتحقيق المواطنة لا يقتضي التعايش بين أصحاب الديانات المختلفة فحسب وإنما يقتضي أيضًا إعطاء الجميع نفس الحقوق والفرص وفي مقدمة ذلك الاهتمام بالمرأة.


الحوار البناء يتطلب إنصاف الآخر، فإنصاف الآخر هو منهج القرآن الكريم قال تعالى: "وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"، فالدين قائم على إنصاف الآخر، ويعني تسامح كل طرف عن بعض ما يراه حقا له ، ليتسامح له الآخر في بعض ما يراه حقًا.


وأشار إلى أن الحوار البناء لا يجعل من المتغيرات ثوابت، ولا من الثوابت متغيرات، فمن جهة لا يفرط في ثوابتنا العقدية، ومن جهة أخرى لا يقدس غير المقدس ولا يعرف التعصب الأعمى، ولا يرمي الناس بالإفك والبهتان ولا يقابل الحجة بغير الحجة.


وأوضح أن من أبجديات الحوار حسن الاستماع للآخر، وعدم مقاطعته، أو إبداء عدم الرغبة في سماعه، أو التأفف من كلامه، أو الإشاحة في وجهه، أو إظهار التبرم منه غمزًا، أو لمزًا، أو تهكمًا، أو حتى تبسمًا ساخرًا ينم عن عدم تقدير المحاور، أو إظهار عدم الاقتناع بما يقول تهوينًا لشأنه، ناهيك عن ارتفاع الصوت واشتداد الصخب والجلبة، فضلا عن سوء الأدب في الحوار والخروج عن الموضوعي إلى الشخصي.


وتابع: "كل ذلك شيء والحوار شيء آخر، ألم يقل الحق سبحانه وتعالى لسيدنا موسى وهارون (عليهما السلام): "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"، فأمرهما الحق سبحانه وتعالى أن يقابلا طغيان فرعون بالحكمة والموعظة الحسنة، والقول اللين الحسن، وألا يقابل طغيانه وجبروته بمثل فعله أو لغته".


واستطرد: "انظر إلى أدب أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم (عليه السلام) في محاورته لوالده، حيث يقول والده : "لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا"، فيجيبه سيدنا إبراهيم (عليه السلام) في غاية البر والأدب : "سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا"، وفي الحوار الذي دار بينه وبين نمرود بن كنعان كما حكى القرآن الكريم على لسانه: "قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ"، وهنا لم يرد عليه سيدنا إبراهيم (عليه السلام) بالنفي المباشر، إنما انتقل إلى أمر آخر قائلًا: "فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ" ، وكأنه يقول له إن كنت تحيي وتميت حقًا كما تقول فأت بالشمس من المغرب بدل المشرق، فبهت الذي كفر".

وإن أخطر ما يعوق الحوار أمران هما: الأدلجة والنفعية؛ فأما الأدلجة فإن العالم أو الكاتب أو المحاور المؤدلج تحمله عصبيته العمياء للجماعة التي ينتمي إليها إما على عدم رؤية الحق، وإما على التعامي عنه، إذ يمكن لأحدهم أن يحاورك أو يجادلك أو يقبل نقاشك في مفهوم آية من كتاب الله (عز وجل) أو حديث صحيح من سنة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ولا يقبل منك أن تحاوره أو تناقشه أو تراجعه في كلام مرشده المقدس لديه.


وأما النفعيون والمتاجرون بالأديان والقيم والمبادئ فلا يدافعون أبدًا عن الحق، ولا ينتظر منهم ذلك، إنما يدافعون عن مصالحهم ومنافعهم فحسب ولا شيء آخر.