الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دار الإفتاء: الإسلام جفف منابع الشائعات وكلف المسلمين بالتأكد من الأخبار

دار الافتاء
دار الافتاء

ما واجب المسلم نحو ما يثار حوله من الشائعات.. سؤال نشرته دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها على الفيسبوك.

قالت دار الإفتاء، عبر الفيسبوك، إن الإسلام جفف منابع الشائعات بأن كلف المسلمين بالتَّثَبُّت من الأخبار قبل بناء الأحكام عليها، وأمر بِرَدِّ الأمور إلى أهلها والعِلم قبل إذاعتها والتكلم فيها؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6].

وأضافت الدار: كما نهى الإسلام عن سماع الشائعة ونشرها، وذمَّ سبحانه وتعالى الذين يسَّمَّعون للمرجفين والمروجين للشائعات والفتن؛ فقال تعالى: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: 47].


خطر الشائعات ضد الدولة
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن مروج الشائعات بغرض التشكيك في أعمال وإنجازات أصحاب السواعد المصرية هو آثم لأنه يعلم أنه يكذب، والكذب جريمة ومن أكبر الذنوب وهو يهدي للفجور؛ فالشائعة قد تكون أخطر من القنبلة وأشد من السلاح المدمر؛ فعلى الإنسان الواعي ألا يشارك في نشر الشائعات إلا بعد التثبت من المعلومة، وبعد توافقها مع فقه المآلات، فليس كل صحيح وثابت ينشر؛ فهناك اعتبارات تقتضيها المصلحة العامة.

سبب ترويج الشائعات
السبب فى ترويج الشائعات، هو أن الناس ينقلونها بألسنتهم ولا يفكرون فيما يرددون، فهم عطلوا العقل، ولم يراقبوا الله سبحانه وتعالى أيضًا فى تصرفاتهم.

أنواع الشائعات
من أبرز وسائل أهلِ الباطل في صراعهم مع أهل الحق : صناعة الشائعات ، وترويجها بين الناس ، والشائعة أنواع ، إما أن تكون خبرًا مختلقًا لا أساس له وهو أضعف أنواع الشائعة وهو الكذب البواح ، وإما أن تكون الشائعة إثارة لخبر فيه جانب من الصحة ، أو إضافة معلومة كاذبة لخبر معظمه صحيح ، أو تفسيرًا خاطئًا لخبر صادق ، فالشائعة يصنعها الخبثاء ، ويصدقها الأغبياء ، ويستفيد منها الأذكياء فيخضعونها للدراسة والبحث ، وباستقراء تاريخ الأنبياء والرسل (عليهم السلام) نجد أنه قد ألصقت بهم الشائعات للصد عن دعوة الله (عز وجل) ، ومع بداية العصر الإسلامي هناك شائعات تعرض لها الرسول (صلى الله عليه وسلم)  وكذلك صحابته الكرام (رضي الله عنهم)كادت تعصف بمكانة المسلمين في هذا الوقت ، ومنها الشائعة التي أطلقت يوم أُحد ، حين أشاع المشركون مقتل النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رغبةً منهم في تفريق المسلمين من حوله ، وإضعاف قوتهم ، وبث الخوف والذعر في صفوف المسلمين ، فاضطربت صفوف المسلمين وضعفت قواهم النفسية ، وفرَّ بعضهم ، وألقى بعضهم السلاح ، وثبُت بعضهم مع النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) .

حكم نشر الشائعات على مواقع التواصل الإجتماعي
الخبر الخاطئ قد يحدث أزمات بين الناس ، فلا بد إذن من التحري والتدقيق والتفكير في كل ما يُنقل أو يُسمع أو يُقرأ أو يُنشر ، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وقد سأل سيدُنا معاذ (رضي الله عنه) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ " ، فليس كل ما يسمع يقال ، وعلى الإنسان أن يتحرى الدقة في كل كلمة ، قبل ترويجها ونقلها ومشاركتها

كما أن هناك مشكلة بالنسبة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ، فهناك نقل ومشاركة للأخبار دون تروّ أو تثبت من صحة الخبر فقط لمجرد النقل والشير ومسابقة الغير في سرعة نشره ، وهذا أمر ممقوت في الإسلام لأنه يكون سببًا في الإضرار بالآخرين دون أن يدري ، ومن ثم فيجب التثبت من الأخبار قبل نشرها أو مشاركتها.