خاص.. الشاهد المصري الوحيد يروي كواليس ثوران بركان آيسلندا.. فيديو وصور

رحلة للتوثيق والدراسة، أشبه بأحداث الفيلم الخيالي «رحلة إلى مركز الأرض» الذي كان بالبلد نفسها "آيسلندا"، أحد أعضائها الباحث المصري الوحيد هناك استطاع خلال تواجده بالقرب من بركان آيسلندا الثائر دراسة التربة وكذلك توثيق أحداث الرحلة ومظاهر الحياة بالقرب من البركان.

مصري في أرض الثلج
تخرج أحمد حمدي عبدربه من كلية العلوم جامعة أسوان، اجتهاده المستمر في الدراسة جعله يشغل منصب مدرس مساعد بالكلية نفسها بعد حصوله علي الماجستير من دولة المجر، ليقرر استكمال دراسة الدكتوراة بالخارج تحديدا في آيسلندا، وسافر للدراسة في يناير الماضي، علوم الأرض هي تخصص الشاب صاحب الـ 29 عاما، وهي سبب اختياره لبلاد الثلج لاستكمال الدراسات العليا المتخصصة في الجيولوجيا وعلم طبقات الأرض والاستفادة منها في دراسة تطور العصور القديمة.

يروي د. أحمد لـ «صدى البلد» كواليس زيارته للبركان الثائر «فاجرادالسفجال »، ويقول أنه كان ضمن اعضاء فريق في رحلة علمية من كلية علوم الأرض بجامعة آيسلندا، هذه الرحلة ضمت كل أعضاء هيئة التدريس والطلبة و طلاب الدراسات العليا وما بعد الدكتوراة وكانوا حوالي 120 فرد، "لم نتحرك في المنطقة إلا بإشراف المسئول عن السلامة".

توثيق البركان الثائر
التقط الشاب المصري العديد من الصور ومقاطع الفيديو حول البركان الثائر يتضح بها ممارسة الحياة بشكل طبيعي فيما تتأجج نيران البركان في الخلفية، وعلى حد وصفه فإن الزيارات مستمرة بدون مشكلة ولكن الخطرالوحيد يكمن عند الاقتراب من فوهة البركان، ويقول لـ «صدى البلد»: "بعضهم غير مدرك لخطورة الأمر وعندما تحركنا حول البركان كنا على مقربة منه في وجود أجهزة لرصد ارتفاع الغازات والتي أوضحت للمسئول ضرورة مغادرتنا المكان بسبب زيادة ثوران البركان والغازات".

تضمنت الرحلة وجود أساتذة في علوم البراكين والزلازل وهذا الجزء كان رحلة ضمن معاصرة استمرت على مدار 3 أسابيع للهزات الأرضية والزلازل التي سبقت البركان ودورهم كـ مقدمات للقشرة الأرضية لتهيئتها لحدوث البراكين ، ووصلت قوتها إلى 3 و 4 و 5.2 ريختر على مدار الفترة التي سبقت البركان، موضحا ان للزلازل دور قبل اندلاع البركان لإحداث التصدعات اللازمة والتي تكون أشبه بالقناة أو الشبكة لخروج "الماجما" من باطن الأرض.

دراسة الإنسان البدائي
تخصص أحمد في دراسة الحياة والمناخ القديم، وبالتحديد بحثه عن «البيئة والمناخ في عصر البليستوسين»، وعن كواليس ثوران البركان الذي ثار لأول مرة منذ خمول طويل لمدة 700 عاما ، ويقول: "ثار بركانين سابقين للبركان الأخيرة، فالمنطقة بها 3 براكين، وهي منطقة مشهورة بالبراكين والزلازل، والبركان الأخير يقع بينهما".

يستكمل الباحث المصري دراسته في عدة مناطق تخدم بحثه عن العصر الجيولوجي "البليستوسين" حيث قام بدراسة عينات من حوض رسوبي في منطقة «نيهوان» على قرب من العاصمة الصينية "بكين"، وكذلك يدرس الحياة والمناخ القديم في الطبقات الرسوبية، وخلال الدراسة في المنطقة عثر على بعض البقايا من الادوات التي استخدمها الإنسان البدائي، والتي تسمى «ستون تولز» وعمرها يقدر بحوالي مليون و600 ألف سنة.

عصر البليستوسين ومصر
من خلال هذه الدراسة للحياة القديمة، يستطيع الشاب استخدام النتائج لرسم سيناريو عن الحياة أو البيئة للإنسان البدائي المار بهذه المنطقة في عصر البليستوسين البدائي.

وعند سؤاله "إذا كيف يتم الاستفادة من هذه الدراسة في مصر ؟".
أجاب قائلا أنه الاستفادة من الدراسة تكمن في فهم المنخ وحياة الإنسان بشكل أكبر، مضيفا أن هذه الدراسة تابعة لعلم جيولوجي يسمى "جيولوجيا عصر الزمن الرابع"، وهو من الانواع النادرة للدراسة في مصر، فعلى حد وصفه عدد الباحثين في مصر والدراسات ليست بالقدر الكافى، ويقول: "نحن بحاجة إلى سد الفراغ خاصة مع التساؤلات المتعلقة بمرور الإنسان البدائي في غرب أفريقيا وهل هو بدأ ومر خلال مصر أم كانت مصر جزء من الممر فقط".