الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاته|ما لا تعرفه عن جرجي زيدان أخصب مؤلفي العصر الحديث

أرشيفية ـ جرجي زيدان
أرشيفية ـ جرجي زيدان

يوافق اليوم، الأربعاء 21 يوليو، ذكرى وفاة جرجي زيدان، الأديب والروائي والمؤرخ والصحفي اللبناني الشهير، الذي ركز في مؤلفاته الأدبية على التاريخ العربي الإسلامي منذ بداية الإسلام وحتى عصر المماليك، علَما من أعلام النهضة الصحفية والأدبية والعلمية الحديثة في العالم العربي، وهو من أخصب مؤلفي العصر الحديث إنتاجا.

وبهذه المناسبة يستعرض "موقع صدى البلد" أهم المعلومات عن الكاتب الصحفي جرجي زيدان في السطور التالية: 

نشأة جرجي زيدان وحياته 

ولد جرجي زيدان في لبنان عام 1861 في عائلة فقيرة، وعمل في البداية مساعدا لوالده في المطعم الذي كان يمتلكه، وكان لطبيعة الناس الذين يرتادون مطعم والده من صحفيين ومثقفين وأكاديميين الأثر الكبير على إثارة شغف زيدان بالعلم والمعرفة و خاصةً الأدب، ودرس الطب لعام واحد وهاجر بعدها إلى القاهرة، بعد وصوله إلى القاهرة غير رأيه في  دراسة الطب وبدأ بالعمل محررا في صحيفة (الزمان) اليومية، بعدها عين مترجما في مكتب المخابرات البريطانية في القاهرة.

وعاد إلى بيروت عام 1885 وانضم إلى المجمع العلمي الشرقي الذي تم إنشاؤه عام 1882، أصدر أول كتبه عام 1886 وهو بعنوان (تاريخ اللغة العربية)  وسافر بعدها إلى لندن و عاد منها إلى القاهرة، حيث تسلم إدارة مجلة المقتطف قبل أن يقوم بإنشاء مطبعة خاصة به إلى جانب نجيب متري وبعد فترةٍ قصيرة انفصل عن متري واحتفظ بالمطبعة وأطلق مجلته الخاصة الهلال.

محب للتاريخ العربي والإسلامي 

اهتم زيدان خلال حياته العملية بالتاريخ العربي والإسلامي، فكانت مؤلفاته في معظمها تمثل دراسات تاريخية للأحداث التي مرت بها المنطقة العربية منذ ظهور الإسلام وحتى عصر المماليك، وقد تلقى الكثير من الانتقادات التي تقول أن معظم مؤلفاته تغلب عليها القصصية أكثر من التوثيق، ولكن فريقا آخر يعتبر أن الجهد والعمل الشاق الذي قام به زيدان يستحق الاحترام، إذا ما تمت المقارنة بين عدد مؤلفاته وسنين حياته التي عاشها وبين طبيعة مؤلفاته وما جاء قبلها.

أرشيفية ـ جرجي زيدان 

إنجازات جرجي زيدان

بعد وصول جرجي زيدان إلى القاهرة، بدأ العمل في تحرير جريدة الزمان التي كان يمتلكها رجل أرمني الأصل، وكانت هذه الجريدة هي الوحيدة في القاهرة بعد أن أوقف الاستعمار البريطاني جميع الصحف في تلك الفترة، ثم عمل مترجما في مكتب المخابرات البريطانية في القاهرة ورافق الحملة البريطانية التي توجهت إلى السودان لإنقاذ القائد الإنجليزي "غوردن" من حصار جيش المهدي، وبعد رحلة استمرت عشرة أشهرعاد إلى بيروت عام 1885 وانضم إلى المجمع العلمي الشرقي الذي أنشئ عام 1882 كما تعلم اللغة العبرية و اللغة السريانية الأمر الذي مكنه من تأليف أول كتاب وهو (فلسفة اللغة العربية) عام 1886 والذي مثل أو محاولة واضحة لتطبيق مبادئ فقه اللغة المقارن على اللغة العربية، ولأن العمل كان يفتقر إلى العمق، أصدر زيدان طبعة جديدة منقحة عام 1904 بعنوان (تاريخ اللغة العربية).

زار زيدان لندن وتردد على مكتباتها ومتاحفها ومجمعاتها العلمية وعاد بعدها إلى القاهرة ليتولى إدارة مجلة المقتطف حيث بقي فيها ما يقارب العام ونصف العام، وقد قدم استقالته من المجلة ليعمل في تدريس اللغة العربية في المدرسة العبيدية الكبرى لمدة عامين، وقرر إلى جانب نجيب متري إنشاء مطبعة خاصة، لكن الشراكة لم تستمر أكثر من عام انفصلا بعدها ليحتفظ زيدان بالمطبعة حيث أطلق عليها اسم الهلال فيما أسس متري مطبعة أخرى وهي مطبعة المعارف.

أصدر زيدان مجلة الهلال التي كان يحررها بنفسه، وبعد أن كبر ولده إيميل كان يساعده في ذلك،  وصدر العدد الأول من المجلة عام 1892 وحمل افتتاحية بقلم جرجي زيدان موضحا من خلاله خطته وهدفه من إنشاء هذه المجلة، وبسبب نشاطه وعمله المتفاني، تمكن من جذب الأنظار إليه حتى غدت المجلة خلال خمس سنوات من أوسع المجلات انتشارًا، وقدم جرجي من خلال مجلته مجموعة من كتبه وأعماله الأدبية على شكل فصول متفرقة، وخلال مائة سنة من حياته كتب فيها عدد كبير من أعظم المفكرين العرب.

تمكنه من أغلب اللغات 

فيما يتعلق بأعمال زيدان وطبيعة نشاطه الفكري، كان جرجي زيدان متمكنًا من اللغتين الإنكليزية والفرنسية إلى جانب اللغة العربية، واسع الاطلاع فيهما وخاصة فيما يتصل بالتاريخ والأدب العربيين، واتجهت مؤلفاته نحو الدراسات التاريخية.

أنشأ مجلة الهلال الشهيرة 

أصدر عام 1889 كتاب (تاريخ مصر الحديثة) في مجلدين، و(تاريخ الماسونية والتاريخ العام)، وهو موجز في تاريخ قارتي آسيا وأفريقيا، ثم توالت كتبه تاريخ إنجلترا، تاريخ اليونان والرومان، جغرافية مصر وطبقات الأمم وغيرها، غير أن هذه الكتب لم تلفت إليه الأنظار، ولم تلق نجاحًا يذكر، إلى أن أنشأ مجلة الهلال التي ارتبطت حياته بها ارتباطًا وثيقًا.

وفي مجال الرواية كانت معظم رواياته تاريخية بدأها برواية (المملوك الشارد) التي صدرت عام 1891، ثم تتابعت رواياته حتى بلغت اثنتين وعشرين رواية تاريخية، منها سبع عشرة رواية تتناول فترات من التاريخ الإسلامي، تمتد من الفتوح الإسلامية إلى عصر المماليك، مثل: أرمانوسة المصرية، غادة كربلاء، فتح الأندلس، العباسة أخت الرشيد، الأمين والمأمون، شجرة الدر، استبداد المماليك. لقيت رواياته رواجًا واسعًا وإقبالاً هائلاً، كما ترجمت إلى الفارسية والتركية، والأذربيجانية، وغيرها من اللغات، تنحصر أهمية هذه الروايات في أنها قدمت التاريخ في صورة سهلة ومشوقة.

الأديب والمؤرخ والصحفي جرجي زيدان 

تاريخ التمدن الإسلامي

ويعد كتاب (تاريخ التمدن الإسلامي) الذي صدر في خمسة أجزاء في الفترة من 1902 وحتى 1906 أهم مصنفاته، وقد مثل العمل مزيجًا معرفيًا غنيًا مدعومًا بتجارب زيدان السابقة وبقراءاته الكثيرة للمصادر والدراسات العربية والغربية بالإضافة إلى اتباعه مناهج البحث الحديثة التي لم يتطرق إليها أحد قبله، و أثار الكتاب عند ظهور أجزائه الأولى نشاطًا واسعا في أبحاث التاريخ الإسلامي، وأقبل عليه الناس، وامتلأت قاعات الجامعة المصرية بالطلاب، وقد انتبهت الجامعة إلى مكانة جرجي زيدان وسعة علمه، وتمت دعوته إلى الجامعة لإلقاء بعض المحاضرات في التاريخ الإسلامي إلا أن الظروف حالت دون ذلك، وقد ترجم الجزء الرابع من هذا المجلد إلى الإنجليزية واعتبر عملا أصيلا لم يسبق له مثيل.

كما أن كتابه (تراجم مشاهير الشرق) يمثل أحد أهم المراجع التي يستأنس بها كل باحث وكاتب يبحث عن الترجمة لأحد أعلام الشرق في القرن التاسع عشر، والكتاب لا يختص بطائفة أو فئة معينة من الناس، وإنما يجمع بين أعلام السياسة والأدب والإدارة والحكم وغيرهم.

كان جرجي زيدان يعمل بجدٍ.إلى أن توفي  يوم الثلاثاء 21 من يوليو عام 1914.

حقائق عن جرجي زيدان

1ـ تشدد زيدان في نقل الحقيقة التاريخية في رواياته، فلم ينقل سوى معلومات مبينة على الصحة واليقين.
2ـ سافر إلى مصر بمبلغ ست جنيهات اقترضها من جار له.
3ـ رثاه كبار الشعراء من أمثال أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران.
4ـ هناك مزاعم بشأن أنه أحد أعضاء الماسونية العرب.

أشهر أقوال جرجي زيدان 

1ـ ليس الإحساس غذاء ولا شرابا ولا كساء، بل هو مشاركة الناس في آلامهم. 

2ـ من يؤكد لي أن هؤلاء القائمين بطلب الحرية والعدل لا يصيرون عبيداً للظالمين غذا.