الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وضع مُحرج.. إقليم تيجراي يهزم آبي أحمد للمرة الثانية

آبي أحمد رئيس وزراء
آبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا

يبدو أن سكان إقليم تيجراي، لم يستسلم رغم القتال الدائم علي مدار 8 شهور، ظل يصد الهجمات التى شنها عليه الجيش الأثيوبي مرارا وتكرارا إلى أن أعلن آبي احمد إنسحابه من الإقليم، ليكون بذلك النجاح الثاني الذي حققه إقليم تيجراي، بعد قيامهم أيضا بإجراء انتخابات مستقلة.

إقليم تيجراي، الذي نجح فى إجراء انتخابات محلية فى سبتمبر الماضي تعتبرها حكومة أديس أبابا غير شرعية، لم يكل أو يمل من الحرب التى شنتها الحكومة الأثيوبية المركزية، فى نوفمبر الماضي، بل استطاع الضغط وإجبار قوات آبي أحمد من الخروج من إقليم تيجراي.

إقليم ساخن 

إقليم تيجراي، هو منطقة ساخنة، الصراع دائم الوجود بها، نظرا لموقعها الجغرافي فى إثيوبيا، حيث أنها منطقة واقعة في أقصى شمال إثيوبيا، عاصمتها وأكبر مدنها هي ميكيلي، كما أنها خامس أكبر منطقة من حيث عدد السكان، يحدها السودان من الغرب، وإريتريا من الشمال ومنطقة أمهرة من الجنوب ومنطقة عفار من الشرق والجنوب الشرقي.

حرب أهلية انتهت بسيطرة التيجراي

وصل المسؤلين فى تيجراي إلى السلطة والحكم داخل الحكومة المركزية فى أديس أبابا فى أعقاب الحرب الأهلية التى إندلعت قرب نهاية يناير 1991، حيث استولى تحالف من القوات المتمردة “ الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية” (EPRDF) على العاصمة الإثيوبية، ومن هنا بدأت منطقة تيجراي فى الوصول إلى الحكم ةوالاستفادة من  الأموال الهائلة من حكومة الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية (EPRDF) التي يسيطر عليها التيجراي.

ظلت نخبة إقليم تيجراي مهيمنة على السلطة فى أثيوبيا منذ عام 1991 حتى 2018، وهو العام الذي جاء فيه آبي أحمد رئيسا للوزراء، ومنذ ذلك الوقت عمل آبي احمد على تقليص سلطة التيجراي وإبعادهم عن الحكومة المركزية وعليه هدد الإقليم بالانفصال عن أثيوبيا.

الهزيمة الأولي لأبي أحمد

كانت الهزيمة الأولي لـ آبي أحمد على يد نخبة تيجراي، عندما قرر مجلس الانتخابات الإثيوبي "هيئة دستورية مستقلة"، في الـ31 من مارس 2020  تأجيل إجراء الانتخابات العامة جراء فيروس كورونا، والتى كان المقرر لها فى 29 أغسطس 2020 إلا أن إقليم تيجراي أصر وقتها على إجراء الانتخابات فى موعدها المقرر، وبالفعل نجح اإقليم فى إجراء الانتخابات فى سبتمبر الماضي.

حيث اعتبرحاكم إقليم تيجراي دبرصيون جبراميكائيل ورئيس الجبهة الشعبية لتحجرير تيجراي وقتها، أن تأجيل الانتخابات بسبب كورونا غير دستوري.

الهزيمة الثانية لـ آبي أحمد

ظل التوتر دائما بين الحكومة المركزية وجبهة تحرير تيجراي إلى أن شن آبي أحمد فى 4 نوفمبر الماضي عملية عسكرية داخل الإقليم وفرض حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر، في هذا الإقليم الذي أجرى في سبتمبر الماضي انتخابات محلية تعتبرها حكومة أديس أبابا غير شرعية.

وأكد آبي أحمد فى بيان له حينها إلى أن هذا القرار يأتي لأن الحكومة تتحمل “المسئولية الدستورية عن سلام وأمن وسلامة مواطني البلاد، ولمنع الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات وتقويض الاستقرار”، قائلا:" أعضاء حكومة تيجراي متهمون بالخيانة العظمى، داعيًا شعب الإقليم إلى نبذهم والابتعاد عنهم".

منذ ذلك الوقت ظل التوتر متصاعد داخل إقليم الذي شهد ضربات وقصف صاروخي من قبل قوات الجيش الأثيوبي إلى أن أعلن آبي أحمد مرة أخري منذ أيام قليلة  فى التلفزيون الإثيوبي الرسمي ويزعم أن :" الجيش تعرض للهجوم من قبل المواطنين في تيجراي، وإذا تعرضنا للهجوم من قبل شعب تجراي فلا فائدة من البقاء هناك .. عندما يصبح الجيش يقتل على يد شعب تيجراي فلا داعي لبقائه وإذا أبقينا الجيش على هذه الحالة، فقد يقوم الجيش بعمل غير مرغوب فيه دفاعا عن نفسه".

وقف إطلاق النار من جانب واحد 

وتابع آبي أحمد قائلا “الكثيرون تفاجأوا بانسحاب الجيش الإثيوبي وعدد من قادة العالم اتصلوا بي".

وتأكيدا لحديث أبي أحمد حول الإنسحاب من تيجراي، فى 28 يونيو أعلنت إثيوبيا وقف إطلاق النار من جانب واحد وغير مشروط" حيث أعلنت وسائل إعلام رسمية أثيوبية أن هذا التطوريعتبر نقطة تحول في النزاع المستمر من نحو ثمانية أشهر.

وتعتبر التطورات الأخيرة نقطة تحول في النزاع المستمر منذ نحو ثمانية أشهر في تيجراي والذي تشير الأمم المتحدة إلى أنه تسبب بجعل 350 ألف شخص على حافة المجاعة.

وأوضح الإعلام الرسمي أن وقف إطلاق النار سيستمر حتى نهاية "الموسم الزراعي" الحالي، وأنه يرمي إلى تسهيل الإنتاج الزراعي وتوزيع المساعدات والسماح للمقاتلين المتمردين بـ"العودة إلى المسار السلمي". فيما لم يصدر على الفور أي رد فعل بعد من قبل "قوات الدفاع عن تيغراي" على إعلان الحكومة وقف إطلاق النار.