جمال قرين يكتب: كلمة لله والوطن

لاشك أن التقارير التى تنشرها وسائل الإعلام المختلفة بعيدا عن قنوات الإخوان المسمومة والتى تفيد أن فيروس كورونا المميت ينتشر الٱن بشراسة فى الدول التى معدل الإجراءات الاحترازية فيها ضعيف جدا ولايتناسب مع خطورة الوباء الذى راح ضحيته أكثر من مليون ونصف من سكان العالم منذ بداية ظهوره فى الصين وأظن دولة الهند الصديقة خير دليل

برغم تقديرى واحترامى للتجربة العلمية الهندية الرائدة وتفوقها فى مجالات كثيرة أبرزها  الكترونيات بالإضافة لكونها من بين الدول الأقوى اقتصادا فى العالم ' إلا أنها يؤخذ علي حكومتها استهتارها وإهمالها فى مواجهة كورونا وكانت النتيجة حتى يوم أمس 20مليون إصابة بين صفوف المواطنين وٱلاف الوفيات ووصل معدل الإصابة فى اليوم الواحد فقط 400ألف حالة ..إذن الدرس هذه المرة يأتى لنا من الهند  التى تتشابه مع مصر فى نواحى عديدة فى مقدمتها الزيادة السكانية الرهيبة رغم أن الهند تأتى بعد الصين فى التعداد السكانى أكثر من 900مليون نسمة .. يعنى " أد مصر 9مرات"
والسؤال الذى يطرح نفسه الٱن إلى متى ستنتظر الحكومة حتى تأخذ الاجراءات الاحترازية المشددة ؟! والأهم هو متابعة تنفيذها بصرامة وأولها غلق الأماكن التى يتجمع فيها المصريون مثل : النوادى والكافيهات والمطاعم والمقاهى الموجودة بكثرة فى الأماكن الشعبية مكمن الخطورة ودار المناسبات وقاعات الافراح  المنتشرة الٱن دون وازع من ضمير أو خجل ومنع الذهاب للمقابر فى أيام العيد وغلق الشواطئ والمتنزهات والتقليل من أيام العمل ممكن يوم ويوم وغلق الأسواق مثل العتبة والموسكى وغزة وسوق الجمعة بامبابة وكل مكان يتجمع فيه الناس بشكل او بٱخر .
ولاننسى "التكاتك" بكل مساوئها لأنها أولا مظهر من مظاهر التخلف فى بلادى وثانيا مستنقع خطر تتجمع فيه جرائم الاغتصاب والسرقة ومن خلالها ترتكب الحوادث الارهابية الخطيرة وتنشر التلوث ايضا الذى هو من أصدقاء كورونا ..يقينى أن
الايام المقبلة فارقة فى عمر الوطن إما المواجهة للوباء بكل حسم كما تفعل دول العالم المتقدمة لمحاصرة الجائحة والحفاظ على أرواح الناس ودا أهم من الاقتصاد مليون مرة لأن  حياة الناس يجب أن يكون لها الاولوية وأى استثمار فى الانسان  يتطلب اولا حمايته من اى مكروه وليس هناك أفدح من شر كورونا الذى تسبب فى إزهاق أرواح أحبة وأصدقاء  كثيرين .. 
والسؤال الٱخر الذى يتناقله الكثير من المصريين الٱن هو لماذا لاتقوم الحكومة بتلقيح الناس كل الناس مجانا كما فعلت فى حملات فيروس C واستطاعت بفضل الجهد الخلاق الذى بذلته القضاء على هذا الوباء الكبدى الذى ظل لسنوات يهدد حياة المصريين دون أن يجدوا له علاجا ؟!
أليس من الأولى أن نفعل ذلك فى مجابهة هذا الوباء العالمى الأشد فتكا بالانسان ؟!
ولماذا هذا البطء الشديد والروتين العقيم فى تسجيل بيانات المواطنين والٱلية العجيبة التى يتم بناء عليها من يحصل على اللقاح ومن يحرم منه .. فى سابقة لم تحدث من قبل ولا فى دول " الواق واق".. أو حتى مع سكان يأجوج ومأجوج ..

بصراحة هذا الوضع غير مريح وغير مقبول خاصة ونحن نريد اليوم أن نبنى مصر الجديدة بكل هذه الإنجازات الضخمة من طرق وجسور ومدن جديدة ومصانع ومزارع وخلافه .. 
حقيقى الأمر يحتاج فعلا لتدخل الرئيس المقاتل عبد الفتاح السيسى بضرورة تفعيل الاجراءات الاحترازية القوية حتى لو تطلب الامر فرض حظر تجوال جزئى ومؤقت لتجاوز موجة كورونا الثالثة و العنيفة وتلقيح جميع المصريين مجانا ..نفسى أشوف أطباء وهيئة تمريض منتشرين فى كل قرى وشوارع وحوارى مصر من مرسى مطروح الى اسوان ولاأبالغ اذا قلت بأن تذهب هذه الحملات الى بيوت المواطنين فى العزب والكفور لإعطائهم جرعة التلقيح للوقاية من كورونا وأهمية التوسع فى مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية واستغلال ملاعب ومراكز الشباب والمدن الجامعية والاماكن الخالية لانشاء هذه المستشفيات عليها.. مهم جدا ياسيادة الرئيس التفاعل مع تداعيات هذا الوباء الفظيع حتى يكتب الله لنا النجاة. 
لاننا نكون بذلك قد أخذنا بالأسباب وأتمنى أن نبدأ بالمحافظات التى ينتشر فيها الوباء بمعدلات كبيرة مثل : القاهرة الكبرى والقليوبية والاسكندرية وبعض محافظات الصعيد كسوهاج وقنا والأقصر مع أهمية توفير الاحتياجات اللازمة لها من كوادر طبية  وأوكسجين وأمصال وخلافه ..
معركتنا الان والتى يجب أن يكون لها الاولوية القصوى و تحظى بكل اهتمام هى مجابهة هذا الوباء القاتل  مع الأخذ فى الاعتبار مسألة الحفاظ على المكتسبات الاقتصادية حتى لاتنهار الدولة وتحدث الفوضى - لاقدر الله ..والكلمة الأخيرة أوجهها لشعب مصر العظيم أطالبه من خلالها بمزيد من الوعى وعدم الاستهتار لأن الوضع خطير ويحتاج لتعاون كل المصريين مع الاجراءات التى تتخذها الحكومة لأنها فى المقام الأول تصب فى مصلحة الشعب والحفاظ على حياة الناس .. وأبسط  شىء أنصحهم به ارتداء الكمامة والابتعاد عن أماكن الازدحام والالتزام بالتواجد بالمنزل وعدم الخروج الى الشارع إلا للضرورة ..
هذه معركة وعى يامصريين فلا تستهينوا بكورونا وأدعوكم أن تتابعوا يوميا مايحدث فى الهند لأنها كارثة بكل المقاييس والسبب  استهتار الدولة حكومة وشعبا بالفيروس .. وأطلب من فخامة الرئيس أيضا إحداث بعض التغييرات الوزارية فى الصحة والتعليم ..
حفظ الله مصر من كل سوء