EN 
مهنة الممثل هي التشخيص أن يتحول الفنان إلى مشخصاتي للعديد من الشخصيات التي يجسدها ويكون قمة النجاح للممثل أن يصدقه الجمهور
لذلك صدقنا أحمد زكي في شخصية عبدالناصر مثلما صدقناه في السادات وكذلك عادل إمام في شخصية الهلفوت كما صدقناه في المحامي حسن سبانخ وأيضا محمود عبدالعزيز في شخصيته الأثيرة الشيخ حسني!
على المستوى العالمي سأتحدث عن ثلاثة ممثلين أدهشوا العالم في السنوات الأخيرة وحصدوا الأوسكار وكان يتطلب العمل منهم تغيير "شامل" في الشكل الخارجي، جاري اولدمان darkest hours ، خوانكين فينيكس joker ، كريستيان بيل vice .
جاري اولدمان واحد من أفضل الممثلين حاليا في العالم ومرشح هذا العام لأوسكار أيضا عن فيلمه الجديد Mank.
أثناء تجسيده لشخصية تشرشل في durkest hours لو شاهدت الفيلم صدفة دون معرفة اسم البطل لا يمكن أن تعرف من الممثل بداية من شعر الرأس وملامح الوجه وصولا للجسد الممتليء ممكن القول إن جاري اولدمان كان يلبس جسد فوق جسده ووصل به درجة إتقانه للتشخيص أنه أتقن حتى نظرات تشرشل وطريقه سيره! بالطبع ذلك المكياج الصعب كان يحاول اولدمان الحفاظ عليه قدر الإمكان فكان يصل به الحال ألا يتناول الطعام ولا يذهب للنوم داخل الكرفان الخاص به طوال ساعات التصوير حتى لا يفسد مكياج الشخصية، وبالفعل وصف النقاد تجسيده للشخصية بالأداء " الجبار " ! كان يستسلم للمكياج لنحو أربع ساعات يوميا دون كلل، ونال اوسكار أفضل ممثل عام 2018.
الممثل الأخر خوانكين فينيكس في أداءه المذهل لشخصية الجوكر والذي استحق عنه جائزة الأوسكار 2019 كان عليه أن يقترب نفسيا من ملامح شخصية البطل نحيف الجسد والذي لديه قدرة على تحريك عضلات جسده بشكل غير طبيعي فكان عليه ان ينقص وزنه وكان هذا التحدي الأكبر له ونجح في وقت قياسي إنقاص وزنه من 81 كيلو حتى وصل إلى 59 كيلو وكان هذا حافز كبير له ويقول خوانكين
أن فقدان الوزن أعطاه أيضا شعورًا بالتحكم والثقة في النفس، قائلا "شعرت أنني أستطيع تحريك جسدي بطرق لم أتمكن فعلها من قبل، وأعتقد أن ذلك اتضح في بعض الحركات الجسدية التي بدأت تظهر كجزء مهم من الشخصية "، وبالفعل أعطى مصداقية للجمهور ونال إشادة من الجميع.
ومثله فعلت النجمة آن هاثاوي كانت تتناول قطعتي شوفان في اليوم حتى تفقد وزنها سريعا لتجسيد شخصيتها في فيلم البؤساء وبالفعل حازت على الأوسكار.
الممثل الثالث الذي تحول للشخصية التي بجسدها بشكل مذهل كان كريستيان بيل أثناء تجسيده لشخصية نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني في فيلم vice في البداية قام بحلاقة شعر رأسه " زيرو" وقام بزيادة وزنه بشكل طبيعي ليقارب الشخصية قدر الإمكان حتى وصل إلى قدرته على التنفس مثله ! وبالفعل ظلت جائزة الأوسكار لأفضل ممثل حائرة بينه وبين رامي مالك والذي اتقن هو الأخر تجسيد شخصية فريدي ميركوري في نفس العام ليقتنصها الأخير، جميع من سبق ذكرهم اشتغلوا على الشخصيات بشكل كبير وقرروا التضحية بشعر الرأس، فقدان او زيادة الوزن، فعلوا كل شيء ممكن في الشكل الخارجي من أجل ان تصل مصداقية الشخصيات للجمهور.
التقمص الداخلي والخارجي للشخصيات ضرورة للممثل من أجل إقناع الجمهور ، ويجب عليه عندما يقدم شخصية حقيقية المقاربة على المستويين الشكلي والنفسي.
الآن هناك جدل مثار بين الجمهور وجاء في صفهم بعض الباحثين والعارفين بالتاريخ الفرعوني حول الممثل عمرو يوسف والذي يجسد شخصية الملك الفرعوني أحمس وهناك شبه إجماع ان اللحية التي ظهر بها يوسف في الشخصية لم تكن متواجدة في عصر الفراعنه، والغير طبيعي ان يحاول صناع المسلسل جاهدين تبرير وجود اللحية والتي هي غير موجودة في مومياوات وتماثيل ومنحوتات ونقوش عصر الفراعنة ! بسبب تمسك الفنان بطل العمل بمظهره الذي هو عليه في الحقيقة وفي جميع أعماله منذ سنوات! ألا يستحق هذا الدور المفترض انه استثنائي في مشوارك الفني أن تتخلى عن لحيه أو شعر !؟
أرى فنانين كثيرين همهم الأكبر إظهار عضلات الجسد وكأن ذلك هو الأهم في تجسيد الشخصيات ! مهم طبعا ان يحافظ النجم على شكل ومظهر جذاب ولكن يكتمل ذلك بتفاصيل أخرى للشخصيات التي يجسدها.
