نالت حادثة دهس الطفل فيصل بنجران جنوب المملكة العربية السعودية، اهتماما واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن نهاية القصة امتلأت بجوانب إنسانية بالغة، وفق ما تحدثت عنها الصحف السعودية.
البداية عندما أقدم رجل مسن على دهس توأمين في جنوب المملكة كانا يلعبان في حديقة عامة بعيدا عن رقابة الأهل وفي غفلة لحظية منهم.
وتحت جنح الظلام وبينما كان الطفلان يلعبان في مكان غير مخصص للهو فاجأتهما سيارة المسن، الذي لم يستطعرؤيتهما فلم يدرِ إلا وهو يدهسهما ، لتتكشف مأساة إنسانية راح الطفل فيصل ضحية لها، ونجت شقيقته التوأم بصعوبة بالغة .
التفاصيل كما يحكيها خال الطفل فيصل ، جاءت في خروج العائلة للترفيه ، وهو الظرف الذي جعل الشقيقين يندمجان في اللعب و يبتعدان عن مكان جلوس العائلة ليبتعدا دون أن يشعرا، إلى أطراف المنتزه.

كانت نتيجة ذلك أن وقعت حادثة الدهس التي لم ينجُ منها ، التوأم "فيصل" فتوفي الطفل ابن الـ5 أعوام في الحال بينما أخته التوأم "حور" أصيبت إصابة بالغة أودعت على أثرها العناية المركزة حتى تحسنت حالتها وخرجت من المستشفى منذ أيام قليلة.
وقالت صحيفة الوطن السعودية إن الحادثة وقعت في منتزه الملك فهد بمنطقة نجران.
وتحدثت والدة فيصل للصحيفة وقالت، إنها "محتسبة ما أصابها وزوجها عند الله جلّ وعلا، مبينةً أن سؤال طفلتها "حور" عن توأمها "فيصل" بشكل مستمر يزيدها حسرةً وألماً".
وأضافت أن "حور" - الطفلة التي أصيبت بكسر في الحوض- رجعت إلى المنزل بعد تماثلها للشفاء وهي بصحة وعافية، مشيرةً إلى أنها دائماً ما تقدم لها الأعذار لتبرر لها سبب غياب أخيها الذي انتظرته هي وزوجها 14 عاماً دون إنجاب.
وفور شروع الجهات المعنية بالتحقيقات وتقريرها فإن القضاء سينزل حكمًا رادعًا بالرجل مرتكب واقعة الدهس، أعلم والد الطفلين بشكل مفاجئ وغير متوقع على الإطلاق السلطات إنه يعفو عن الشخص الذي قتل ابنه وأصاب طفلته الصغيرة بشكل موجع.
وذكرت الصحف السعودية، أن والد الطفل فيصل آل لعجم، رفض بقاء الجاني المسن في الحبس وتنازل عن حقه لوجه الله.

وكان الجاني دخل الحبس ، وبقي فيه حتى أقيمت جلسة لدى قبيلة المسن المتسبب في الحادثة والبالغ 54 عاما، وبعد مداولات بين أفراد القبيلة صاحبة الحق أعفى والد الطفل الضحية المتسبب في الحادثة وتنازل لوجه الله دون مقابل.
وأشاد الكثيرون بـ سفر آل لعجم الذي عفا عن المسن رغم انتظاره لـ 14 عاما من حتى رزق بتوأميه.