الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الاقوي السيارات القديمة أم الحديثة

من الأقوى السيارات القديمة أم الحديثة .. أصل الحكاية

من الاقوي السيارات
من الاقوي السيارات القديمة أم الحديثة .. اصل الحكاية

من المعتقدات الراسخة في أذهان قائدي السيارات أن السيارات القديمة أصلب وأقوى من السيارات الحديثة لأنة توجد بالفعل سيارات قديمة قد اصطدمت أمامهم فلم يصبها إلا انبعاج بسيط، في حين تجد السيارات الجديدة قد تهشمت بالكامل ففي هذا السياق نطرح عليكم هذا الموضوع.

 

هذا الاعتقاد صحيح من الناحية النظرية وفقا لآراء الخبراء، لأن السيارات القديمة كانت تعتمد على هيكل مبني على عوارض فولاذية صلبة تمتد من أوّل السيارة إلى آخرها، تحميها أثناء الاصطدامات.

 

لكن من الناحية الهندسية، فإن هذا النوع من الهياكل، يحمي فقط السيارة لكنه لا يحمي الركاب داخلها إطلاقاً، لأن تأثير التصادم ينتقل للركاب بكامله في وقت وجيز للغاية من دون تخفيف، وفي حين أنه لا يظهر للعيان تأثير الحادث على بنية السيارة، ولكن عند النظر لحالة الركاب نجد تأثير الحادث واضحاً في أجسادهم.

 

أما السيارات الحديثة، فإنه مع التطور التقني الكبير في هندسة السيارات، فقد ظهر ما يعرف بهندسة الهيكل الأحادي ذات مناطق التهشّم المحدّدة مسبَقاً والذي يُستخدم على جميع السيارات الحديثة.

 

هذا الهيكل الجديد يضحّي بجسم السيارة لحماية الركاب عبر إمتصاص جزء كبير من طاقة التصادم قبل أن تصل للمقصورة، حيث قد لا تنجو السيارة من الحادث ولكن احتمال نجاة الركاب يكون كبيراً.

 

وتعتمد هذه الهندسة على مبدأ بسيط وهو بدلاً من أن تتوقف السيارة فجأة في لحظة وجيزة من الزمن، يمكن لمناطق التهشم في الهيكل زيادة الوقت المستغرق في التصادم من خلال عمليات التشوه التي تحصل فيها، وبالتالي تقلل من قوة التصادم بشكل كبير وتحمي الركاب من الأضرار الجسدية.

 

وهكذا نرى فإنه على عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن السيارات الحديثة أفضل بكثير من السيارات القديمة خاصة في نواحي السلامة والأمان، وإن التواء أعمدة الهيكل وتشظي الزجاج وتكسر البلاستيك في السيارة الحديثة أثناء الإصطدام ليست ناتجة عن ضعف الهيكل، بل هي أفعال محددة مسبقاً من قبل الشركات المصنعة تهدف إلى تخفيض قوة التصادم من أجل حماية الركاب فحياة الإنسان بالطبع أغلى من السيارة.