الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أحمد سعد يكتب: هل كانت العاشر من رمضان.. مجرد حرب عسكرية؟

صدى البلد

سؤال يستدعيه واقع الحياة الآن في مصر، وتجيب عنه المواقف المتتالية منذ ظهيرة العاشر من رمضان وحتى يومنا هذا.
خاضت مصر حربا يظن الناظر لها في الوهلة الأولى أنها حرب عسكرية فقط، والمتأمل يدرك أن حربا بهذه الضراوة والشدة، وبهذا التخطيط والتنفيذ، وبهذه القوة التي شاركت فيها حرب مصيرية، حرب لإثبات الوجود وضمان البقاء في عالم تصارعت فيه قوى الشر والغدر، وتحالفت ضد وطن ظل عشرات السنوات يئن تحت وطأة احتلال غاشم، لا يعرف غير القوة والبطش، فكانت حربا نفسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية في آن واحد.
لم تتوقف الحرب النفسية التي تبنتها إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية عن بث روح الهزيمة، وسيطرة الفكر الانبطاحي حتى يومنا هذا، ومنذ اللحظة الأولى لاشتعال نيران تلك الحرب وقادتنا يعلمون مسارها وخطرها، ويعملون على التصدي لها بكل السبل، فتفلح أحيانا خطط العدو، وتؤثر على فئة من المجتمع لكن سرعان ما تشد باقي الأمة المصرية على أيدي أبنائها، فتوقظهم وتنبههم وتستثير هممهم لاجتلاب النصر.
الحرب العسكرية كانت الخيار الحتمي لحسم هذا العبث، ورد الحق المغتصب، ورفع الرأس قبل الراية فوق أرض لوثتها أقدام المعتدين فطهرتها دماء الشرفاء أبناء مصر، فأعدت القوات المسلحة العدة، وسطرت المخابرات المصرية قصة دهاء لم تكتب بين دفتي كتاب من قبل أكتوبر، وتأهبت قوى الشعب بعزيمة الجبال الرواسي، رسمت الخطط، وحشدت التجهيزات، وتوفرت الاستعدادات، واستثمرت القيادة القوى الناعمة في المجتمع لتؤدي دورا مهما في تاربخ النضال والكفاح، فوضع الأزهر ورجاله أيديهم في أيدي الكنيسة وأعلن الإعلام المسموع والمرئي وحدة هذه الأمة خلف هدفها الأسمى وقيادتها الرشيدة، وقف الطيب والمهندس والعامل والفلاح، وقف الرجال والنساء والشباب وقفوا في أرض معركة العزة والكرامة حتى اجتلب النصر المبين.
استطاعت قوى البغي على مدار سنوات أن تفرض حصارا اقتصاديا على بلادنا حتى يفقد الشعب قدرته على التمسك بقيادته، ويزعزع ثقته فيها، فيتحقق لهم ما أرادوا من تفتت هذا الرباط الذي عز نظيره في دول العالم أجمع، فما استطاعوا تحقيق ذلك، وفشلوا في خديعة الأمة المصرية بوهم الفقر والجوع والمرض، وتكاتف أبناؤه حتى وصلوا إلى بر الأمان.
وها نحن الآن نجدد العهد خلف قيادتنا صفا واحدا، ضد أي معتد على حق من حقوقنا وحقوق الأجيال القادمة، ونحذر كل قوى الشر في الداخل والخارج من غضبة هذا الشعب، ونقول لهم: ماضون خلف قيادتنا في خطط التنمية، واثقون في دفاعها عن حقوقنا وحقوق أبنائنا، مستمسكين بحبل وحدتنا، داعمين للخير والعدل والسلام.