قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لنشر التنوير ورفع الوعي.. دور مؤسسة الفكر العربي في إثراء حركة الترجمة

مؤسسة الفكر العربي
مؤسسة الفكر العربي

تلعب مؤسسة الفكر العربي، دورًا بارزًا في نشر التنوير، ومواجهة الأفكار الظلامية من خلال ترجمة العديد من الأعمال الإبداعية والفكرية المختلفة، من لغاتها إلى اللغة العربية، وكان لها في هذا الدور باع طويل،حيث أن وجدت أنالترجمةُ حاضنةَ التلاقح المعرفي بين الشعوب والأمم، سواء في العصور القديمة أم في العصور الحديثة.

ومن هذا التلاقح ينشأ تعاقب الحضارات وتداول الدور الحضاري بين الأمم والشعوب، لضمان استمرار البشرية في تقدمها المعرفي والحضاري، على ما يفسر ابن خلدون؛ فلا الحضارة العربية الإسلامية ازدهرت، في الماضي، من دون ترجمة الفكر الإغريقي إلى العربية، ولا الحضارة الغربية في الزمن الحاضر ولدت من دون اطلاع أوروبا عبر حركة الترجمة على الإرث المعرفي العربي، من العربية إلى اللاتينية فإلى اللغات الأوروبية المتفرعة عنها، وهي حركة أسهم فيها المسلمون أنفسهم.

دشنت مؤسسة الفكر العربي أنشطتها في العام 2000، وجعلت الترجمةَ ركنا أساسياً في عملية استئناف حركة الفكر بين اللغات، لكي تجتمع للعرب نتاجات الأُمم الأخرى في عصرنا الحديث، عبر أربع قنوات لغوية رئيسة: الصينية، الهندية، الإسبانية، الفرنسية.

وقد أطلق الأمير خالد على، مؤسس "مؤسسة الفكر العربي" مشروع الترجمة هذا تسميةَ "حضارة واحدة" اختصاراً لفكرة "حضارات الأُمم تنتمي كلها إلى حضارة واحدة، وهي حضارة الإنسان".

يعتمد مشروع "حضارة واحدة" على الترجمة من روافد معرفية من الشرق والغرب على حد سواء: آسيوية (من اللغتين الصينية والهندية)، وأوروبية (من اللغتين الإسبانية والفرنسية) وقد اختير لهذه الترجمات خيرة المترجمين: من الصينية عباس جواد كديمي، و "ليلى" المختصة باللغة العربية.

ومن الهندية مترجمون هنود يتقنون العربية والأوردية والبنغالية أمثال: صهيب عالم، زبير الفاروقي، حبيب الله خان، مجيب الرحمن، محمد أيوب الندوي، محمد مجيب؛ ومن الإسبانيّة ناديا ظافر شعبان ورانيا هاشم سعد؛ ومن الفرنسية نصير مروة وجان جبور وهدى مقنص.

وجرى اتفاق هو الأول من نوعه، بين "مؤسسة الفكر العربي" وبين كل من "المجموعة الصينية للنشر الدولي" و"جمعية الترجمة الصينية"، لنقل عيون المؤلفات الصينية إلى العربية.

وعين برنامج "حضارة واحدة" لنفسه هدفاً هو ترجمة أمهات الكتب من الحضارات والثقافات الأخرى، خصوصاً الآسيوية منها، فاختار من اللغة الصينية ملحمةً عظيمةً في تاريخ الصين القديمة، هي كِتاب "ليه تسي في أحضان الريح" الذي يعتبر أحد أهم المؤلفات الكلاسيكية في تاريخ الفكر الصيني، ويطلق عليه أيضاً اسم "الهدوء والسكون". ومؤلفه فيلسوف جمع بين الأسطورة والحكمة.

وكتاب "جوهر التقاليد الصينية"، الذي يعقد مقارنة بين الثقافة الصينية ونظيرتها الغربية، باحثاً في الأصول المتباينة للنموذج الثقافي العابر للثقافات، وعارضاً الروح الثقافية والشخصية الجمالية لقدامى اليونانيين والأوروبيين والصينيين، في مقارنة عموديّة وأفقيّة.

ومن الكتب الصينية أيضاً، صدر كتاب في الأدب الصيني بعنوان: "مختارات من النثر الصيني في أسرتي تانغ وسونغ"، لمؤلفيه "هان يوي" و"ليو تسونغ يوان"، ويتضمن واحداً وأربعين نصاً نثرياً من فترة حكم الأسرتين الملكيتين: تانغ (618 م - 907 م) وسونغ (960 م - 1279 م) في الصين.

ولئن كانت ترجمةُ الأدب الصيني إلى العربية حديثة العهد، فإن ترجمة الأدب العربي إلى الصينية تعود إلى أكثر من ثلاثمائة سنة، وبدأت بترجمة بعض سور القرآن الكريم في فترة ما بين نهاية حكم أسرة مينغ وبداية حكم أسرة تشينغ الملكيتين، وفي أواخر القرن التاسع عشر جرت أول محاولة لترجمة القرآن كاملاً على يد الفقيه الصيني "ما ده شين"، غير أن محاولته لم تكتمل، فقد وافته المنية قبل إنجاز الترجمة.

وفي العام 1900 ترجم "تشو قوي تشنغ" أشهر حكايات "ألف ليلة وليلة" مثل حكاية "علي بابا والأربعون لصاً"، و "رحلات السندباد السبع"، وقد بلغت مسيرة ترجمة الأدب العربي في الصين ذروتها في السنوات الخمس عشرة الأولى بعد تأسيس جمهوريّة الصين الشعبيّة في العام 1949.

ونظراً إلى العلاقات التاريخية المميزة بين العرب وإسبانيا، أولت مؤسسة الفكر العربي الترجمةَ عن الإسبانية عنايتها الخاصة، ومن الكتب التي تولت المؤسسة نقلها إلى العربية كتابا "أوروبا الإسلامية: سحر حضارة ألفيّة"، و"الأندلس: الدلالة والرمزيّة"؛ الكتاب الأول من تأليف كارمن برافو وبيدرو مونتابث، وهما من المستعربين الإسبان المهتمين بالتفاعل بين الثقافتين المسيحية والإسلامية وما تركته هذه الأخيرة من أثر في أوروبا طوال أربعة قرون حين كان للغة العربية دور كبير في نشر الثقافة الإسلامية إبان الحقبة التاريخية التي تعرف بـ "دولة الأندلس" في إسبانيا، والتي حكمها العرب المسلمون.

أما عن الفرنسية، فقد دأبت مؤسسة الفكر العربي على ترجمة كتاب "أوضاع العالم" سنويّاً منذ العام 2008.