الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف يكشف عن مهارات التواصل في السنة النبوية

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

شرح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في الحلقة الثانية والعشرين من برنامج “رؤية” للفكر المستنير , اليوم الثلاثاء 22 رمضان 1442هـ الموافق 4 / 5 / 2021م والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية ، وعدد من القنوات المتخصصة , كتاب : “مهارات التواصل في السنة النبوية (4).

 

وقال وزير الأوقاف، في حلقته، إن نبينا (صلى الله عليه وسلم) هو أفصح الخلق قاطبة , وأن كلامه (صلى الله عليه وسلم) هو أفصح الكلام وأبلغه بعد كتاب الله (عز وجل) , وقد ذكرنا نماذج من بلاغته وخبرته ودرايته بمواطن الكلام وفنون القول.

وذكر وزير الأوقاف،  أن النبي الكريم، استخدم كل الوسائل والأساليب التي تمكنه من إبلاغ دعوته بلاغًا مبينًا على الوجه الأكمل، ومما نتعلمه من سنته (صلى الله عليه وسلم) استخدام مهارات الجسد الرصينة , كتغيير وضع الجسد لإثارة الانتباه.

 

ففي الحديث , يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ” , معنى تغيير الوضع من القيام إلى الجلوس , أو من الاتكاء إلى الجلوس , أو من الجلوس إلى الاتكاء , كأنك تنبه المتلقي أو السامع أو المخاطب لأمر هام , مثلًا : عندما تتحدث مع أحد زملائك أو أصدقائك حديثًا عامًا وأنتما واقفان , فيسألك في أمر، فتقول له لا , هذا الأمر يحتاج إلى جلسة , اجلس , معنى ذلك أن الكلام هنا يحتاج إلى تركيز , وعندما تتحدث مع آخر وأنت جالس , فتقول له لا , قف لتسمعني , فأنت تنبهه لأمر جلل سيأتي , فتغيير وضع الجسد وحركات الجسد لإثارة الانتباه للاهتمام بما يأتي.

 

مهارات التواصل في السنة النبوية 

وأوضح، أن من مهارات التواصل في السنة النبوية واستخدامها , استخدامه (صلى الله عليه وسلم) للغة الأرقام إما للتحديد والحصر، أو للتقريب الذهني , فنجد النبي (صلى الله عليه وسلم) يستخدم العدد ثلاثة في أكثر من حديث , يقول (صلى الله عليه وسلم) : “ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوَةَ الإيمانِ : أنْ يكونَ اللهُ و رسولُهُ أحبُّ إليه مِمَّا سِواهُما ، و أنْ يُحِبَّ المرْءَ لا يُحبُّهُ إلَّا للهِ ، و أنْ يَكْرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعدَ إذْ أنقذَهُ اللهُ مِنْهُ ؛ كَما يَكرَهُ أنْ يُلْقى في النارِ” , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ” .

 

ويستخدم (صلى الله عليه وسلم) العدد أربعة , فيقول : “أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ”.

 

ويستخدم (صلى الله عليه وسلم) العدد خمسة , فيقول : “بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ” , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ” .

 

ويستخدم (صلى الله عليه وسلم) العدد ستٌ , فيقول : “حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ , قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَالَ ( إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ”.

 

واستخدم (صلى الله عليه وسلم) العدد سبعة , فقال (صلى الله عليه وسلم) : ” بادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعاً ، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إلاَّ فَقراً مُنسياً ، أَوْ غِنىً مُطغِياً ، أَوْ مَرَضاً مُفسِداً ، أَوْ هَرَماً مُفْنداً ، أَوْ مَوتاً مُجْهزاً ، أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ ، أَوْ السَّاعَةَ فالسَّاعَةُ أدهَى وَأَمَرُّ”، وقال : “اجتنبوا الموبقات السبع” , وقال : “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّ عرشه يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ” , كل ذلك للتسهيل والتقريب وإثارة الذهن والتحفيز , ربما أحيانًا للحصر , وربما أحيانًا للتقريب الذهني , وربما أحيانًا لتسيير الحفظ , أي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) استنفد وسعه وطاقته في إبلاغ دعوة الله (عز وجل) بكل الوسائل الممكنة والمشوقة , ولنا فيه أسوة الحسنة , وعلينا أن نأخذ بكل أسباب التواصل الحديثة والعصرية لنبلغ دين الله ودعوة الله سمحًا نقيًا كما أراده الله.