الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز قول المسلمين تقبل الله في العيدين

صلاة العيد
صلاة العيد

هل يجوز قول المسلمين تقبل الله في العيدين.. قول المسلم لأخيه في العيدين "تقبل الله" مأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه وسلف الأمة، وهو تهنئة مشروعة بقدوم العيد، ودعاء بقبول ما سبقه من أعمال صالحة، وكل ذلك مستحب شرعا؛ لما فيه من جلب المودة والمحبة بين الناس وإدخال السرور على قلوب المسلمين، ومن أجل ذلك شرع الله تعالى الأعياد.

ودعاء المسلم لأخيه بالقبول من الدعاء المستحسن شرعا، فإن الدعاء مأمور به على كل حال؛ قال تعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"، وقال سبحانه: "ادعوا ربكم تضرعا وخفية".

هل من السنة قول المسلمين تقبل الله في العيدين

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الدعاء هو العبادة" أخرجه ابن ماجه في "السنن"، وأحمد وأبو داود الطيالسي في "مسنديهما"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والبخاري في "الأدب المفرد"، وصححه الحاكم في "المستدرك".

وقد رغب الشرع الشريف في خصوص دعاء المسلم لأخيه، وبين أنه مستجاب؛ فعن عبدالله بن يزيد قال: حدثني الصنابحي أنه سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: "إن دعاء الأخ لأخيه في الله عز وجل يستجاب" أخرجه الإمام أحمد في "الزهد"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والبخاري في "الأدب المفرد"، وابن المبارك في "الجهاد"، والدولابي في "الكنى والأسماء".

وجاءت النصوص الشرعية بمشروعية الدعاء بالقبول في خواتيم الطاعات والعبادات، فقال تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم عليه السلام: "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" [البقرة: 127]، وقال حكاية عن السيدة مريم عليها السلام: "إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم".

واستحبت الشريعة للمسلمين أن يهنئ بعضهم بعضا ويدعو بعضهم لبعض بالقبول في خواتيم العبادات؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو للحاج عند تمام حجه، ولصائم رمضان عند فطره، وللتائب من الذنب عند توبته.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني أريد هذه الناحية الحج، فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: "يا غلام، زودك الله التقوى، ووجهك الخير، وكفاك الهم"، فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فرفع رأسه إليه وقال: "يا غلام، قبل الله حجك، وكفر ذنبك، وأخلف نفقتك" أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة".

ومن أعظم هذه الأوقات: يوما العيدين: عيد الفطر وعيد الأضحى؛ إذ هما يأتيان بعد أوقات مفضلة اختصت بالاجتهاد في العبادة، فعيد الفطر المبارك هو يوم جائزة المسلم عقب شهر رمضان المعظم بصيامه وقيامه وما فيه من الصدقات وأنواع العبادات.

فإذا اجتمع الدعاء بالقبول للأعمال الصالحة والتهنئة بالنعمة كان ذلك أشد استحبابا وأكثر أجرا وأدعى لربط أواصر المودة بين المسلمين، وهذا هو شأن العيدين؛ حيث الدعاء بقبول العبادة السابقة؛ صوما أو حجا أو أعمالا صالحة في العشر الأول من ذي الحجة، والتهنئة بقدوم العيد، بل إن الدعاء بالقبول والتهنئة بالنعمة يجتمعان على مورد واحد؛ لأن القبول من الله أعظم نعمة، والتهنئة على ذلك مقدمة على غيره.

هل هناك أسانيد شرعية لقول المسلمين تقبل الله في العيدين

ودعاء المسلم لأخيه بقوله "تقبل الله" وارد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم العيد، ومأثور عن الصحابة والتابعين والسلف الصالحين: فعن خالد بن معدان قال: لقيت واثلة بن الأسقع رضي الله عنه في يوم عيد، فقلت: تقبل الله منا ومنك، فقال: "نعم، تقبل الله منا ومنك"، قال واثلة رضي الله عنه: "لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عيد فقلت: تقبل الله منا ومنك، قال: "نعم، تقبل الله منا ومنك" أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" و"الدعاء"، والبيهقي في "السنن الكبرى".

وعلى هذا درج السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل العلم سلفا وخلفا: فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: "تقبل الله منا ومنك" أخرجه المحاملي في "المحامليات"، وإسناده حسن كما قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 446، ط. دار المعرفة)، وحسنه أيضا السيوطي والقسطلاني.

والأصل أن يكون المسلم عقب العبادة مهموما بقبولها؛ مصداقا لقول الله تبارك وتعالى: "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون" [المؤمنون: 60]؛ فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله! قول الله: "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة"، أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله؟ قال: "لا يا ابنة أبي بكر -أو يا ابنة الصديق-، ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه" رواه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وعبد بن حميد في "مسانيدهم"، والترمذي وابن ماجه في "سننهما"، وابن أبي الدنيا في "نعت الخائفين"، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في "تفاسيرهم"، والحاكم في "المستدرك" وصححه، والبيهقي في "شعب الإيمان".

ونص فقهاء المذاهب المتبوعة على مشروعية التهنئة بالأعياد ودعاء المسلم لأخيه بقوله "تقبل الله":فعند الحنفية: قال العلامة الشرنبلالي الحنفي في حاشيته على "درر الحكام" (1/ 142، ط. دار إحياء التراث العربي): [والمستحب الخروج ماشيا والرجوع من طريق آخر، والتهنئة ب"تقبل الله منا ومنكم"] اه. 

وقال العلامة ابن نجيم الحنفي في "النهر الفائق شرح كنز الدقائق" (1/ 367، ط. دار الكتب العلمية): [والتهنئة بقوله: "تقبل الله منا ومنكم"؛ كذا في "القنية"].

 

حكم قول كل عام وانتم بخير 

قال  الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إن التهنئة في أصلها: هي الدعاء لمن أصابه خير، وإظهار السعادة لأجله.
وأضاف : "كل عام وأنتم بخير" كلمة تقال في أيام الأعياد والمواسم، حيث تعارف الناس أن يهنئ بعضهم بها بعضًا، وهي جملة خبرية لفظًا، إنشائيةٌ معنًى، والمقصود بها: الدعاء بدوام الخير هذا العام والأعوام القابلة، وكذلك مقولة "عيدكم مبارك"؛ فهي خبر في اللفظ، ودعاء في المعنى؛ أي: جعل الله عيدَكم مباركًا.

 

وتابع أن الشريعة الإسلامية استحبت للمسلمين أن يهنئ بعضُهم بعضًا ويدعو بعضهم لبعض بالخير في خواتيم العبادات؛ وفي كل أمر صالح يعود عليهم، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو للحاج عند تمام حجه، ولصائم رمضان عند فطره، وللتائب من الذنب عند توبته.


وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني أريد هذه الناحية الحج، فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: «يَا غُلَامُ، زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى، وَوَجَّهَكَ الْخَيْرَ، وَكَفَاكَ الْهَمَّ»، فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فرفع رأسه إليه وقال: «يَا غُلَامُ، قَبِلَ اللهُ حَجَّكَ، وَكَفَّرَ ذَنْبَكَ، وَأَخْلَفَ نَفَقَتَكَ» أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وابن السني في “عمل اليوم الليلة”.

 

وأشار إلى أنه إذا كان الدعاء مستحبًّا على كل حال فإنه في الأحوال والأوقات والأمكنة الفاضلة يتأكد استحبابه وتزيد فضيلتُه، ويرُجَى قبولُه وإجابتُه، ومن أعظم هذه الأوقات: يوما العيدين: عيد الفطر وعيد الأضحى؛ إذ هما يأتيان بعد أوقات شريفة اختُصت بالاجتهاد في العبادة، فعيد الفطر المبارك هو يوم جائزة المسلم عقب شهر رمضان المعظم بصيامه وقيامه وما فيه من الصدقات وأنواع العبادات.

 

ونوه إلى أنه إذا اجتمعت التهنئة بالأوقات والأحداث السعيدة، مع الدعاء بعموم الخير واستمراره، أو البركة في الأحوال والأوقات كان ذلك أشد استحبابًا وأكثر أجرًا وأدعى لربط أواصر المودة بين المسلمين.

 

وبناء على ذلك يستحب للمسلم تهنئة أخيه في كل ما يصيبه من الخير؛ سواء أكان ذلك في الأعياد أم كان في المناسبات الخاصة، ويجوز له ذلك بكل لفظ يحمل معنى الأماني الطيبة والدعوات الصالحة مما اعتاد عليه الناس بينهم، ومن ذلك قولهم: "عيدكم مبارك"، أو "كل عام وأنتم بخير"، بل يستحب التهنئة بهما؛ لما فيهما من الدعاء بالخير، والتبشير به، وأما نفي جواز ذلك أو القول ببدعيته لمشابهته لقول الكفار: فهو كلام باطل؛ إذ المنهي عنه في مشابهة الكفار هو مشابهتهم في عقائدهم الكفرية أو عاداتهم التي ورد النهي عنها في شرعنا، أما ما لم يرد عنه نهي في شرعنا من عاداتهم أو أقوالهم الحسنة فلا يشمله النهي عن التشبه بهم، بل هو مما يندب فعله.

 

هل قول تقبل الله بعد التسليم من الصلاة مخالف للشريعة


قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن "تقبل الله" التي يقولها المصلون عقب الانتهاء من الصلاة ليست مخالفة للسنة ولا الشريعة كما يقول المتنطعين من النابتة والمتشددين، لافتا إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) جاء في حديث أبو جحيفة أنه صافح الناس عقب صلاة العصر.

وأضاف وسام، خلال برنامج "فتاوى الناس" المذاع على فضائية "الناس"، أن الله تعالى قال في كتابه "فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله"، والدعاء من الذكر فقولك تقبل الله لمن يصلي بجوارك كأنك تدعو له بالقبول وهذا ذكر فلا حرج فيه.

وطالب أمين الفتوى عموم الناس بعدم اتباع رأي الجماعة السلفية المتشددة، واصفا الجماعة بأن أفكارهم سطحية لا يفهمون السنة النبوية فهما جيدا ويريدون أن يعسروا على الناس في أمور دينهم وهو ما يخالف مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة الوسطية.

حكم قول حرما وتقبل الله بعد الصلاة


قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن قول بعض المصلين بعد التسليم من الصلاة "تقبل الله "، "حرما" جائزة شرعا ولا يوجد مانع في ذلك ، فهي من باب الدعاء وفعل حسن ليس فيه حرمة .

وأضاف أمين الفتوى عبر خدمة البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء قائلا: كما يجوز قول "زمزم" عند الوضوء ولا حرمة فيها مطلقا ومعناها انك تتمنى لأخيك او صديقك او لأي شخص بجوارك أن يشرب من ماء زمزم او يحج او يعتمر وهي من باب الدعاء أيضا لأخيك المسلم ، ومن الأشياء المستحبة في الشرع .

حكم المصافحة عقب الصلاة.. وقول تقبل الله


قال الشيخ محمد وسام، مدير الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن المصافحة عقب الصلاة مشروعة، وهي دائرة بين الإباحة والاستحباب، وليست ركنًا أو جزءًا من الصلاة، مؤكدًا أن المتشددين يريدون أن نرجع إلى عصر ركوب الجمل والصحراء، ويبدّعون كل الأمور، فهؤلاء سطحيون ولا يؤخذ بفتواهم.

وأضاف: إن المصافحة داخلة في عموم استحباب التصافح بين المسلمين، وهو ما يكون سببًا لرضا الله تعالى عنهم، وزوالِ ما في صدورهم من ضيق وغِلّ، وتساقطِ ذنوبهم مِن بين أكفّهم مع التصافح؛ ففي الحديث: «إذا التقى المسلمانِ فتصافحا وحمدا اللهَ واستغفراه غفر اللهُ لهما». رواه أبو داود وغيره عن البراء بن عازب -رضي الله تعالى عنه.

وألمح: إلى أن الصحابة كانوا يصلون مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصافحوه عقب الانتهاء من الصلاة، كما ورد فس صحيح الإمام البخاري عن أَبي جُحَيفةَ -رضي الله عنه- قال: «خَرَجَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- بالهاجِرةِ إلى البَطحاءِ، فتَوَضَّأَ، ثُم صلّى الظُّهرَ رَكعَتَينِ والعَصرَ رَكعَتَينِ وبَينَ يَدَيهِ عَنزةٌ، وقامَ النّاسُ فجَعَلُوا يَأخُذُونَ يَدَيه فيَمسَحُونَ بها وُجُوهَهم. قال أبو جحيفة: فأَخَذتُ بيَدِه فوَضَعتُها على وَجهِي فإذا هي أَبرَدُ مِن الثَّلجِ وأَطيَبُ رائِحةً مِن المِسكِ».

وأشار: إلى أن ما ذهب إليه بعض العلماء من القول بكراهة المصافحة عقب الصلاة فإنهم نظروا فيه إلى أن المواظبة عليها قد تُؤَدِّي بالجاهل إلى اعتقاد أنها من تمام الصلاة أو سننها المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقالوا بالكراهة سدًّا لذريعة هذا الاعتقاد، ومنهم مَن استدل بترك النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لهذا الفعل على عدم مشروعيته.

ونصح: مَن قلَّد القول بالكراهة، بأن يُراعيَ أدب الخلاف في هذه المسألة ويتجنب إثارة الفتنة وبَثَّ الفُرقة والشحناء بين المسلمين بامتناعه مِن مصافحة مَن مَدَّ إليه يده مِن المصلين عقب الصلاة، وليَعلَم أن جَبر الخواطر وبَثَّ الألفة وجَمعَ الشمل أحبُّ إلى الله تعالى مِن مراعاة تجنب فعلٍ نُقِلَت كراهتُه عن بعض العلماء في حين أن جمهورهم والمحققين منهم قالوا بإباحته أو استحبابه.

حكم قول حرما عقب الصلاة


وقال الشيخ وسام إن قول تقبل الله التي يقولها المصلين عقب الانتهاء من الصلاة هي ليست مخالفة للسنة ولا الشريعة كما يقول المتنطعون من النابتة والمتشددين لافتا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء في حديث أبو جحيفة أنه صافح الناس عقب صلاة العصر .

وأضاف: أن الله تعالى قال في كتابه " فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله " والدعاء من الذكر فقولك تقبل الله لمن يصلي بجوارك كأنك تدعو له بالقبول وهذا ذكر فلا حرج فيه.

وطالب أمين الفتوى عموم الناس بعدم اتباع رأي الجماعة السلفية المتشددة واصفا الجماعة بأن أفكارهم سطحية لا يفهمون السنة النبوية فهما جيدا ويريدوا أن يعسروا على الناس في أمور دينهم وهو ما يخالف مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة الوسطية.