الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عودة مدمرة.. هل تنجو أفريقيا من فيروس كورونا للمرة الثالثة؟

فيروس كورونا فى أفريقيا
فيروس كورونا فى أفريقيا

تصارع من أجل البقاء، وتواجه المستحيل للحفاظ على مواطنيها، هى القارة السمراء التى تعاني أشد المعاناة من الأمراض و الفقر رغم مواردها الغنية، واجهت من قبل أوبئة قاتلة ليأتى فيروس كورونا المستجد ليعيد الكرة والمعاناة مرة أخري مع الأمراض المستجدة، فـ أفريقيا التى نجت مرتين من فيروس كورونا، تواجه الموجة الثالثة التى تزداد سرعتها، وتنتشر بشكل أسرع، وتضرب بقوة أكبر.

عودة مدمرة 

التحذيرات تتوالى من كافة الجهات، ولكن ليس بيد أفريقيا حيلة سوي العمل علي اتخاذ إجراءات احترازية حازمة، والالتزام بالتعليمات الطبية ومحاولة حصولها على أكبر قدر من لقاحات كورونا، خاصة فى ظل ضعف بينتها التحتية التى أنهكتها الأوبئة القاتلة مثل الكولرا والإيدز، والإيبولا، و الحمى الصفراء والجدري والملاريا وغيرها.

“القارة تواجه ارتفاعا في حالات الإصابة بكوفيد-19 يغذيه تخفيف إجراءات الاحتواء، والطقس البارد، ووجود متحورات جديدة” تلك التحذيرات خرجت من مسؤولي منظمة الصحة العالمية، ولكن تلك التحذيرات لم تكن الأولي من نوعها فقد سبق وأكدت كافة المنظمات العالمية، أن انتشار فيروس كورونا فى هذه القارة السمراء الفقيرة يعني الدخول فى سيناريو سئ جدا ووضع أكثر فتكا.

فيروس كورونا فى أفريقيا

الأسوأ فى أفريقيا 

ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، قالت  إن "الموجة الثالثة تزداد سرعتها، وتنتشر بشكل أسرع، وتضرب بقوة أكبر. ومع ارتفاع أعداد الحالات بسرعة وورود تقارير متزايدة عن إصابات بأعراض شديدة، فإن الموجة الأخيرة تهدد بأن تكون الأسوأ في أفريقيا حتى الآن".

وقالت إن القارة يمكنها تجنب أسوأ النتائج في الوقت الذي تكافح فيه الموجة الثالثة من العدوى بكوفيد-19، شريطة الالتزام الصارم ببروتوكولات الصحة العامة إلى جانب تحقيق طرح سريع للقاحات.

الاجراءات الاحترازية فى أفريقيا

مسار تصاعدي فى أفريقيا 

الأزمة التى تواجه أفريقيا خلال الفترة الحالية هى التحورات الخطيرة للفيروس والتى قد تؤدى إلى عواقب وخيمة حال انتشار هذه السلالات الجديدة التى تعد الأسوء والأخطر فى العالم، حيث أكدت ماتشيديسو مويتي إن حالات الإصابة بكوفيد-19 سارت في مسار تصاعدي في أفريقيا خلال الأسابيع الخمسة الماضية منذ بدء الموجة الثالثة يوم 3 مايو، مضيفة أن زيادة نسبتها 21%  قد تؤخر تسطيح المنحنى.

متحور دلتا فى أفريقيا 

متحور دلتا الذي ظهر فى الهند وصل بالفعل إلى 14 دولة أفريقيا خلال الشهر الماضي، وفقا لما أكدته مويتي، حيث وُجد في غالبية العينات التي تم تحديد تسلسلها في أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

تحذيرات المسؤلين فى منظمة الصحة العالمية لم تتوقف عند هذا الحد فمن جانبه مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين قال أن مسار الإصابات بفيروس كورونا في أفريقيا "مقلق جدا جدا"، بعد تفشي نسخ متحورة معدية أكثر وفي ظل معدل تطعيم منخفض "بشكل خطير".

وبعد كل تلك التحذيرات فإن أفريقيا لا تبدو فى حال سيئة للغاية، مقارنة بالعالم حيث أن عدد الإصابات فيها لم يمثل سوى أكثر من 5 %  بقليل من عدد الإصابات الجديدة المسجلة على مستوى العالم الأسبوع الماضي، وكذلك فإن عدد الوفيات فيها لا يشكل سوى 2,2 % من الوفيات على الصعيد العالمي.

لقاحات كورونا 

أزمة اللقاح فى أفريقيا

على الرغم من توافر لقاح مضاد لفيروس كورونا، إلا أن القارة السمراء تزال تعاني من نقص إمدادها باللقاح، حتي أنه لم يتم تلقيح سوى 1 % من السكان بشكل كامل، ليس ذلك وفقط بل إن هناك عدد هائل من الدول حول العالم اضطرت إلى تعليق حملات التطعيم للجرعة الثانية - 30 أو 40 دولة - وهذه الدول تقع بشكل خاص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وغيرها من المناطق. وذلك حسب فرنسا 24.

أما منظمة الصحة العالمية فقد أكدت أن الزيادة المفاجئة في حالات الإصابة بفيروس كورونا في إفريقيا تأتي مع استمرار أزمة إمدادات اللقاحات، فهناك 18 دولة إفريقية استخدمت أكثر من 80 % من إمدادات لقاحات كورونا من مرفق (كوفاكس)، التابع لمنظمة الصحة، كما أن 8 منها استنفدت مخزونها بينما قامت 29 دولة بإدارة أكثر من 50 % من إمداداتها.

إحصائيات فيروس كورونا فى أفريقيا 

سجلت قارة أفريقيا حتى أخر إحصائية حول معدل الإصابات بفيروس كورونا 5 ملايين و295 ألف إصابة، و139 ألف وفاة، وذلك وفقا لما أعلنته المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التابعة للاتحاد الافريقي.

أفريقيا

ترصد المتلازمات مثل الإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي الحاد هكذا أوصت المراكز الإفريقية - الدول الأعضاء بالاستمرار في تعزيز عمليات رصد إصابات كورونا، والترصد الجيني لمراقبة تحور  فيروس كورونا.

وكان نصيب الأسد لـ خمس دول أفريقية استحوزت على مايقرب من 62% من جميع الحالات المبلغ عنها فى القارة الأفريقيا نتيجة رصد ثلاثة متحورات رئيسية، وتضم تلك الدول “جنوب أفريقيا والمغرب وتونس ومصر وإثيوبيا” وفقا للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

أنظمة صحية هشة 

الوضع الأكثر خطورة فى أفريقيا كونها تشبه الهند حيث الأنظمة الصحة الهشة والبنية التحتية المرهقة، لذلك دعي جون نكينغاسونغ مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، دول القارة السمراء إلى أنه "يجب أن تكون شديدة الاستعداد" لأنها قد تشهد نفس السيناريو الذي يتكشف الآن في البلد الآسيوي" الهند".

ليس لدينا ما يكفي من الأكسجين، هكذا أكمل نكينغاسونغ حديثه عن الوضع فى أفريقيا قائلا:"نحن بحاجة إلى إعادة تنظيم صفوفنا بشكل عاجل.. ليس لدينا عدد كافٍ من العاملين في مجال الرعاية الصحية".

وقال نكينغاسونغ إن حظر تصدير اللقاح الذي تبنته الهند أثناء التعامل مع تفشي المرض المحلي المدمر “أثر بشدة على إمكانية التنبؤ ببدء برامج التطعيم وسيستمر في ذلك خلال الأسابيع وربما الأشهر المقبلة ..إذا لم تتمكن الهند من تلبية احتياجاتها الخاصة فهو لا يعرف كيف يمكنها تصدير جرعات إلى إفريقيا”.

وأكد مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه تم إعطاء 17 مليون جرعة لقاح فقط في جميع أنحاء القارة الأفريقية التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة.