الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيران تشيد بمشروع الشام الجديد|ماذا تريد طهران من التقارب المصري العراقي الأردني؟

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء العراقي والعاهل الأردني

بعد عامين ونصف العام من بلورة الفكرة و 11 شهر من إطلاق مشروع «الشام الجديد»  وما ترتب عليه من اجتماعات ضمت قيادات الدول الثلاث مصر والعراق والأردن، خرج المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، معلنا ترحيب بلاده بمشروع «الشام الجديد» بين العراق والأردن ومصر.

وأكد زاده في مؤتمر صحفي عقده عبر الانترنت، ترحيب بلاده الدائم بكل ما يساعد على تنمية دور العراق في المنطقة، مضيفا بأن «إيران تدعم أي مشروع يعزز السلام والاستقرار في المنطقة».

تغير الوضع الاقتصادى للدول الثلاثة

وفي هذا الصدد يقول أستاذ العلوم السياسية الأردني، الدكتور خالد شنيكات إن فكرة التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق تهدف لتغيير الواقع الاقتصادي في الدول الثلاث، لأن مصر والأردن لديهما احتياج للنفط والعراق بحاجة إلى الكهرباء وتحسين الإعمار والنقل.

وتابع شنيكات في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن «ربط الدول الثلاث ببعضها البعض يشكل حالة من التمايز فيما بينها مختلفة عن دول الجوار سواء إيران أو تركيا».

إيران تقدم تنازلات

وعن رؤية إيران للتعاون بين الدول الثلاث والتصريح الصادر عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، قال إنه «يمكن قراءة البيان بأكثر من طريقة، الطريقة الأولى أن إيران تخوض معركة مفاوضات مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة في برنامجها النووي، لذلك من الممكن أن تكون إيران تقدم تنازل بعدم التعرض لهذا التحالف، لأن هذا التحالف مدعوم من قبل الولايات المتحدة».

وأضاف: «يمكن أيضا القول بإن إيران تريد إثبات حسن النوايا تجاه مصر والأردن والعراق أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع توجيه الاتهام لإيران بضرب سفينة إسرائيلية في بحر العرب» معقبا: «تريد إيران أن تعبر للمجتمع الدولي إنها ترحب بالتعاون وتسعى إلى الاستقرار والسلام».

قوة النفوذ الإيراني بالعراق

وبالنسبة للطريقة الثانية لرؤية البيان الإيراني، قال شنيكات، إن «إيران لها دور قوي بالداخل العراقي ولها تأثير في البرلمان العراقي، ولا يستطيع أحد أن ينكر أنها القوة الأكبر والأكثر نفوذا على الساحة العراقية من خلال مليشيات الحشد الشعبي».

وتابع: «بالتالي يمكن تفسير البيان الإيراني وفقا للطريقة الثانية بأن أية محاولة من بغداد لتطوير العلاقة مع القاهرة وعمان يجب أن تكون من وجهة النظر الإيرانية، وسيكون الاتفاق وفق الإيقاع الإيراني ولن يخرج عن أية تغيير أو حسابات إيرانية، لأن إيران لديها تأثير كبير في البرلمان الإيراني وعلى الحكومة العراقية».

معاناة إيران اقتصاديا

وعن الرؤية الثالثة لتصريحات وزير الخارجية الإيراني، أوضح شنيكات، أن إيران في مرحلة تعاني فيها من حصار اقتصادي وعقوبات موقعة عليها من الولايات المتحدة، ولذلك في حال تم تنفيذ مشروع الشام الجديد وتنفيذ أنبوب النفط العراقي الذي سيمتد من البصرة مرورا بالأردن وصولا لمصر، من الممكن أن تصدر إيران النقط إلى مصر لأن هناك سيولة في العلاقات الإيرانية العراقية في منطقة الجنوب العراقي، وهناك إمكانية تصدير النفط ومن الممكن أن يكون هذا الأمر بشكل رسمي.

ولفت أنه «مع إمكانية العراق تصدير النفط سيوفر سيوله نقدية للعراق، وهذا أيضا يصب في صالح إيران؛ لأن الأموال التي ستأتي إلى العراق ستشتري بها الحكومة العراقية بضائع إيرانية، وستعود التجارة مع إيران في حالة توفر الأموال اللازمة».

وتابع: «من الممكن أيضا أن البيان الإيراني عبارة عن رسالة طمأنه لدول الخليج، أو ربما تكون إيران تعبر عن قوتها من خلال هذا البيان وتقول إنها قوية ولديها الثقة بالنفس في التعامل مع هذا الملف».

جدية التصريحات الإيرانية

وعن جدية التصريحات الإيرانية، قال شنيكات، إن ما يوضح جدية التصريحات من قبل الجانب الإيراني هو السلوك على الأرض، وكيف ستتعامل إيران فعليا مع التحالف الثلاثي؟، وكيف يسير التحول بين الدول الثلاث على الأرض؟، وهل هناك اتفاقيات أخذت طريقها للتنفيذ مثل الأنبوب الذي سينقل النفط العراقي إلى مصر أو الخط الكهربائي الذي سينقل الكهرباء من مصر إلى العراق؟.

اجتماع بغداد التاريخي

كان رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قد استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في قمة ثلاثية عُقدت في بغداد 27 يونيو الماضي، لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل الاستراتيجي بين البلدان الثلاثة، بهدف الاستمرار بإرساء عوامل الازدهار ومقومات التنمية، والارتقاء بالجهود المشتركة سعيا لتحقيق التكامل الاستراتيجي فيما بينهم.

وتسعى البلدان الثلاثة «مصر والأردن والعراق» من خلال هذا المشروع، إلى إنشاء مناطق مهمة للتبادل التجاري وتنفيذ مشاريع عملاقة ضمن اتفاقيات تركز على الطاقة الكهربائية والثروة النفطية للعراق.