الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توحيد الصف قبل إقامة الدولة

 جاء الموقف المصري من الاعتداءات الغاشمة على الأخوة الفلسطينيين في قطاع غزة متسقا مع قناعة وسياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن أمن مصر لا ينفصل عن أمن إخوانها في البلدان العربية، لذا جاء شعاره الذي أطلقه معبرا عن سرعة التحرك نحو آي بلد شقيق يتعرض للعدوان بقوله (مسافة السكة) شدد الرئيس على ضرورة إيقاف الإطلاق الفوري لنيران العدو الإسرائيلي على قاطني القطاع وعدم التعرض للمدنيين وسيارات الإسعاف التي تنقل جرحى العدوان، وأعلن أنها سيارات عسكرية بجانب المستشفيات، مما دعى العدو الإسرائيلي للتراجع عن استهدافهما . وحدد الرئيس منذ بداية العدوان الغاشم في السابع من مايو الماضي عدة محاور للتحرك لإقرار وقف إطلاق النار وإيجاد صيغة توافق يقبلها المجتمع الدولي بكل طوائفه، فيما أعلن وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري في اجتماع مجلس الأمن الأحد الماضي المخصص لمناقشة تهداة الأوضاع بين الطرفين ضرورة إيجاد  حد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يكون مقدمة لإقامة دولتين متجاورتين على أرضية تعاون مشترك للتعايش، لكني توقفت قليلا أمام دبلوماسية السفير المصري الرائع 
في الطرح . وأكاد أختلف من حيث المبدأ مع مطلبه الدبلوماسي المشروع لكني أعتقد ان الأساس الذي يجب ان تبنى عليه مفاوضات الوجود من أجل إيجاد شرعية لإقامة دولة الإحتلال الإسرائيلي ودولة الشرعية الفلسطينية هي أولا ضرورة توحيد الصف الفلسطيني بكل فصائله  فلا يجوز ان يقاتل فصيل دون الآخر ولا يتفاوض فصيل دون التوافق مع بقية الفصائل اعتقد انه لا يجوز ان نطالب بإنشاء دولة بكيان متفتت وفصائل تحمل بين طياتها أحلام السلطة وتسعى للقضاء على بعضها،  سنوات كثيرة مضت منذ الانقسام الفلسطيني بين حركة فتح ومنظمتي  حماس والجهاد وتسعي مصر على المستوى الرئاسي لتوحيد الصف الفلسطيني بعيدا عن أحلام السلطة بينما حماس تتصدر مشهد الصراع والمواجهه  تتصدر  حركة فتح مشهد القيادة وطاولة المفاوضات . واري أن  المجتمع الدولي الذي رعى المفاوضات السابقة اخطأ لاستبعاد قادة حماس وبقية الفصائل من طاولة المفاوضات، وكثيرا ما تبنت مصر الدعوة لوفاق الأشقاء وجرت مفاوضات كثيرة كنت قد تابعت إحداها عن قرب مائدة التفاوض وكنت اسعد بالرغبة الصادقة الظاهرة للوفاق ورغبة الطرفين في نبذ الخلافات لتأتي المفاجآت عقب سفر الوفود من تغيير في  المواقف لتعود الخلافات لما كانت عليه . ربما تدخلت دول أخرى في تغيير المواقف لتظل ارضية الخلافات قائمة بين الفصائل الفلسطينية ومن الممكن ان تكون هناك قيادات في الطرفين ترغب في تواصل الإمدادات الخارجية طالما وجدت الخلافات، لكن في اعتقادي انه حان الوقت لنبذ الخلافات والتوحد تحت راية واحدة هي الاستقرار  لبناء الدولة الفلسطينية ولابد ان يتخلى البعض عن نزعات القيادة كي نجبر العدو على احترام إرادة شعب يريد الحياة تحت مظلة مستقرة آمنه، ولابد أن نعي جيدا ان الصهيونية تتعامل معنا كعرب بمبدأ جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي في الستينات الذي أسس مبدأ للتعامل معنا كعرب  وهو فرق تسد . فالاحتلال الإسرائيلي لن يقوى على مواجهة دولة قوية، ومع كل الأدلة القرآنية والتاريخية التي تقول أن إسرائيل على وشك الانهيار السنوات القادمة وهو ما يخشاه البعض هناك من خطورة حلول عام 2028 لما يسمونه عام الانهيار حسبما فسره الشيخ الجليل المناضل الراحل أحمد ياسين الذي اغتالته يد الاحتلال الغاشم التي دوما تجد أذرع لها في داخل القطاع، اصبح لا يدهشني قيام العدو الإسرائيلي بتدمير منازل معينة وسط كتل سكنية لقادة حماس، ولم أعد اتساءل كيف علمت إسرائيل بوحود القيادات داخل منازلهم في الوقت المحدد ..  اسئلة لا افكر فيها كلما تذكرت لحظة اغتيال الشيخ احمد ياسين اثناء خروجه من صلاة الفجر . فقد تم وضع علامة الكترونية علي سيارته من احد المتواجدين حوله لتنطلق الصواريخ الغاشمة تجاه روحه الطاهرة . عموما انا مع الدعوة لوقف القتال ولكن قبل التفاوض اتمني توحيد الصف الفلسطيني ونبذ الخلافات و العملاء سواء جواسيس الاحتلال او راغبي السطلة المتاجرين بقضية الوطن .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط