الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يستهدفوننا على كل الأصعدة ليمحوا ذكرياتنا..

تضييق خناق.. شاب فلسطيني يفسر سبب استهداف الأبراج السكنية في غزة

أبو جوليا
أبو جوليا

تستمر الغارات الإسرائيلية العنيفة على غزة، لليوم الثامن على التوالي؛ مخلفةً أكثر من 200 شهيد، بينهم نحو 60 طفلًا و35 سيدة.

جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن استمرار الضربات العسكرية على قطاع غزة ليومين إضافيين على الأقل، مع مضاعفتها خلال هذه الفترة على الأشخاص والعمارات السكنية؛ مما دفع الشاب الفلسطيني «أبو جوليا» والمعروف بتقديم أكلات فلسطينية شهيرة عبر صفحته الرسمية بموقع «فيس بوك» إلى الخروج على متابعيه، بفيديو، لم تتعد مدته الـ7 دقائق، موضحًا فيه سبب استهداف الأبراج السكنية في غزة.

وأجاب «أبو جوليا» عن السؤال الذي جعله عنوان الفيديو: «ما هو السر وراء استهداف العمارات السكنية بالقصف في غزة؟» قائلاً: «ليش بيقصفوا الأبراج أو العمارات السكنية العالية المكونة فقط من 20 طابقا أو 10 في غزة، أولًا غزة مدينة صغيرة في المساحة، وشبه مسطحة لا فيها جبال أو تلال أو نهر أو بحر أو مطار أو ميناء ولا أي شيئ من كهرباء أو مياه صالحة للحياة، ولا أي مناحي للاستمتاع، وضيف على هذا، الحرب والنكد والزعل 24 ساعة».

وأضاف الشاب الثلاثيني متحدثًا من سيارته بكل شجاعة وحزن على ما يحدث في وطنه فلسطين: «بالنسبة له لا يوجد متنفس، ولو أردنا السفر للعلاج أو التعليم؛ نظل على المعابر بشهور، فبتضيع علينا فرص كبيرة، والآن بالنسبة لنا أكبر عمارة 20 طابقا فقط، وهي تمثل لنا متنفسا؛ لأنها تضم شركات وجمعيات تستثمر في مولد كهربائي، في حين أن الكهرباء تأتي على القطاع في الغالب 4 ساعات في اليوم فقط».

وتابع الشاب المعروف بـ «أبو جوليا»: «مثلًا برج الشروق أو الجلاء والأبراج اللي راحت في الحرب اللي فاتت واللي قبلها، والأبراج في كل غزة 10 أو 20 برج، وفيها مراكز لغة وتعليم وتدريب مهني، ومعظمها متنفس لنا على سطحها، كله وقع على الأرض؛ لاستهدافنا نفسيًا، وهدم ذكرياتنا اللي موثقة في المكان مع زملائنا وأصدقائنا الصحفيين وغيرهم، أنا عمري 30، وذكرياتي 15 سنة في أحد العمارات اللي وقعت، وخلاص راحت». 

وواصل الشاب الفلسطيني: «حتى الشارع اللي على البحر كسروه وهدموه، الشاب بعد انتهاء القصف فين بدوا يروح، بدون مقومات الحياة، لا وظيفة لا مستقبل، ريحة الموت نشمها في كل مكان، المتنفس الأخير هو شط البحر، كنا نقعد على الرمل انكسر الطريق، وبده شغل كتير علشان نوصل للشط، بيلعبوا على الأبعاد النفسية، وأخيرا مش هيكسرونا، لسه بنكت، وبنصور، وبنقاوم، و راح نضل صامدين».  

جدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر 4 أبراج سكنية في قطاع غزة خلال 6 أيام فقط باستهدافها بالصواريخ، وكان أبرز تلك الأبراج برج «الجلاء» الذي سوّته صواريخ الاحتلال- بما يضم من شقق سكنية ومقرات لمكاتب إعلامية- بالأرض، كما بدأ  الاحتلال الإسرائيلي بتدمير برج «هنادي» المكون من 13 طابقًا غرب مدينة غزة، بالكامل، وبعد 6 ساعات دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعدة صواريخ، برج «الجوهرة» المكون من 9 طوابق، في شارع الجلاء وسط غزة، ثم سُوي برج «الشروق» المكون من 14 طابقًا أرضًا إثر غارة إسرائيلية وسط غزة الأربعاء الماضي.