الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نادية مصطفى تكتب: لسنا عالة

صدى البلد

مصر هى أم الدنيا، وأم الحضارات كلها لذا فقد انتابني شعور بالفخر والاعتزاز بالهوية المصرية والتاريخ العريق لبلادي،  فحين شاهدت الحفل المبهر الذى أقامته بلادى لنقل ٢٢ ملك وملكة من ملوك وملكات مصر القدماء، فى موكب مهيب من متحف الآثار المصرية بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط؛ فى هذه  اللحظة أظن أن  مشاعر جميع المصريين قد توحدت نحو الاعتزاز بالوطن والفخر به، هذه اللحظة أحيت الأمل فى قلوب المصريين بأن  هذه الأرض الطيبة فيها ما يستحق أن نعيش من أجله، وأن نحيا اعتزازاً به،  رأيتُ كيف كانت فرحة المصريين واعتزازهم بوطنهم وبحضارتهم؛ فعلمتُ أن المشكلة تكمن فى جهلنا بتاريخنا الحضاري العظيم، وتذكرتُ قول أنطون سعادة حين قال:" إن أعظم ما أُصِبْنا به هو أننا نسينا تاريخنا، وصرنا حائرين كاليتيم الذى يجهل أباه وأمه.....".
( أنطون سعادة،الآثار الكاملة-
ج ٣، ص ٨٠٢ )
فنحن لسنا عالة على أمة من الأمم؛ بل نحن أبناء تاريخ مجيد وحضارة عريقة ممتدة من آلاف السنين، فحضارتنا هبة من الله تعالى لمصر، ولذا فإنها واحدة من أعظم الحضارات التى مرت على وجه الأرض، وكل مصرى يشعر بالإعجاب تجاه الحضارة الفرعونية، ولنا كل الفخر والاعتزاز بحضارتنا  الدينية والتاريخية، فمصرنا الحبيبة هى المكان الذى احتضن الأنبياء، حيث زارها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم- عليه السلام- وتزوج فيها من السيدة هاجر المصرية 
- عليها السلام- ودخلها أيضاً يوسف - عليه السلام-  فاحتضنته وأصبح فيها وزيرًا وحاكمًا، وتبعه أبوه النبي يعقوب - عليه السلام- وإخوته، وقد رحبت بهم بلادنا فصاروا من أهلها، وعلى أرضها وقف موسى -عليه السلام- مخاطبًا ربه، ودار بينهما حوار  جليل سجله القرآن الكريم، وإلى بلادنا لجأت السيدة العذراء مريم البتول والسيد المسيح عيسى -عليهما السلام- فاحتضنتهم جميعاً.
ثم ازدهر الإسلام في مصرنا الغالية، فصارت منبراً للمسلمين، وجمَّلَها الله بالأزهر الشريف؛ الذي كان سبباً في مقاومة المعتدين ورد المستعمرين والقضاء على الإرهابيين، ولقد سجل المصريون وسطيتهم تلك على مر العصور والأزمان.
لذلك فنحن لسنا عالة؛ بل نحن أمة لها تاريخ مجيد زاخر بالعباقرة والعظماء والقادة النوابغ فى كل المجالات، ولذلك قال أنطون سعادة : " هنيئًا للأمة التى لها تاريخ، وويل للأمة التى لا تاريخ لها ". 
وقد شهد  العالم أجمع قديمًا وحديثًا بتلك الحضارة، ولا أدلَّ على ذلك من شهادة العالِم الفرنسي- جان فرانسو شامبليون- الذى تمكَّن من فكِّ رموز اللغة المصرية القديمة، لا سيما أنه قال: " يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة".
واكتملت شهادة العالَم والتاريخ أمس حين تم نقل الموميات من متحف الآثار المصرية بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط.
ولا غرو فقد أثبت المصريون أنهم يستحقون أن يرثوا تلك الحضارة القديمة، وأن يقوموا عليها، كما أثبتوا أنهم قادرون على أن يضيفوا إليها ويعملوا على ازدهارها.
فإذا كانت الدنيا كلها تشهد وتشيد بالحضارة المصرية القديمة؛ فنحن المصريين أَوْلَى بذلك منهم.
فليفتخر كل مصري بأصله وبلده وتاريخه الذى علم الدنيا كلها كيف يكون التقدم والرقي فى شتى المجالات.
هذا تاريخ بلادي وهذه عظمتها، فمن له أرض كأرضي؟! ومن له وطن كوطني؟! ؛ بل من يملك تاريخاً كتاريخي؟!!  
مصر مهد الحضارةالتي أبهرت العالم قديمًا، وستظل تبهر العالم دوماً إن شاء الله.
ندعو الله أن يبارك فى أرضها وشعبها ونيلها وعلمائها.