الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب على قطاع غزة.. آلالام ودماء ودروس

 
دخلت الحرب على قطاع غزة يومها الخامس، في أعقاب  مواجهات سبقتها بين فلسطينيين ومستوطنين ساندتهم الشرطة الإسرائيلية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، بعد مطالبهم المزعومة بمنازل يعيش فيها فلسطينيين في الحي العتيق منذ عشرات السنين، لكنهم يزعمون أنها تخصهم وأن يمتلكون عقود ملكيتها والتي اشترتها جمعيات يهودية قبل قرن كامل!
وإزاء رغبة شريرة وانحيار إسرائيلي رسمي، لطرد الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح، اندلعت مواجهات في القدس والأقصى ثم انتقلت المواجهة إلى قطاع غزة بعدما هددت كل من حماس والجهاد الإسلامي وسرايا القدس، وفصائل فلسطينية أخرى بالرد على إسرائيل، إن لم توقف مواجهاتها في القدس ضد أهالي الشيح جراح وانفجر العنف.
وطوال الأيام الماضية وحتى اللحظة لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ولم تتوقف بدورها الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية وغطت عشرات المدن الإسرائيلية من تل أبيب إلى عسقلان وسديروت وبلدية اللد والقدس ومنطقة ديمونا والعديد من المدن والبلدات الإسرائيلية.
وحتى اللحظة فالفاتورة باهظة، للعدوان الاسرائيلي على غزة والذي خلفت 119 شهيدا و850 جريحا أغلبهم من المدنيين، خصوصا وإنه يشارك نحو 160 طائرة عسكرية إسرائيلية في قصف ما لايقل عن 600 هدف مدني وعسكري داخل القطاع ومقار لشرطة حماس.
وقد كشف الصراع الذي أخذ دورة ساخنة هذه الأيام بعد سنوات من الهدوء عن العديد من الدروس المستفادة:
أولها: إنه طالما ليس هناك أفق سياسي وليست هناك عملية تسوية سياسية، فإن العنف والصراع سيظلان هما المهمينان على المشهد، فلا لقاءات ولا تسوية وهناك تعنت إسرائيلي وهناك تشرذم وتفتت فلسطيني، وهناك "ملوك الطوائف" في فلسطين يتقاتلون على لا شىء، جزء انفرد بقطاع غزة وأخر سيطر في الضفة الغربية، وعندما لاحت فرصة لانتخابات موحدة شاملة، تبخرت الفرصة من جديد بعدما تمسك الرئيس عباس، بضرورة إشراك سكان القدس الشرقية، وبالطبع هذا ليس قرار فلسطيني ولكنه قرار يخضع لإرادة إسرائيل، فسكان القدس الشرقية ليسوا في حلٍ من أمرهم، ومعلوم تمامًا أن الهدف منه كان تأجيل الانتخابات وبالفعل تأجلت!
النقطة الثانية، إنه ليس هناك أي وحدة فلسطينية والمسار السياسي في جهة والمسار العسكري في جهة، فمحمود عباس ليس له علاقة بحماس ولا يسيطر على قرارها، وهكذا حماس، فهناك فوضى على مستوى الشارع الفلسطيني.
النقطة الثالثة: أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو وهو يصر على استمرار العمليات العدوانية العسكرية على قطاع غزة، لمدة اسبوع جديد وفق قوله، أو أيام قليلة على حد تسريبات تؤكد انه سينهيها بعد غد الأحد، أثبت إنه لا يعرف شيئا عن طبيعية قطاع غزة، ولن تستطيع هذه العمليات العدوانية المنفذة داخل القطاع أن تشل قدرات حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، لأن القضية باختصار وفق الوصف الاستراتيجي، هى جيش نظامي يواجه فصائل مسلحة وأفراد، وحينئذ لا يستطيع أي جيش في العالم أن يحقق النصر في هذه المعادلة الصعبة. والمرتقب أنهار من الدم ومزيد من جرائم الحرب في قطاع غزة يدفع فاتورتها المدنيين الفلسطينيين من مبانيهم ومساكنهم وحياتهم وأرواحهم.
والضمانة الوحيدة لإسكات العنف للأبد، وهى ليست اختراعا الوصول لتسوية سياسية مرضية وعادلة ووفق قرارات المجتمع الدولي ساعتها لن يكون هناك عنف متبادل.
النقطة الرابعة: أن القضية التي فجرت العنف وهى وممتلكات الفلسطينيين في حي الشيخ جراح لم تحل بعد، ولكن المحكمة العليا الاسرائيلية أجلت البت فيها نحو شهر وقد تحكم لصالح المستوطنين ومن يطالبون بالممتلكات الفلسطينية، وعليه فآفاق الصراع في فلسطين ممتدة ولن تنتهي قريبا في رأيي
النقطة الخامسة، إنه ليس هناك أي قدرات عربية سياسية موحدة ضد إسرائيل، وباستثناء أدوات دبلوماسية "لفظية" وتحركات مرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي فليس هناك أي قرار عربي موحد وفاعل في القضية الفلسطينية. وهذه مأساة ولابد من حلها فلا يعقل أن تكون الاجتماعات الرسمية العربية نحو فلسطين، لاتخاذ قرارات ورقية، فهذا لم يعد يناسب الصراع وهذا لم يعد يناسب الوضع.
النقطة السادسة: إنه حتى الدول التي طبّعت علاقاتها مؤخرا مع إسرائيل مثل إلإمارات والبحرين وسلطنة عمان غير قادرة على التأثير على صانع القرار الإسرائيلي، والجميع يدورون في حلقة مفرغة.
النقطة السابعة والأخيرة، هى ضرورة التحرك فلسطينيا لتوحيد الصف، فالفرقة الفلسطينية أصبحت مقززة ليس لملايين الفلسطنيين وحدهم ولكن للعالم كله. نريد جهة فلسطينية واحدة نتحدث إليها وتتوحد تحت راياتها المطالب الفلسطينية.
كما نريد على الناحية الأخرى، ان تفرز الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة أو بالأحرى الفترة الممنوحة للاحزاب الاسرائيلية بعد الانتخابات، حكومة جديدة غير حكومة نتيناهو تؤمن بأن التسوية السيسية وإقرار السلام، هو ما يحل السلام ويبعد الحرب.
أما غير ذلك فجولات بعد جولات من الصراع الذي لن ينتهي.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط