EN 
رغم الصعوبات والتحديات التي قابلتها إلا أن الإرادة والعزيمة والتوكل على الله كانت كفيلة أن تتخطى سهير تلك الصعوبات في حفظ كتاب الله ، فهي تجسد مثالا حيا ونموذجا مشرفا للبنت المصرية والتي ركبت قطار التحدي رغم كل الصعوبات وتمكنت من نيل صفة الحافظة و الحاملة لكتاب الله". وعلي الرغم من انها كانت بصيرة حتي سن 29 عاما ثم فقدت البصر "وراثيا" حيث كان الأب والأخ والأخت والأجداد.
لكن عزيمتها وإصرارها الكبيرين جعلاها لا تفكر في الإحباط أو التذمر مما أصابها، بل إن إعاقتها تلك كانت حافزا لها على حفظ القرآن الكريم والتواصل مع الخالق العظيم من خلال حفظها للمصحف كاملا
وهي تعد أكبر دليل على أن الإنسان قادر على صنع المعجزات، وتحدي جميع الصعاب إذا تحلى بالعزيمة والإصرار واليقين والإيمان، فهي ورغم أنها قد ولدت مبصرة إلا أنها تقول دوما: “من الله علي بنعمة أكبر وهي البصيرة، وإن كنت عوضا عن نعمة البصر”.
سهير تتمتع بشخصية مرحة وبشوشة وهي محبوبة من جميع من يقابلها ومن الأهل والجيران والزميلات لها حتي المدرسات وكل من يتعامل معها يشعر وكانه يعرفها منذ عشرات السنين.
قصة كفاح ونجاح بطلتها سهير عبدالرحمن النساج بنت قرية تزمنت الشرقية التابعة لمركز بني سويف
صدي البلد التقي سهير في منزلها وبحماس وطموح وابتسامة كلها حياة ورضا وقناعة بدأت سهير قائلة "أحمد لله أولا علي كل شي "فانا كنت بصيرة حتي أنهيت دبلوم التجارة بعدة سنوات اي وانا عمري 28 عاما تقريبا وبدات أشعر بغياب النظر تدريجيا إلى ان أختفي تماما ولكن كنت متوقعة لان اخي والدي وأجدادي كانوا غير مبصرين.
وتكمل سهير في بداية الأمر كان الموضوع صعب علي وشيئا فشيئا تعودت علي ذلك وتقبلت الامر برضا من الله.
وكانت بدايتي لحفظ القرآن الكريم غريبة جدا فانا كنت لا احفظ من القرآن شيئا علي الاطلاق فترة ابصاري بل كنت اسمع الاغاني وخاصة عبدالحليم حافظ وكنت اعيش حياتي عادي جدا مثل أي فتاة وفي ذات ليلة دخلت غرفتي لأنام وما إن دخلت الغرفة حتي فوجئت بأنوار غير عادية كأنها الشمس والقمر مجتمعين في الغرفة فاعتقدت أنني أبصرت ونظرت إلى يدي اليمني فلم اراها فأيقنت انني مازلت فاقدة البصر وان هذا النور من عند الله فدعوت علي وجه السرعة قائلة يارب اللهم اني اسالك ان احفظ القرآن بالشكل الذي يرضيك عني" ومن بعدها سبحان الله انشرح صدري للقرآن ولم اجد محفظا لي في سني الكبير الذي قارب علي الثلاثين فاعتمدت علي الله ثم علي نفسي في الحفظ واستعنت بالله ثم بشرائط الشيخ مشاري بن راشد العفاسي الي ان استطعت حفظ كتاب الله كاملا.
وتكمل سهير أعيش في منزل الأسرة المكون من طابقين حيث اخي احمد الكفيف"مؤذن بالقرية " وزوجته في الطابق العلوي وانا اعيش بمفردي في الطابق الأرضي ولا يوجد لي دخل سوي انني اتقاضى معاش والدي الذي كان يعمل بالصحة .
وتضيف سهير اعتمد علي نفسي في كل متطلبات المنزل من طهي لغسيل لعمل الحلويات وكل شي تفعله ربة المنزل في بيتها أفعله بحمد الله دون مساعدة من أحد وبتوفيق من الله يخرج كما لو كان معدا في جهة متخصصة بشهادة الجميع بالتوازي مع التحاقي بمعهد القراءات وحفظي للقرآن الكريم وختمت القرآن واجتزت قراءة حفص وحاليا انا استعد للشهادة العالية والقراءات العشر .، فبعد وفاة والدتي التي كانت تملأ علي حياتي اصريت حفظ القرآن الكريم .
وتختتم سهير أمنيتي ان أتم القراءات العشر الصغرى والكبرى وأن أذهب لأداء العمرة عن طريق القرآن نفس أقابل الشيخ مشاري راشد الفاسي وأقابل الرئيس السيسي وطبعا محافظ بني سويف .
