الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باحث في شؤون الإسلام السياسي يرد

استيلاء طالبان على 85% من أفغانستان..ماذا كانت تفعل أمريكا طوال 20 عاما؟

أرشيفية
أرشيفية

أفادت تقارير إعلامية بأن حركة طالبان رفعت علمها فوق نقطة حدود مهمة بين أفغانستان وباكستان، تدعي أنها تقع الآن تحت سيطرتها.

 

وتُظهر مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي العلم الأبيض يرفرف فوق معبر سبين بولداك، بالقرب من قندهار.

 

ونفى مسؤولون أفغان سقوط نقطة العبور في أيدي طالبان، بالرغم من أن الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المسلحين وهم يتحدثون مع حرس الحدود الباكستانيين.

 

وحقق مسلحو حركة طالبان في الأسابيع الأخيرة تقدما سريعا في جميع أنحاء البلاد، واستولوا على سلسلة من النقاط الحدودية من أيدي القوات الأفغانية، ومن ذلك معابر مع إيران وطاجكستان وتركمانستان.

 

اقتراب طالبان من الحكم

وفي هذا الصدد أكد الباحث في شؤون الإسلام السياسي، منير أديب، أن حركة طالبان في غضون شهور قليلة سوف تسيطر على الحكم في أفغانستان، وهذه السيطرة أتت بعد أقل من 6 أشهر من انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

 

وأضاف أديب في تصريحات لـ "صدى البلد" أن هناك بعض التقارير الاستخباراتية المنسوبة للمخابرات المركزية الأمريكية وبعض المخابرات الأوروبية التي كانت مشاركة بقواتها في العمليات العسكرية في أفغانستان، تؤكد أن انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية كان السبب في فتح المجال أمام حركة طالبان للانتشار والاستيلاء على معظم أراضي أفغانستان واقترابهم من الحكم.

وأوضح أنه في حال سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان سوف يتصدر المشهد الجهادي ما يسمى بتنظيم "قاعدة الجهاد" بدلا من تنظيم "داعش" الذى أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق ترامب عن سقوطه في 22 مارس 2019.

 

وتابع: "سيتم الاستبدال بين تنظيم داعش الذي كان يتصدر هذا المشهد الجهادي ويمارس الإرهاب من واقع دولة هو أنشأها على أراض عربية شاسعة، بقاعدة الجهاد التي احتوته ومازالت تحتوى وتدافع عنه وتوفر له الملاذ الأمن حركة طالبان".

 

وأوضح الخبير في شؤون الإسلام السياسي، أنه وفقا لتقارير استخباراتية أكدت أن حركة طالبان استولت على أكثر من 85% من الأراضي الأفغانية، وأنها سيطرت تقريبا على كل القري والمعابر الحدودية التي لها حدود مع لأفغانستان، لم تبقى سوى المدن الكبيرة.

 

وتابع: "حركة طالبان لديها استراتيجية بأنها سوف تتحرك من العمق إلى المدن الكبيرة، وعند وقوع المدن الكبيرة في يد طالبان ستكون سقطت أفغانستان كلا وستصبح الكلمة في يد طالبان".

 

حفظ ماء الوجه للأمريكان

وأضاف أن هناك تصريحات صدرت عن الرئيس الأمريكي وبعض المسؤولين الأمريكيين قللت من فكرة أن طالبان سيطرت على مساحة كبيرة أو أن طالبان لن تسيطر على أفغانستان كما جاء في التقارير الاستخباراتية.

 

وأكمل: "هذه التصريحات جاءت لحفظ ماء الوجه للولايات المتحدة الأمريكية المهزومة داخل أفغانستان، خاصة أن معادلة الحرب بين دولة كبيرة مثل أمريكا وبين تنظيم متطرف مثل طالبان، وفقا للنظرية العسكرية، طالبان انتصرت في هذه الحرب وانهزمت فيها الولايات المتحدة التى استمرت قرابة الـ 20 عاما".

 

استعداد دول العالم لتقبل طالبان

وأوضح أديب أن هناك العديد من دول العالم قامت بعقد اتفاقيات أمنية وتجارية مع طالبان تمهيدا لسيطرة طالبان المتوقع على الحكم في أفغانستان، مثل الصين التي لها حدود مع أفغانستان قامت بتوقيع اتفاقيات أمنية وسياسية ودبلوماسية وتجارية مع طالبان لتأمين مصالحها التجارية في أفغانستان في حال سيطرت طالبان على الحكم.

 

وعن النتائج من وجود القوات الأمريكية في السنوات الماضية في أفغانستان، أوضح: "أن الولايات المتحدة دخلت أفغانستان بحجة محاربة طالبان، والآن بعد أكثر 20 عاما من تواجدها لم تستطع الولايات المتحدة السيطرة على حركة طالبان، بدليل سيطرة طالبان على 85% من الأراضي الأفغانية بعد 6 شهور فقط من انسحاب القوات الأمريكية، لذلك ماذا كانت تفعل الولايات المتحدة في أفغانستان طوال هذه السنوات؟!"

تسليم قاعدة باجرام للقوات الأفغانية

وكان قد سلم الجيش الأمريكي قاعدة «باجرام» رسميا لـ القوات الأفغانية، حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجمعة الماضية، بعد مغادرة آخر القوات الأجنبية المجمع الكبير في إطار انسحابها من أفغانستان.

 

وكتب المتحدث فؤاد أمان على «تويتر» قائلا: «انسحبت القوات الأمريكية وقوات التحالف بالكامل من القاعدة، وبالتالي ستقوم قوات الجيش الأفغاني بحمايتها واستخدامها لمحاربة الإرهاب».

 

وبات الجيش الأمريكي والحلف الأطلسي في المراحل الأخيرة للانسحاب من أفغانستان بعد تدخل استمر عشرين عاما في البلاد، يفترض أن ينتهي في 11 سبتمبر المقبل.

 

وكانت الحرب الطويلة على حركة طالبان وتنظيم القاعدة المتحالف معها تشن عبر ضربات جوية.


طالبان تسيطر على البلاد 

وسيطرت طالبان على عشرات المقاطعات من قوات الحكومة على مدار الأسابيع الماضية، بينما أسرعت القوات الأمريكية والناتو لترك حلفائهما السابقين خلال الحرب المتصاعدة.

 

ويواصل مقاتلو طالبان هجومهم في مناطق عدة من الأراضي الأفغانية، حيث أعلنوا سيطرتهم على 85% منها.

 

وقال عضو بارز في الحركة، إن "85% من الأراضي الأفغانية" باتت تحت سيطرة الحركة، ومن ضمنها نحو 250 إقليما من بين 398 في البلاد.

 

واستنجدت القوات الأفغانية بـ فصيل مسلح خاص لمساعدتها في قتالها مع متمردي حركة طالبان لاستعادة السيطرة على أجزاء من غرب البلاد منها معبر حدودي مع إيران.

 

وكتب سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان في تغريدة على تويتر «كل الحدود الواقعة تحت سيطرة إمارة أفغانستان الإسلامية ستبقى مفتوحة وعاملة».

 

وأضاف: «نؤكد للجميع أننا لن نستهدف دبلوماسيين ولا سفارات وقنصليات ولا منظمات أهلية ولا العاملين بها».

فرار القوات الأفغانية 

وفر أكثر من ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان بعد هجوم شنه المتمردون في شمال أفغانستان.
وتعهدت السلطات الأفغانية باستعادة كافة المديريات التي استولت عليها طالبان، ونشرت مئات الكومندوس للتصدي لهجوم المتمردين في الشمال.

 

وأجبرت المعارك في الشمال موسكو على إغلاق قنصليتها في مدينة مزار الشريف، عاصمة ولاية بلخ، وإحدى أكبر المدن الأفغانية قرب الحدود مع أوزبكستان.

 

الرئيس الأمريكي يدافع عن قراره

ودافع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن قراره بسحب القوات العسكرية لبلاده من أفغانستان، قائلا إن «العمليات الأمريكية ستنتهي في 31 أغسطس».

 

كما دافع بادين عن الوتيرة السريعة للانسحاب الأمريكي، قائلاً إنها «تنقذ الأرواح».

ويأتي خطاب بايدن في الوقت الذي تواصل فيه حركة طالبان المسلحة السيطرة على مناطق عدة في جميع أنحاء البلاد.

وتنتشر القوات الأمريكية في أفغانستان منذ ما يقرب من 20 عاما، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.

 

وفي وقت سابق من هذا العام، حدد بايدن تاريخ 11 سبتمبر 2021 موعدا لسحب جميع القوات الأمريكية.

وحتى بعد اكتمال الانسحاب، من المتوقع أن تحتفظ الولايات المتحدة بما يتراوح بين 650 جنديا إلى ألف جندي في أفغانستان لحراسة السفارة الأمريكية ومطار كابول والمنشآت الحكومية الرئيسية الأخرى.

 

وفي الشهر الماضي، أكد بايدن للقادة الأفغان في اجتماع في البيت الأبيض أن المساعدات الأمريكية ستستمر.

هروب القوات الأجنبية

وغادرت الغالبية العظمى من القوات الأجنبية المتبقية في أفغانستان قبل الموعد النهائي للولايات المتحدة في 11 سبتمبر، تاركة الجيش الأفغاني مسؤولا بالكامل عن الأمن القومي.

 

ويصر الرئيس الأفغاني أشرف غني على أن قوات الأمن الأفغانية قادرة تماما على إبعاد المتمردين، لكن تقارير أفادت بلجوء آلاف القوات الأفغانية إلى دول أخرى لتجنب القتال.


طالبان تغسل يديها من العنف 

وفي وقت سابق من الأسبوع، قال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين، إن الحركة ليست مسؤولة عن الزيادة الأخيرة في العنف.

وأصر على أن العديد من المناطق سقطت في يد طالبان من خلال المفاوضات بعدما رفض الجنود الأفغان القتال.

 

تهديد ووعيد للقوات الأجنبية

وقالت حركة طالبان، إن أي قوات أجنبية تبقى في أفغانستان، بعد الموعد النهائي لانسحاب الناتو في سبتمبر، ستكون معرضة للخطر بصفتها "محتلة".

 

وأطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحركة طالبان من السلطة في أفغانستان في عام 2001.

 

وبموجب اتفاق مع طالبان، وافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو على سحب جميع القوات، مقابل التزام الحركة بعدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها.