الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

للمرة الأولى

الرئيس التونسي في مصر| محللون: الزيارة تحمل الكثير من الملفات المهمة أبرزها ليبيا وسد النهضة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي يستقبل نظيره التونسي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد ظهر الجمعة، بمطار القاهرة، نظيره التونسي قيس سعيد، الذي يحل ضيفاً على مصر في زيارة رسمية لـ ثلاثة أيام.

وأوضح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أنه سيتم عقد لقاء قمة مصرية تونسية، اليوم، بقصر الاتحادية، ومن المقرر أن تتناول التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك فى كافة المجالات، أمنيا واقتصاديا واستثماريا.

ويرى الخبراء والمحللين والمهتمين بالشأن السياسي، أن الزيارة مهمة وتحمل في طياتها العديد من الملفات أهمها الملف الليبي، إضافة إلى الخلاف بمنطقة المتوسط، والتعاون المشترك بين البلدين على كافة المستويات ودعم تونس لمصر بأزمة سد النهضة.

 

مصر بلد عريق تتبنى جميع التوجهات 

 

علقت الخبيرة في الشأن الأفريقي، الدكتورة هبة البشبيشي، على زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد، إلى مصر بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلة: إن مصر بلد كبير وعريق، تتبنى جميع التوجهات على مستوى العالم.

وأضافت "البشبيشي" في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن زيارة الرئيس قيس سعيد لمصر ذات أهمية بالغة، تعلن فيها مصر عن نفسها وأنها ليست ضد أحد، مما يعزز من مكانتها وتقبلها لشتى التيارات، فضلا عن احترامها لاختيارات الشعب التونسي.


وكونها المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس التونسي قيس سعيد مصر، منذ توليه الحكم في 13 أكتوبر 2019 ، حللت "البشبيشي" تواجده بالعاصمة المصرية القاهرة على أنها رسالة مفادها أن الدولة المصرية تستمر في آلية عملها وخطتها السياسية والاقتصادية والدولية وحتى على مستوى الإنسانيات بين الشعوب الشقيقة.

 

ربط جسور التواصل وترسيخ 


واستبعدت "البشبيشي" أن تأتي الزيارة خارج إطار ربط جسور التواصل وترسيخ سنة التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين، فضلا عن تأكيدها لما أقره البيان الرئاسي التونسي حول "إرساء رؤى وتصورات جديدة تعزز مسار التعاون المميز القائم بين تونس ومصر بما يلبي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء".


واستكملت أن لتلك الزيارة أثر كبير في تعزيز سبل التعاون، معقبة: "الرئيس في الكام سنة اللى فاتوا، عودنا أن مصر مبتاخدش خطوة مش محسوبة على مستوى الاجتماعات الدولية سواء في الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي".


وعن رؤيتها التحليلية، ذكرت "البيشبيشي" أن  تلك الخطوة تأتي استكمالا للملف الليبي، حتى لا توجد أزمة في منطقة الساحل الأفريقي، مما يضمن عدة أمور مترتبة على تلك الزيارة، أبرزها التضافر الأمني الذي يضم عدد من الاتفاقيات الأمنية، ومحاكاة للأمن الليبي وتأمين الشواطئ التونسية لمنع دخول أية قوات تركية.

 

 فرصة لإعادة الثقة بين البلدين


كما شددت "البشبيشي"، على أن مصر لم تتدخل يوما في الشأن الداخلي لأي دولة، وتمنت أن تبادلها تونس نفس السياسة ولا تتدخل في الشأن الداخلي المصري، بما يدعم كل دولة لحقوق واختيارات شقيقتها، خاصة بعد أن رحب التونسيون بالزيارة، واعتبروها فرصة لإعادة الثقة بين البلدين بعد حقبة من عصور الإخوان.

وأشارت إلى عودة الدور الريادي لمصر مرة أخرى، خاصة في ظل دور مصر في الملف الليبي، وزيارة الرئيس التونسي إلى ليبيا منتصف مارس الماضي،بعد تولي الحكومة الجديدة السلطة، ليعد أول رئيس دولة يزور ليبيا، بعد تشكيل الحكومة الجديدة، كما أن زيارته هي الأولى لرئيس تونسي إلى ليبيا منذ عام 2012.

واختتمت حديثها، أن زيارة الرئيس التونسي ستجعله شاهدا على تلك الإنجازات العظيمة التي تحققها مصر، في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

تعزيز التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب

 

أكد المتخصص بالشأن الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات الأفريقية، عطية عيسوي، أن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى مصر تأتي في إطار تعزيز التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب، وتنامي الجماعات المتطرفة، وخاصة تلك المشاكل المتعلقة بـ حزب النهضة في الدولة التونسية، والتي تضغط على الحكومة التونسية بشدة للتصدي لها.


وأشار "عيسوي" في تصريحات  لـ "صدى البلد" إلى أن تلك الزيارة تدعم من زيادة الصادرات المصرية إلى تونس، بأسعار أفضل ما إذا قورنت بالاستيراد من دول أبعد وبسعر جمركي أعلى، مؤكدا أن تونس تسعى جاهدة إلى جلب الاستثمارات الأجنبية، خاصة وأن لمصر مؤسسات وشركات تستطيع أن تستثمر في تونس، في ظل حالة الأعمار الذي تسعى إليه تونس، بعد أن تضررت البنية الأساسية من عمليات الإرهاب، مما يسمح للشركات المصرية توسيع نشاطها وتعزيز عائداتها المالية، بالإضافة للسلع الصناعية والزراعية التي يمكن تبادلها بين البلدين، في الوقت الذي يوجد فيه رجال أعمال تونسيون يبحثون عن دول مستقرة أمنيا كـ مصر لاستثمار تلك الأموال.

 

 تدعم مصر في أي موقف


وحول الموقف التونسي من أزمة سد النهضة، أشار "عسيوي" إلى أنه لا توجد علاقة بين تونس وإثيوبيا، مما يستبعد موقفها المعادي لمصر أو حتى اتخاذ موقفا حذرا، وبالتالي لا بد لتونس أن تدعم مصر في أي موقف تتخذه في أزمة السد بناءا على أمنها المائي، متابعا: ربما يتم الإشارة في الموقف الختامي للمباحثات حول موقف تونس من تلك الأزمة.


وأوضح " عيسوي" أن تلك الزيارة تشكل دعما لـ علاقات مصر بالدول الواقعة في أفريقيا بما في ذلك دول الشمال العربي، الأمر الذي يعيد لها ريادتها الأفريقية بصورة أقوى، والتي يحاول الرئيس السيسي منذ توليه الحكم أن يعززها.

 

ستعود بالنفع على كل المستويات


وشدد على أن تلك الزيارة ستعود بالنفع على كل المستويات، إلا أن الأهم من الزيارة متابعتها، من خلال لقاءات على مستوى أقل بين الوزراء والخبراء، لتحويل الخطوط العرضية التي تشكل نتاجا للقاءات القمة بين الرئيس المصري ونظيره التونسي، إلى خطوات وجدول يعتمد آلية ومنهجية لتنفيذها.

 

الزيارة الأولى من نوعها 

 

قال البرلماني والسياسي التونسي، وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية السابق، مبروك كرشيد، إن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للقاهرة مهمة جدا بذاتها باعتبارها الأولى من نوعها منذ توليه سُدة الحكم في 13 أكتوبر 2019.

وأوضح "كرشيد" في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الأهمية تأتي من كون الزيارة للشقيقة الكبرى مصر والتي تلعب دورا بارزا ليس على المستوى المحلي أو الإقليمي، بل على المستويين العربي والعالمي من حيث التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

وتابع "كرشيد"، قائلا: يعلم الجميع إن المنطقة العربية تعيش منذ مدة أحداثا طاحنة تستهدف أمنها واستقرارها، منها الحرب في ليبيا والتي بدأت تحط أوزارها وتنتهي ومصر قامت بدور كبير من أجل إنهاء هذه الحرب وعدم سيطرة تركيا على ليبيا بشكل نهائي وقامت بدور استراتيجي يحمي أيضا الحدود التونسية؛ لأن وجود الأتراك على الحدود التونسية - الليبية  مثل خطرا حتى على تونس، معقبا: "أعتقد أن مصر لعبت هذا الدور ويمكن لتونس لعب دورا في تنقية الأجواء".

 

أهم الملفات التي يحملها الرئيس قيس

 

وأكد السياسي التونسي المخضرم، أن تعاون "مصر - تونس" فيما يخص المسألة الليبية، وتحديدا في الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى العسكري من شأنه أن يجعل ليبيا دولة أكثر حرية، وأكثر قدرة على استرجاع إمكانياتها الكبيرة، والنهوض بشعبها و التأثير الإيجابي على الدول العربية المجاورة لها ومنها تونس ومصر وهذا أهم الملفات التي يحملها الرئيس قيس سعيد للنقاش مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والوصول لاتفاقات فيه.

وشدد "كرشيد" على أن هذا يساعد السلام بالمنطقة ويساعد شعوب الدول الثلاثة "مصر - ليبيا - تونس" هلى أن يكونوا على طريق التقدم والقيام بشكل مشترك في دحر الإرهاب، ودحر كل من شأنه أن يهدد الأمن الإقليمي للدول العربية والدولتين المجاورتين لليبيا وهما مصر وتونس.

 

القاهرة تعيش وضعا متميزا داخليا

 

واستطرد الوزير التونسي الكبير، قائلا: أن الزيارة تأتي في ظرف خاص لمصر، فالقاهرة تعيش وضعا متميزا داخليا بما أنجزته القيادة السياسية من مكتسبات للمصريين، ونهضة قوية معقبا: "التعاون مع مصر قيادة وشعبا وجيشا من شأنه أن يعطي أمل للتونسيين أنهم بوسعهم أن يسيروا على الاستقرار، وطريق ايجاد الحلول للمشاكل الكبرى المحلية والإقليمية، والاستفادة من التجربة المصرية في هذا المجال من شأنه أن يدعم كل ما هو فكر وطني في تونس، وأن يعيد التوازن المفقود في المنطقة، وهذا من أهم المسائل التي يمكن أن تكون محل نقاش بين الرئيسين".

 

قلب البلاد العربية النابض

 

وواصل حديثه، قائلا: الزيارة تأتي في وضع متميز لمصر، فهي قلب البلاد العربية النابض كما نقول دائما وهي الشقيقة الكبرى، فـ الشعب التونسي يساند مصر حكومة وشعبا، وكما قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، سابق على فلسطين "نحن معها ظالمة أو مظلومة"، فنحن أيضا عند هذا الرأي ونحن مع شعب مصر في كل الأحوال.