الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جيش أديس أبابا يسقط|تحالف تيجراي وأورومو وجامبيلا ضربة قاضية لنظام آبي أحمد

هزيمة الجيش الإثيوبي
هزيمة الجيش الإثيوبي

نددت الحكومة الإثيوبية بخطورة التحالف بين جبهة تحرير تيجراي، وجيش تحرير أورومو التابع لأكبر منطقة في إثيوبيا، ووصفته بأنه تحالف مدمر.

وقالت بيلين سيوم، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إن البرلمان الإثيوبي أدرج المجموعتين العسكريتين على أنهما مجموعات إرهابية في مايو الماضي، وأن هذا الأمر ليس مفاجئا للحكومة الفدرالية، لأنها أشارت منذ عامين إلى أن جبهة تحرير تيجراي تستغل جبهة تحرير أورومو كناقل رسائل في مهمتها، كما أن المجموعتين اعترفتا بالتعاون بينهما.

واتهمت حكومة آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي جيش تحرير أورومو بارتكابه مذابح استهدفت شعب أمهرة، وهي ثاني أكبر مجموعة عرقية في البلاد، لكن الجيش نفى مسؤوليته عن تلك الأعمال.

ويضم جيش تحرير أورومو، بضعة آلاف من المقاتلين، وهو فرع من جبهة تحرير أورومو، وحزب معارض عاد قادته من المنفى بعد وصول آبي أحمد إلى السلطة عام 2018.

وخلال التقرير التالي يستعرض "صدى البلد"، أصول الأزمة الإثيوبية من بدايتها وحتى تحالف الأقاليم الإثيوبية للإطاحة بآبي أحمد.

جذور الأزمة

تعود جذور الأزمة إلى السنوات التي سيطرت فيها قيادات إقليم تيجراي على المناصب الحكومية قبل أن يأتي آبي أحمد إلي السلطة في عام 2018، ومنذ ذلك التاريخ عمل على تقليص نفوذ إقليم تيجراي وقادته، وبدأ صراع سياسي بين آبي أحمد والحكومة المركزية وتيجراي.

استمر الصراع في الغرف المغلقة حتى 4 نوفمبر من عام 2020، وبدأ الصراع عندما أمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بالبدء في تنفيذ عملية عسكرية ضد جبهة تحرير تيجراي، بعدما هاجمت الجبهة القاعدة العسكرية الشمالية، وكانت تلك العملية تهدف إلى تطهير الإقليم، ووعد آبي أحمد وقتها بتحقيق الإنتصار سريعا، وبالفعل نجحت قوات الجيش الإثيوبي في السيطر على ميكيلي في شهر نوفمبر، ودارت معارك شرسة بين الطرفين ارتكبت فيها القوات الحكومية مجازر وانتهاكات حقوقية

8 أشهر من الانتهاكات

استمرت المواجهات العسكرية الطاحنة لمدة 8 أشهر، ارتكبت فيها قوات آبي أحمد العديد من الانتهاكات الحقوقية ضد المدنيين في تيجراي، على امل إضعاف جبهة التحرير المسلحة، ولكن التفت العالم إلى أن آبي أحمد لا يقاتل الجبهة وإنما يضرب المدنيين/ وبحسب تقرير الأمم المتحدة فقد أدت الحرب إلى وجود 4 مليون إنسان يواجه الجوع الشديد وأكثر من 350 ألف يعيشون في ظروف مجاعة كارثية.

وقالت المنظمة الأممية في احصائياتها إنه يوجد 5.5 مليون شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويعاني 3.1 مليون إنسان من أزمة غذائية ومعيشية حادة، و 2.1 مليون أخرين في مرحلة طارئة وحالة ويحتاجون إلى الإغاثة.

أسلحة محرمة دوليا

وطبقا للتصريحات الصادرة عن النشطاء في تيجراي فإن آبي أحمد استخد أسلحة محرمة دوليا، مثل الأسلحة الكيميائية التي ألقتها الطائرات الحربية، كما تم تهجير شعب تيجراي من أرضه وسلب ونهب ممتلكاتهم.

اغتصاب نساء تيجراي

كشفت إحدى المسؤولات في الأمم المتحدة أمام جلسة بمجلس الأمن عن تعرض أكثر من 500 امرأة إثيوبية للاغتصاب، وقد أبلغت رسميا بتعرضهن للعنف الجنسي في تيجراي، من جانبه حذر الاتحاد الأوروبي من أن الصراع المسلح الذي شنه رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ضد إقليم تيجراي والانتهاكات التى قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

تبدل الأوضاع العسكرية

وبعد 8 أشهر من الإنتهاكات، تبدلت الأوضاع العسكرية، ومنذ بداية الصراعات لم تتمكن القوات الإثيوبية من تحقيق انتصارات ضد جبهة تحرير تيجراي، ولكنها اكتفت بالانتهاكات ضد سكان الإقليم، حتى أعلنت في 28 يونيو الماضي بوقف إطلاق النار من جانب واحد وغير مشروع.

وبدأ الصراع يدخل إلى مرحلة خطيرة، ونجحت قوات تحرير تيجراي في استعادة السيطرة على عاصمة الإقليم "ميكيلي"، وتمكنت من أسر 7 آلاف جندي إثيوبي ومطاردة القوات الحكومية المركزية إلى خارج الإقليم، واضطر الجيش الإثيوبي للانسحاب بعد الهزائم المذلة له.

لم تكتفي جبهة تحرير تيجراي، بالعمليات العسكرية لتحرير الإقليم من الجيش الإثيوبي، وسعت لتطوير وتوسيع نطاق المواجهات العسكرية مع الجيش الإثيوبي، وفتحت جبهات جديدة في ولاية عفر المجاورة لتيجراي، ونجحت في السيطرة على 3 مقاطعات في منطقة عفر خلال الأسابيع الماضية.

وقال دبرصيون جبر ميكائيل، زعيم جبهة تحرير تيجراي خلال تصريحات إعلامية، إن قوات تيجراي موجودة في عفر، وتعتزم استهداف قوات إقليم أمهرة المجاور والتى تقاتل لصالح الحكومة الإثيوبية، فيما أكد المتحدث باسم جبهة تحرير تيجراي على تويتر إن مقاتلي الإقليم ليسوا في حالة حرب مع عفر ولكن مع قادة إثيوبيا.

انضمام الأقاليم الأخرى

ظهرت خلال الأسبوع الماضي، جبهة جديدة معارضة للحكومة الإثيوبية المركزية في إقليم جامبيلا، وقالت الحركة التى أطلقت على نفسها "جبهة تحرير جامبيلا"، في بيان على مواقع التواصل الإجتماعي إنها تعلن التمرد ضد الحكومة التى يقودها آبي أحمد، مشيرة إلى أنها ستلجأ إلى القتال المسلح بعدما أثبتت الانتخابات العامة السادسة للبلاد، الوهم الذي يحاول آبي أحمد أن يقنع به الإثيوبيين من شعارات الشفافية وفي الحقيقة مارس المخالفات خلال تلك المرحلة.

وأضاف البيان أن إثيوبيا تأتي في المرتبة الأخيرة من حيث التنمية، والأولى من في الفساد وانعدام الأمن، ويبدو أن آبي أحمد غافلا أو منفصلا عن الواقع، مناشدا شعب جامبيلا بانه حان الوقت للتغير والتضامن للنضال من أجل الحرية وتحقيق التنمية الحقيقة ضد آبي أحمد والذي أرسل قواته لقتال الأشقاء في تيجراي.

واليوم نددت الحكومة الإثيوبية من التحالف بين جيش تحرير أورومو، و جبهة تحرير تيجراي، وهو ما يعتبر تطور خطير في المشهد العسكري والسياسي في اثيوبيا، وينذر باقتراب نهاية النظام الإثيوبي القائم، والبدء في علان مصالحة وطنية بين الأقاليم الإثيوبية، وبدأ مشهد سياسي جديد يخلو من آبي أحمد.