الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شرفت بلدي وهفضل أرفع رأسها

بنت الصعيد فخر لمصر.. المهندسة شيماء عبد النبي تتفرد بالدكتوراه من جامعة كورية.. حوار

المهندسة شيماء علي
المهندسة شيماء علي السلام

تحدت العادات والتقاليد والأعراف كفتاة صعيدية، نشأت بقرية قاي التابعة لمركز أهناسيا بمحافظة بني سويف وأقنعت عائلتها بالسفر إلى بلد أجنبية مختلفة عن الأجواء المصرية من حيث اللغة والثقافة والتعامل حيث أقامت في مدينة تشنوغو بكوريا الجنوبية، حتى حصلت على الدكتوراه عام 2021م لتصبح العربية الوحيدة التي تنال هذه الدرجة العلمية من جامعة تشونبوك الكورية في مجال الهندسة والإلكترونيات هذا العام.

تواصل «صدى البلد» مع المهندسة شيماء عبد النبي للحديث عن كواليس حصولها على الدكتوراة من الجامعة الكورية في الهندسة الإلكترونية رغم صغر سنها الذي لم يتعدى الـ 32 عامًا والصعوبات التي واجهتها وطموحها في المستقبل.. وإلى نص الحوار 

-من هي الدكتورة شيماء عبد النبي؟

أنا بنت لأسرة صعيدية من قرية قاي في محافظة بني سويف، تخرجت في كلية الهندسة جامعة الفيوم قسم الاتصالات والإلكترونيات سنة 2011م، وبعد تخرجي عملت كمهندسة شبكات وتأمين معلومات بالجامعة لمدة 4 سنوات ثم انتقلت للعمل بمعهد بحوث الإلكترونيات بالمركز القومي للبحوث كمساعد باحث لمدة 4 أشهر.

-كيف سافرت إلى كوريا الجنوبية؟

في سنة 2017م حصلت على منحة شخصية للدراسة بدولة كوريا الجنوبية بقيمة 18 ألف دولار سنويًا لمدة 4 سنوات حيث أرسلها لي زميل لي في العمل، وفي كوريا عملت بواحد من أصعب معامل الهندسة و الإتصالات بالدولة والمسؤول عنه بروفسور أمريكي صارم مقدس العمل.  


- ما الصعوبات التي واجهتك قبل الذهاب لكوريا؟

بعد التخرج مباشرة أتت لي منحة لاستكمال الدراسة في كندا لكن رفض والدي بشدة سفري للخارج كما أني لم أصر على السفر وقتها، وبعد انتقالي إلى القاهرة ودخول سوق العمل أردت التميز وشعرت أن منحة كوريا فرصة يجب استغلالها فاقنعت والدي وعائلتي بكل هدوء وقدمت لهم نماذج لطالبات مصريات استكملن دراستهمن بالخارج بكل تفوق وفي دول آمنة ليس بها خطر عليهم حيث توجد الكاميرات في كل مكان، والحمد لله والدي اقتنعا مع الخوف والقلق علي طوال الوقت.


- وماذا عن صعوبات عملك في المعمل الخاص خارج الجامعة الكورية؟

زيادة أوقات العمل كانت من أبرز الصعوبات،حيث كانت تتجاوز الـ 15 ساعة يوميًا، وأول سنة كانت الأصعب من الضغط النفسي والجسدي ومشاكل صحية عديدة كالآلام الظهر، إضافة إلى أن الكوريين يفضلون التعامل مع الأوروبيين عن أي دول أخرى في العالم، وكانت من أبرز الصعوبات التي واجهتني أيضاً اللغة فهم لا يتحدثون تقريباً سوى باللغة الكورية والتي لم يكن لدي وقت لتعلمها فكنت أتعامل بالإنجليزية والإشارة والحمد لله تقبلني الجميع هناك وأحبوا التعامل معي إضافة إلى أنني لم أستطع زيارة مصر سوى مرتين فقط.  


- ما الذي استطعت تحقيقه خلال الـ 4 سنوات؟

بعد 4 سنوات تُوجت رحلة كفاحي التي تخللها لحظات كثيرة بين الشعور بالأمل واليأس والتعب والخوف من الفشل والعمل الجاد والمثابرة والرضا والصبر وإهمال الجوانب الشخصية والحياة الخاصة بحصولي على الدكتوراة والتي كانت عن: «تأمين المعلومات فى شبكات السيارات الذكية» من جامعة تشونبوك الوطنية في الهندسة الإلكترونية، والذي يعد من أصعب المجالات التي يقدم الأجانب على دراستها هنا، فالأغلبية يأتون لتعلم اللغة والتاريخ، كما نشرت 6 أبحاث دولية في مجلات علمية عالمية صاحبة تأثير عالي، وحصلت على جائزة أفضل بحث علمي في عام 2018.

- ما هي أبرز طموحك للمستقبل؟

في دائرة العمل الذي لا ينتهي أشغل حالياً منصب باحث لأبحاث ما بعد الدكتوراة في واحدة من أهم المؤسسات العلمية والصناعية بدولة كوريا الجنوبية والتي تدعم الطلبة والباحثين والزائرين كما تصل تكلفة تمويل مشاريعها لملايين الدولارات سنويًا وأتنمي تحقيق المزيد من الإنجازات. 

- ماذا استفدت خلال هذه السنوات الأربع؟

الحياة في كوريا لم تكن سهلة وطوال الوقت أردت إثبات نفسي بجدارة وأرفع اسم بلدي عاليًا وأشرف أهلي والحمد لله أثبتت وجودي ضمن متخصصين أقوياء يشملون 30 باحث كوري وأجنبي، ومن أكثر المواقف التي لا أنساها هو بكائي يوم المناقشة الثانية من كثرة الفرحة بعد هذا التعب، بالإشادات من رئيس القسم والمناقشين بأنني أثبت جدارة وأستحق الفخر بنفسي.

- ما رسالتك الأخيرة وهل ستعودين إلى مصر؟

أتمني خدمة بلدي بأي طريقة ممكنة سواء عدت إليها أو استكملت أبحاثي بالخارج بحكم خطوبتي مؤخرًا على طبيب جزائري هنا، ووافق عليه أهلي بعد عناء أيضاً بحكم أنه ليس من بلدي لكنهم رأووه على خلق ويشبه المصريين في الطباع، والأهم هو أنني أسعدت أمي وأخواتي وأهلي ووالدي الذي على يده عرفت معنى الخير والحب والصبر والرضا والإخلاص فى الفعل والقول والنية الحسنة بالناس وتمنى الخير لهم ومساعدتهم، فخورة بوالدي وسأعلم أولادي كما ما علمني، كما أحسن لي، “ربنا يجازيه الجنة عني أنا وأخوتي”. 

174494550_513669006682784_1775394621349970494_n
174494550_513669006682784_1775394621349970494_n