الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب أحمد البراهمي تكتب: ظاهرة القتل

صدى البلد

انتشرت مؤخرا ظاهرة القتل بشكل مزعج . وأصبح القتل يحدث لأسباب تافهه أو أسباب قوية . وامتدت لتشمل أفراد الأسرة الواحدة وبعضهم البعض .
كان في البداية تنحسر تلك الظاهرة في الثأر والذي ينتج عن القتل الخطأ او القتل العمد . ولكن في تلك الأيام أصبح القتل أو الشروع في القتل لأي سبب حتى لو كان تافها وحتى لو كان بين الأزواج والزوجات وامتد ليشمل الاطفال وهم فلذة الأكباد . صحيح تلك حالات فردية ولكن يجب التدخل السريع لإنقاذ المجتمع مما حل به من قسوة وقلة الرحمة .
لابد من الاهتمام جديا بمادة الدين بالمدارس. وتدريسها حقيقة وليس وضعها ككتاب يتم الامتحان فيه وكفى . 
لقد تعلمنا كيف يعطف الكبير على الصغير وكيف يحترم الصغير الكبير من المدرسة .
تعلمنا كيف نقف احتراما لمن علمنا ومن هم أكبر سنا من المدرسة .تعلمنا الرحمة بالإنسان المريض والضعيف وبالحيوان من المدرسة .
ويجب أيضا على الدولة  التدخل في منع بث الألعاب التي تعلم العنف على النت . لابد أن توجد وسيلة لقطع السبيل أمام تلك الألعاب أو الأشياء المخلة بالآداب من الوصول للشباب والأولاد عن طريق النت. 
لابد من الاهتمام بزرع الأخلاق عن طريق المسلسلات والافلام مثلما كان يحدث سابقا . كانت الأفلام والمسلسلات تقدم قيمة أخلاقية . لابد من أن تقوم الدراما والفن بدورهما  الصحيح . ويجب أن نعترف بدورهما ونعترف أن الدراما  من الأسباب الرئيسية في انتشار العنف هذه الأيام .
علمنا ديننا أن الزواج مودة ورحمة وأن الأبناء مسئولية ويجب الإنفاق عليهم وتعليمهم .
وأنه في غياب المودة والرحمة يوجد الانفصال بالمعروف وليس الانفصال بالضغط وضياع الحقوق. ومع بقاء المسئولية  مشتركة عن الأبناء . تعلمنا وعشنا أن الأب مسئول عن أولاده تربيه وتعليما وانفاقا. 
ولكننا وجدنا الآباء يتركون الأولاد لتتولي الأم التربية وأحيانا الإنفاق بمفردها وزاد عليها الضغط .و مع عدم قدرتها على القيام بالمهمة بمفردها فتصب جام غضبها على الأبناء وتهمل رعايتهم وتقديم الحنان لهم فنشأ جيلا به كثير من القسوة .
انتشرت الالكترونات الكهرومغاطيسية و أشياء كثيرة ملوثة حولنا بسبب ذبذبات الإنترنت الغير مرئية وكذلك  انتشر التلوث السمعي والبصري . وأصبحنا نلهث والوقت قصير فأهملنا أشياءنا البسيطة والجميلة من السؤال عن بعضنا البعض والتواجد بالقرب ورؤية بعضنا حقيقة وليس عبر الشات فقلت في حياتنا الرحمة والرأفة أصبحنا مثل الآلات التي لا تشعر ولا تحب ولا تكره . وزادت الأنانية بين الأزواج  وحتى بين الإخوة وغابت عن حياتنا أشياء كثيرة لابد أن تعود من أجل أن نحب الحياة.
لقد أصبحنا نتعامل بعنف مع كل شئ وأنا بداخلي احساس يقول ان التعامل مع الحيوانات عن طريق المجزر الآلي والمحلب الآلي جعلنا نتغذى على طعام حصلنا عليه بالعنف فازداد العنف بداخلنا . وأن الحليب الصناعي الذي تعتمد عليه الأمهات حرم الأطفال من جرعات الحنان التي كانت تقدمها الأم مع الحليب في الرضاعة .فأفتقد الأطفال الحنان . لابد أن يقوم المسئولون عن التنمية البشرية وعلم الإجتماع وعلم النفس بالبحث المكثف للوصول لأسباب العنف بالمجتمع.  لابد أن نعمل بجدية لإنقاذ مجتمعنا من الظواهر الغريبة التي طرأت علينا  فبناء الوطن ليس تعمير أرضه فقط ولا بناء هياكله الخرسانية  ولكن بناء الإنسان فيه .لأن الإنسان هو البناء الأهم والذي ان صلح صلحت الحياة و عمرت الأرض .