في الذكرى ال69 لثورة 23 يوليو الثورة البيضاء التي أذهبت السواد عن الوطن ،و نجحت في أن تكون نقطة تحول في مسار الوطن وفي تغيير التاريخ المصرى ، فهى التي حولت نظام الحكم بمصر من الملكية الي النظام الجمهورى ، ومنها أسترد المصريون كرامتهم واستعادوا وطنهم المسلوب علي مدى عقود طويلة ، وتبع ذلك تطورات اجتماعية واقتصادية وسياسية ، ثورة الضباط الأحرار التي أضافت لتاريخ مصر الطويل من الثورات والمثابرة والصمود ، فالشعب المصرى قادر علي تجاوز الكوارث ، بل وتحويل المسار من محن الي انجازات يقف لها العالم احتراماً ، وفي التاريخ الحديث الذي بدأ بثورة 1919 في بداية القرن العشرين ، بقيادة سعد زغلول ، احتجاجاً علي معاملة الاحتلال البريطاني للمصريين ، وكان من نتائجها الهامة ، ألغاء الأحكام العرفية ، التي كان يحكم بها الانجليز مصر ، والوعد" أن تحصل مصر علي الاستقلال بعد ثلاث سنوات " مقابل أبقاء قوات بريطانية في مصر وما بين التاريخين العظيمين للثورتين المجيدتين 1919 ، 1952 كان الواقع المصرى يسوده العديد من الأوضاع السيئة التي كانت بمثابة قوة الدفع لقيام ثورة 23 يوليو منها عوامل السخط وعدم الرضا وعدم الأستقرار ، فكانت ثورة الجيش المصرى التي أيدها الشعب بقوة ، فأظهر الشعب تأييده للجيش وخرج بجميع فئاته ، ليعلن مساندته للضباط الأحرار ، وكان هذا بمثابة تكليف لقادة الثورة بالأستمرار ، ومن هنا أستمدت ثورة 23 يوليو شرعيتها من الشعب بعد تأييده ومساندته لها بقوة ، أملاً أن تكون معبرة عن طموحاته وأماله في تحقيق الأسقلال والكرامة والعزة ، أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً في 18 يونيو 1953 بألغاء النظام الملكي ، وإعلان الجمهورية ، وتم تعيين اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية ، وتم تعيين جمال عبد الناصر نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ، الي أن أنتخب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية في 23 يوليو 1956 بعد أن ظل منصب رئيس الجمهورية شاغراً لمدة عام م و نصف بعد أعفاء محمد نجيب من جميع المناصب في 14 نوفمبر 1954 .
أخذ الزعيم جمال عبد الناصر ثورة يوليو خطوة ونقطة انطلاق للاصلاح ، وتحولت الي ثورة شاملة عبر اجراءات الاصلاحات بدءاً من الاصلاح الزراعي ، ثم التخلص من الملكية وإعلان الجمهورية ، وصولاً الي معاهدة الجلاء ، وكسر احتكار السلاح ، الي تأميم شركة قناة السويس ، ومواجهة العدوان الثلاثي علي مصر ، واستردت مصر استقلالها سياسياً واقتصادياً ، وحققت مصر معدلات نمو اقتصادى غير مسبوق ، في بناء السد العالي ، و1200 مصنع ، صناعات استراتيجية وثقيلة ، وتوسع زراعي غير مسبوق ، أوسع حراك اجتماعي في مصر من مجانية التعليم ، وتكافؤ الفرص ، مما أدى الي فزع القوى الغربية ، ونصب فخ 1967 للقضاء علي مشروع النهضة العربي ، التي عمل علي تحقيقها الرئيس جمال عبد الناصر ، ولكن كانت إرادة الشعب والاصرار علي البقاء أقوي من أي هزيمة ، ورحل عبد الناصر بعد 3 سنوات من نكسة 67 ، وكان اقتصاد مصر أقوى من اقتصاد كوريا الجنوبية ، ولديها فائض من العملة الصعبة.
وما أشبه مصر بعد ثورة 30 يونيو بمصر بعد ثورة 23 يوليو ، هناك أصرار من الزعماء علي أن تبقي مصر صامدة قوية ، هناك إرادة علي أن تسترد الدولة المصرية من السواد ، وجعلها نوراً وشمساً ساطعة ،هناك عزم علي البناء و التنمية ، وأن تبقي مصر في مكانها الصحيح ، رائدة و قائدة للوطن العربي ، وشامخة أمام العالم , فمع التشابه بين الاستعمارين الإنجليزى والإخواني حررت مصر منهما ، بثورة شعب وإرادة أمة ، الي بناء الجمهورية الجديدة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، والاهتمام الحقيقي ، بالشباب و المرأة والفقراء ، مشروع حياة كريمة لتطوير القرى ، تمكين الشباب، تمكين المرأة ، بناء و تسليح الجيش ، زيادة الصادرات ، الصناعة الوطنية .... الخ بناء و تنمية و، استراتيجية مصر 2030 ، مصر باقية ، واسألوا التاريخ ، مصر عفية وقوية ، وتعرفوا علي شعبها ، مصر يحكمها شرفاء ووطنيين ، أقرأوا تاريخ ثوراتها وحكامها وانتصاراتها ،كل عام ومصرنا بخير .