خلال هذه الفترة من العام تبدأ السلاحف البحرية فى وضع البيض والفقس، بمناطق مختلفة سواء كانت جزر أو سواحل وشواطئ ولكن يجب أن يكون هذا المكان هادئ وبعيدا عن البشر حتى تحظى السلاحف بخصوصيتها خلال عمليات البيض ،وهناك مناطق تفضلها السلاحف البحرية خلال موسم التزاوج مثل مناطق تقع جنوب مرسى علم (حنكوراب وشرم اللولى وطرفة المشايخ) أو جزر بعيدة مثل الزبرجد .

يقول الدكتور أحمد غلاب مدير محميات الجزر الشمالية أن السلاحف البحرية تفضل الليالى القمرية فى الاشهر الهجرية لتضع بيضها فتضع ما بين 70 و130 بيضة وتدفنها فى الرمال وهناك بعض المخاطر يتعرض لها البيض مثل الطيور والثعالب والسمك والسرطانات البحرية .

وأضاف غلاب أن البحر الأحمر يعيش فيه 5 أنواع من هذه السلاحف منها 4 أنواع تم رصدها بالساحل المصري وهي: السلحفاء الخضراء، والسلحفاء صقرية المنقار، والسلحفاء جلدية الظهر، والسلحفاء كبيرة الرأس، وتعتبر بعض من جزر البحر الأحمر من أهم مناطق التعشيش لهذه السلاحف.
عاشت لمدة 100 عام
وأوضح د. محمود حنفي أستاذ البيئة البحرية بجامعة قناة السويس أن السلاحف تعيش عمراً مديداً، وهناك حالات معروفة لبعض السلاحف عاشت لمدة 100 عام، كما أن هناك دلائل لبعض أفراد السلاحف عاشت 200 عاماً، ويمكن القول أن طول فترة الحياة تختلف من نوع لآخر، تبعاً للنوع كما أن السلاحف البحرية تصل إلى النضوج الجنسي عندما يبلغ عمرها من 25 إلى 50 سنة، ولا يختلف عمر نضوج السلاحف صقرية المنقار كثيراً عن السلاحف الخضراء.

كشف حنفى أجريت دراسات عديدة على السلاحف البحرية، وتضمنت برنامج تعليم للسلاحف، لمعرفة أعدادها وعمل المراقبة اللازمة عليها، لتحديد عدد مرات وضع البيض خلال موسم التكاثر، والفترة الفاصلة لوضع البيض خلال موسم التكاثر والفترة الفاصلة بين مواسم التكاثر كذلك يتم أخذ القياسات المورفولوجية للسلاحف والبيض وفقس السلاحف ومعرفة نسبة الفقس إضافة إلى معرفة الضغوط الواقعة على السلاحف وبيئاتها وذلك من خلال برامج رصد تقوم بها محميات البحر الأحمر.
ويؤكد حنفى أن السلاحف البحرية ذات أهمية اقتصادية قصوى وذلك لزيادة عدد المحبين من مرتادي رياضة الغوص لمثل هذه الكائنات الحية، فمناطق جزر الزبرجد والأخوين، وأبودباب بمرسى علم تزداد أعداد السياح القادمين إليها لمشاهدة السلاحف البحرية.