الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العلاقات الثقافية المصرية – التونسية امتدت للعصر الفرعونى وازدهرت مع االفاطميين" والسيرة الهلالية" أبرز تجلياتها وبن خلدون وبيرم أشهر رموزها

العلاقات الثقافية
العلاقات الثقافية المصرية – التونسية

جاء إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاتفاق مع نظيره التونسى  بإعلان عام 2021 -2022 “عامًا للثقافة المصرية التونسية”، من خلال تفعيل الأنشطة الثقافية والفنية المشتركة بمختلف مناحيها، فى كل من مصر وتونس بمثابة  انعكاس  للتاريخ  المشترك بين الشعبين والتواصل القائم بينهما على مر العصور والذى يمتد إلى عام 950 قبل الميلاد منذ عهد الحضارة الفرعونية والتى كانت تجمعها علاقات مميزة مع دول شمال أفريقيا ومن بينها تونس وتطور هذه العلاقات بشكل مميز فى عهد الدولة الفاطمية حتى وصلت إلى ما عليه من تعاون مميز خاصة فى الشق الثقافى منها وهو ما يستعرضه صدى البلد فى هذا التقرير . 

 

تعود العلاقات بين مصر وتونس وبلاد شمال أفريقيا بشكل عام إلى العصور الفرعونية، تحديدًا الأسرة الثانية والعشرين التي أسسها الملك "شيشنق"، عام 950 قبل الميلاد، وهو الملك الذي يرجع نسبه إلى قبائل المشوش الليبية  التي كانت تقيم في المناطق التي تمثل تونس الحالية.

 

ويعد التواصل بين مصر وتونس ذو جذور تاريخية، فعاصمة الفاطميين انتقلت من المهدية في تونس إلى القاهرة، ونقلت معها الآثار الإسلامية والعمارة الفاطمية إلى مصر، فمن جامع الزيتونة إلى الأزهر يتواصل الفكر الإسلامي المعتدل والمستنير.

 

كما كان الكفاح التونسي ضد الاستعمار الفرنسي هو رافد أخر من روافد العلاقات الممتدة بين الجنابين؛ فرغم أن مصر كانت واقعة تحت الاستعمار البريطاني منذ 1882، إلا أنها ساندت الحركة الوطنية التونسية، وأصبحت تونس من أكثر بلاد شمال أفريقيا تأثرًا بالتيارات الفكرية المناهضة للاحتلال التي كانت منتشرة في مصر آنذاك.

 

وفى العصر الحديث شهدت العلاقات بين مصر وتونس توافقا منذ ثورة 23 يوليو 1952، لكنها شهدت تقاربا أكبر خلال السنوات الأربع الأخيرة؛ حيث تشهد تواصلًا وتنسيقًا في العديد من الملفات؛ وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، والقضية الفلسطينية. وكذلك تهتم الدولتان بتطورات الأزمة الليبية باعتبارهما دولتي جوار؛ ومن ثم فهما عضوان في اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار الليبي؛ حيث وقع البلدان مع الجزائر على إعلان تونس الوزاري لدعم التسوية السياسية في ليبيا في فبراير 2017. 

 

وعلى صعيد العلاقات الثقافية بين مصر وتونس كانت مصر تمثل المعبر الرئيسي لانتقال حجاج بيت الله الحرام من تونس وبلاد المغرب العربي، وقد ترتب على ذلك تفاعل إنساني، وتبادل ثقافي بين هؤلاء الحجاج والشعب المصري.

 

وتشير الكتابات التاريخية إلى هجرة قبائل "بني هلال" و"بني سليم" إلى تونس؛ وهو ما تولد عنه أثر أدبي من أقدم السير الشعبية، عرف  في تونس بـ"الجازية الهلالية"، وفي مصر بـ"السيرة الهلالية".

 

ومن أبرز الأمثلة على عمق العلاقات الثقافية حضور العلامة عبد الرحمن بن خلدون إلى مصر؛ حيث وُلِّيَ منصب قاضي القضاة المالكية بالقاهرة.

 

في السياق نفسه، انتقل عدد من المبدعين والمثقفين التونسيين إلى مصر، وبعض المصريين إلى تونس. وكان بعض هؤلاء روادًا في مجالاتهم أو مبدعين بارزين، ونذكر من هؤلاء بيرم التونسي المؤسس الحقيقي لشعر العامية المصرية الحديث، فضلًا عن دوره في تطوير الأغنية المصرية والعربية التي تغنت بها "أم كلثوم"، وعدد من المطربين والمطربات المصريين.

 

وخلال الفترة الحالية اشتهر بعض الفنانين والممثلين والمخرجين التونسيين في السينما المصرية، أو في الدراما المصرية؛ مثل الفنانة هند صبري، درة رزق، ظافر العابدين، لطيفة، فريال يوسف، والمخرج شوقي الماجري، وغيرهم الكثير.

 

ومن العلماء استقبلت مصر الشيخ محمد الخضر التونسي المولد وشيخ الأزهر الشريف خلال الفترة من 1952—1954؛ حيث منحته مصر جنسيتها، وبوأته أعلى المناصب الدينية، واختارته ضمن الرعيل الأول المؤسس لمجمع اللغة العربية، وعينته أستاذًا في كلية أصول الدين.

 

وخلال العقود الأخيرة وفي الفترة الحالية، تحرص مصر على المشاركة في المهرجانات الفنية والثقافية التونسية مثل مهرجان قرطاج السينمائي، ومعرض الكتاب الدولي التونسي.