شهدت منصة مسابقة ملكة جمال الكون في تايلاند لحظة مثيرة للجدل، بعد أن وقفت ملكة جمال إسرائيل، ميلاني شيراز، بجانب ملكة جمال فلسطين، نادين أيوب، ما أثار عاصفة من النقاش على وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيدين ومعارضين لتصرف كل منهما.

اللحظة التي بدا فيها أن شيراز ألقت نظرة محددة نحو أيوب، اعتبرها البعض نظرة تعالٍ واستفزاز، بينما رأى آخرون أنها مجرد لحظة عابرة ضمن مسيرة صعود المتسابقات إلى المنصة.
🇵🇸🇮🇱👸FLASH INFO
Miss Palestine et Miss Israël ont été aperçues côte à côte lors du concours Miss Univers. pic.twitter.com/htf784S1L4— Citizen Média 🗞️ (@CitizenMediaFR) November 10, 2025
من جانبها، نفت شيراز أي نية استفزازية، مشيرة عبر حسابها على إنستغرام إلى أنها كانت تنظر فقط إلى باقي المتسابقات أثناء صعودهن، مؤكدة أن تحويل اللحظات العادية إلى سيناريوهات عدائية يشوه الواقع ويؤذي الأفراد.
وأضافت أن المنافسة كانت احتفالية للجمال والتميز، وليست ساحة للصراعات السياسية.
الخلاف بين المتسابقتين ليس وليد اللحظة، بل يمتد إلى أكتوبر الماضي، حيث انتقدت شيراز منشورًا سابقًا لأيوب يتعلق بالأطفال الضحايا، معتبرة أنه يشوه هوية الضحايا الإسرائيليين، فيما ردت أيوب باتهام إسرائيل بـ"الإبادة الجماعية" في فلسطين، معربة عن قلقها من خوف الناس من التعبير عن آرائهم بسبب اتهامات معاداة السامية.
هذه الخلافات السابقة أضافت بعدًا سياسيًا واجتماعيًا للجدل حول النظرة الأخيرة، ما جعلها محط أنظار الإعلام والجمهور على حد سواء.
تجدر الإشارة إلى خلفية كل منهما، حيث ولدت شيراز في إسرائيل وعاشت في عدة ولايات أمريكية قبل أن تستقر في تل أبيب، بينما ولدت أيوب في ميشيغان لعائلة فلسطينية، وعاشت بين رام الله وكندا قبل أن تستقر في دبي.
هذه الخلفيات الثقافية والجغرافية أضفت تعقيدًا على العلاقة بينهما، وجعلت أي مواجهة أو تفاعل بين المتسابقتين محط اهتمام عالمي، إذ يرى البعض أن المنافسة لم تقتصر على الجمال، بل حملت رمزية سياسية وثقافية كبيرة.
بالإضافة إلى ذلك، سلطت وسائل الإعلام الضوء على كيفية إدارة كل منهما للأزمات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث حاولت شيراز تهدئة التوترات عبر نشر توضيح صريح، بينما استخدمت أيوب حساباتها للتعبير عن قلقها من تجاهل الانتهاكات التي تتعرض لها فلسطين، ما يعكس الانقسامات العميقة في المنطقة وتأثيرها على الشخصيات العامة.
تعد هذه الواقعة مثالًا حيًا على كيف يمكن أن تتحول لحظة عابرة على منصة عالمية للجمال إلى جدل سياسي وثقافي واسع النطاق، حيث يترابط الجمال مع السياسة والهوية الوطنية، مما يجعل متابعة كل تفاصيل المسابقة أكثر من مجرد متابعة لمنافسة على اللقب، بل نافذة على التعقيدات الاجتماعية والسياسية التي يعيشها الشرق الأوسط والمجتمع الدولي على حد سواء.
الجمهور على الإنترنت تباين في آرائه؛ بعضهم دعم موقف أيوب معتبرين أن شيراز كانت تتصرف بتعالي، بينما رأى آخرون أن المسألة مبالغ فيها وأن المنافسة لا تتطلب تفسير كل نظرة أو حركة.
وفي النهاية، تظل لحظة النظرة الصامتة بين ملكتي جمال فلسطين وإسرائيل، رمزًا للتوترات الكامنة بين الثقافات المختلفة، ولتأثير السياسة على حتى أكثر المنصات العالمية احتفاءً بالجمال.