الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البنتاجون يسابق الزمن لتطوير منظومات مبتكرة لتدمير الطائرات المسيرة

الطائرات المسيرة
الطائرات المسيرة

تابع مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عروض ثلاث شركات تقنية دفاعية لنماذج وابتكارات مخصصة لتدمير الطائرات المسيرة الصغيرة باستخدام وسائل اعتراضية بأقل أضرار ممكنة، وذلك أثناء استعراض استضافة "ميدان يوما للتجارب" في ولاية أريزونا مطلع الشهر الجاري، وشاركت فيه شركة أمريكية، تابعة لعملاق صناعة الطائرات "بوينج"، وشركتان إسرائيليتان.
ويقول مسؤول عسكري - في لقاء أجراه مع مجلة (ديفينس نيوز) الأمريكية - إن استعراض (ميدان يوما) يعكس جانباً محدوداً من مجمل الجهود الجبارة والمتسارعة التي تبذلها (البنتاجون) لتطوير منظومات فعالة وقادرة على مواجهة ذلك التهديد المتنامي والمتطور الذي تمثله الطائرات المسيرة.
وأثناء الحدث الذي استمر سبعة أيام متتالية خلال الشهر الجاري، جرى تقييم ابتكارات مقدمة من الشركات الثلاث؛ "أورورا لعلوم الطيران"، التابعة لشركة بوينج الأميركية، و"إلتا- أميركا الشمالية"، و"إكستند" الإسرائيليتين، علاوة على إخضاعها للفحص لتحري قدراتها على مواجهة سيناريوهات التهديدات المختلفة.
ويقول مدير الاستحواذ والموارد في مكتب "مواجهة منظومات الطائرات المسيرة" JCO التابع للجيش الأمريكي، الكولونيل جريج سول، إن الاستعراض هو الأول من بين سلسلة أحداث - من المتوقع أن تحدث بمعدل مرتين سنوياً - تقوم فيها القوات المشتركة بفحص أكثر "الحلول المؤثرة" القادرة على سد ثغرات الإمكانات الراهنة، والمؤهلة في الوقت نفسه للتحول إلى منظومات ميدانية.
شاركت شركة "أرورا" لعلوم الطيران أثناء العرض بفئتها الثانية من الطائرة المسيرة رباعية المراوح التي يطلق عليها "ميداس" MIDAS، المزودة بمدفع هوائي. وعندما تقترب الطائرة المسيرة بصورة كافية من الهدف المهدد لها، يطلق مدفع الهواء اسطوانتين نحاسيتين مثبت فيهما "حبال كافلر -12 بوصة"، وبوسع المدفع أن يطلق ست طلقات دائرية بسرعات كبيرة بهدف التفاف الحبال حول ريش مراوح الطائرة المسيرة المستهدفة وتقييد حركتها.
وإذا أخفقت الطلقة الأولى من الحبال في تحييد الهدف، فإن طائرة "ميداس" المسيرة قادرة على إطلاق طلقات متتابعة، وفي حال نجاحها في تدمير الهدف، يمكنها مواصلة طيرانها للقضاء على هدف آخر.
أما شركة "إلتا- نورث أميركا"، الذراع الأمريكي للشركة الإسرائيلية "إلتا سيستيمز"، فقد شاركت في العرض بطائرة مسيرة أطلقت عليها "دي كيه دي" DKD، وهي ما تعني "درون تقتل درون"، أو "مسيرة تقتل مسيرة".
ويقول الكولونيل سول إن "دي كيه دي"، المسيرة الرباعية المراوح، أصغر من مثيلتها الأمريكية "ميداس"، ومزودة بنظام شبكة في باطنها "لذا فهي تقوم بالتحليق فوق الهدف وتشتبك معها ليسقطا سوياً على الأرض"، مضيفاً أن تلك المنظومة غير قابلة لإعادة الاستخدام.
أما المنظومة الثالثة التي تضمنها يوم العرض في "ميدان تجارب يوما"، فكان نموذج "سكايلورد جريفون"، الذي شاركت به الشركة التكنولوجية الإسرائيلية "إكستند"، واستخدمت أيضاً فكرة الشبكة، لكن آلية عملها اعتمدت على التحليق لتضع نفسها فوق الهدف وتلقي بشبكتها لتحيط بريشات مراوح الهدف، ثم تواصل تحليقها لتنفيذ مهام أخرى، حسب وصف الكولونيل سول.
كان "مكتب مواجهة منظومات الطائرات المسيرة" JCO بعد حصوله على صلاحيات متطلباته العملياتية من "مجلس الإشراف على المتطلبات المشتركة" في سبتمبر 2020، قد شرع في التحرك للتعاطي مع قائمة من الإمكانات والقدرات والابتكارات.
وركزت خطته مبدئياً على تطوير وسائل اعتراض للطائرات المسيرة بأقل أضرار ممكنة، فيما تم تكليف سلاح الجو الأميركي باعتباره رائداً في تلك المسيرة.
ويشير الكولونيل سول إلى أن "مكتب مواجهة منظومات الطائرات المسيرة" JCO طرح عطاءات يطلب فيها معلومات وتقارير أولية تضع حلولا تقنية لتلك المسألة، وتلقى المكتب 37 عرضاً، مبينا أن "بعضها كان ملائما للغرض، والآخر افتقر لذلك. وكان هناك عروض ملائمة مقدمة من جهات أخرى، غير أنها كانت ذات صلة ببرامج ترعاها الحكومة لنفس الغرض، لذا تم استبعاد ذلك من العرض. فنحن نريد جلب أفكار جديدة مبتكرة ومنتجات من داخل الصناعة."
وقال إن قائمة الـ37 شركة المتقدمة انتهت تصفياتها إلى 10 شركات دعيت لتقديم عروض بشأن إمكاناتها وحلولها المطروحة، وأختير من بينها 5 شركات لتقدم تجارب ميدانية في "ميدان يوما"، وقد تخلفت شركتان عن المشاركة لعدم جاهزية منتج إحداها بينما اعتذرت الأخرى في الدقائق الأخيرة لإصابة أعضاء الفريق المشارك في الاستعراض بفيروس "كوفيد- 19".
ويفيد كولونيل سول إن فرق الشركات الثلاث وصلوا قبل أسبوع من انطلاق العرض لإجراء تجاربهم على معدات الطيران، لافتا إلى أن أثناء العرض الرسمي، خضعت الابتكارات الثلاث لـ16 سيناريو مختلف يتراوح من طائرات مسيرة ذات أجنحة ثابتة وصولاً إلى طائرات مسيرة رباعية المراوح وذات أجنحة دوارة، تقوم بطلعات طيران مختلفة سواء مستقيمة أو ملتوية بسرعات منخفضة وعلى ارتفاعات متعددة قائلاً "لذا تمكنا من رصد والتقاط السمات الخاصة بكل نظام."
ولفت إلى أنه بعد انتهاء الاستعراض من المقرر أن تتلقى كل شركة تقريرا مفصلا حول الأداء مقابل المعايير التي حددها خبراء وزارة الدفاع وسلاح الجو والجيش الأمريكي.
ويقول الكولونيل سول إنه من المقرر أن يفتح سلاح الجو الأميركي، باعتباره عنصراً رائداً في ذلك المجال، الباب أمام مشاركة منظومات أخرى لعملية تقييم جديدة واحتمالات انضمامها إلى برنامج تطوير يموله "مكتب مواجهة منظومات الطائرات المسيرة" JCO، مشيراً إلى أن المكتب ومعه "مكتب القدرات السريعة والتكنولوجيات الحيوية" التابعين للجيش الأميركي سيلعنان في سبتمبر المقبل عن فتح الباب لقبول عطاءات معلومات تتعلق بحلول وتقنيات أبعد من وسائل الاعتراض ذات المخاطر المحدودة.
وبين "أن هناك موضوعات معينة لم تبت بعد"، مضيفا أن طلب معلومات يتوقع أن يصدر في مايو المقبل سيرسم شكل القدرات والمجالات التي سيتم تجريبها في الاستعراض المقبل.