الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المشهد الدرامي.. سمك لبن تمر هندي!

 

لا يلبث أن يستقر المشهد الدرامي المصري حتى يعود الارتباك له من جديد وبصورة أكثر تعقيدا تزيد من اختلاط الأوراق حتى أصبح الوضع مثل فيلم المبدع الكبير رأفت الميهي  "سمك لبن تمر هندي"،  وبالفعل هو في حالة ليست جيدة الآن! وبالمثل المشهد الإعلامي "يحتاج حديثا آخر". 
لا يخفى على الكثيرين الأمور التي جرت في سوق الإنتاج الدرامي خلال السنوات القليلة الماضية، أمور ظاهرها "إصلاح السوق" من أخطاء الماضي الإنتاجية! ولكن حقيقتها التي ظهرت كانت أخطاء جديدة تأثيرها أكبر وتمثلت في إغلاق السوق وإقصاء الكثيرين من "أرباب المهنة" وظهور بدلا منهم من ليس لهم علاقة بالإنتاج الفني! بسبب تفشي "المحسوبية"! وتقليص عدد ساعات العمل على حساب جودته!
مما زاد الاحتقان في السوق بين الجميع، وأرتفع صوت أنينهم حتى وصل خارج الحدود! فما كان حل سوى التدخل الأخير لمحاولة إنقاذ الوضع المتأزم.
كنت أستمع هنا وخارج مصر انتقادات عدة لأكبر سوق إنتاج فني في الشرق الأوسط كيف يحدث ذلك الأمر !؟ وبالتأكيد كان يجب أن تستقيم الأمور مرة أخرى،  لأنه لا يليق بمصر ما كان يحدث. 
مما زاد الإحتقان في سوق العمل بشكل كبير! انه تم التضييق على الجميع وأصبح التعامل لأهل الثقة وليس لأهل الخبرة، مع أن مصر أكبر سوق إنتاجي في المنطقة وكان مفتوح للجميع يعملون طوال الوقت لما يقرب من قرن من الزمان حتى اقترن اسمها بهوليوود الشرق.
النتيجة التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية  اختفاء مواهب فنية كثيرة من أرباب المهنة ممثلين ومؤلفين ومخرجين ومنتجين تواروا عن الأنظار  واللافت أننا أصبحنا نرى الكثيرين في غير أماكنهم!  كنت أستمع لكثير من شكاوى الفنانين عن طريقة التعامل غير اللائقة في التفاوض على عمل جديد، كثير من الفنانين قالوا كان يتم فرض أجر معين وبشكل غير لائق! واللافت أن تقليل الأجور ضرره أصاب بشكل مباشر الفنانين الصغار والفنيين مع المفترض كان ترك أصحاب الأجور الصغيرة منهم وتخفيض أجور كبار النجوم والذين حدث لأجورهم انفلات عقب الصراع الذي حدث في عام 2014 بين شركتي إنتاج على فنان صاعد وتم مضاعفة أجره ثلاث مرات !! وهو ما انعكس على باقي النجوم وضاعفوا أجورهم بشكل مبالغ وتجاوزت الأجور رقم العشرين مليون لأول مرة رغم أن بعضهم لم يحقق نجاحا يذكر! ولا يستحق ذلك الأجر الكبير، في الحقيقة لم يتم ضبط الأجور كما تم الترويج ! بل حدث ما يشبه "ظلم" للكثيرين. 
كان هناك فرصة لاحتواء الجميع في سوق العمل، وإصلاحه بالفعل ولكن ما حدث هو العكس كان إبعاد الجميع وفرض أسماء معينة! وتحملت جهة إنتاجية فوق طاقتها الفنية وكان اللافت هناك إصرار على إنتاج عدد كبير من الأعمال! فوق طاقتهم دون الاهتمام بجودتها! وكأنه لا يجوز إنتاج عدد قليل ! من الأعمال! الكم على حساب الكيف !
لازلت أرى الحل ترك السوق مفتوح لجميع الشركات القادرة على الإنتاج والفضائيات تختار ما يناسبها من أعمال، وليس ضرورة أن تعرض المحطة القضائية خمسة أو سبعة أعمال، مع أنه الأفضل عرض مسلسلين فقط على مستوى فني متميز يحققان صدى أكبر لدى الجمهور، وبالفعل العدد الذي نجح في جذب الجمهور في موسم رمضان لا يتجاوز 20 % من الإنتاج الدرامي الرمضاني!
كانت الدولة تنتج في الماضي من خلال أكثر من جهة متمثلة في قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري وشركة صوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامي ولكن كان السوق أيضا متاح أمام جميع الشركات التي تريد أن تنتج سواء مصرية او أجنبية مما خلق تنافسية عالية الجودة.
لدي تفاؤل "حذر" بالتغييرات الأخيرة في سوق الإنتاج الدرامي ولاتزال الأمور غير واضحة بشكل كبير كيف سيكون سوق الانتاج الدرامي في هوليوود الشرق قريبا، رغم كل التقدير للأسماء التي جاءت حديثا وخاصة رجال الاقتصاد والاستثمار وهم مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، ونتمنى أن يعود السوق كما كان يتسع ومتاح للجميع لان ذلك بداية إصلاح هذا القطاع الاقتصادي الكبير.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط