الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل التنسيق .. حكاية أول وأقدم جامعة في مصر والوطن العربي

جامعة القاهرة قديما
جامعة القاهرة قديما

مع إعلان نتيجة امتحانات الثانوية العامة، تبدأ مرحلة البحث عن مكتب التنسيق  الخاص بالقبول في الجامعات المصرية، مع استمرار حالة الترقب والقلق، ويبدأ البحث في تاريخ الجامعات للتعرف على تاريخ الجامعة أو الكلية التي سيلتحق بها الطالب، ويظل طلاب جامعة القاهرة على اعتقاد بأن جامعتهم هي الأقدم على مستوى الوطن العربي، قبل أن نصدمهم بأن جامعة القاهرة هي ثاني أقدم الجامعات في مصر، والثالثة على مستوى الوطن العربي.. وللحكاية أصل...

«الأزهر» الأولى عربيا و36 إفريقيًا

سجل التاريخ أن «الأزهر» أنشئ في أول عهد الدولة الفاطمية بمصر، جامعًا باسم «جامع القاهرة، الذي سمى الأزهر فيما بعد» حيث أرسى حجر أساسه في الرابع والعشرين من جمادى الأولى 359هـ/970م، وصلى فيه الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ثاني خلفاء الدولة الفاطمية صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان سنة 361هـ/972م، إيذانا باعتماده الجامع الرسمي للدولة الجديدة، ومقرا لنشر الدين والعلم في حلقات الدروس التي انتظمت فيه، وبدأها القاضي أبو حنيفة بن محمد القيرواني قاضي الخليفة المعز لدين الله، وحسب التصنيف العالمي من موقع «ويبو ماتريكس» لجامعات العالم فإن جامعة الأزهر تحتل المركز 36 في أفريقيا و2315 عالمياً بين الجامعات.

حلقات العلم داخل الجامع الأزهر

وعلى الرغم من كون الأزهر بدأ جامعا، إلا أنه مر بعدة خطوات قبل أن يصل لمرحلة الجامعة الشاملة المعروفة اليوم، وشهد عام 1872م إصدار أول القوانين المنظمة لطريقة الحصول على العالمية وموادها، وفي عام 1885م، تناول القانون تحديد صفة من يتصدى لمهنة التدريس في جامع الأزهر، وأن يكون قد انتهى من دارسة أمهات الكتب في أحد عشر فنا، واجتاز فيها امتحانًا ترضى عنه لجنة من ستة علماء يرأسهم شيخ الأزهر.

وفي بداية القرن العشرين استصدر قانون سنة 1908، وفيه تم تأليف مجلس عال لإدارة الأزهر برئاسة شيخ الأزهر، وعضوية كل من مفتي الديار المصرية، وشيوخ المذاهب الحنفي والمالكي والحنبلي والشافعي، واثنين من الموظفين، وفيه أيضا تقسيم الدراسة لثلاث مراحل: أولية وثانوية وعالية، ومدة التعليم في كل منها أربع سنوات، يمنح الطالب الناجح في كل مرحلة شهادة، و بصدور القانون رقم 103 لسنة 1961م تحول النظام التعليمي إلى النظم التعليمية الحديثة، وتوسع الأزهر في نوعيات وتخصصات التعليم والبحث العلمي للبنين والبنات على السواء، وضم إلى الكليات الشرعية والعربية كليات للطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم والتربية والهندسة، والإدارة والمعاملات، واللغات والترجمة ويتلقى طلابها قدرًا لا بأس به في العلوم الدينية، لتحقيق المعادلة الدراسية بينهم وبين نظرائهم في الكليات الأخرى. 

جامعة القرويين والجدل حول الأقدم

تقع جامعة القرويين في مدينة فاس، بالمغرب، وتعتبر ـ وفقًا لليونسكو ـ أقدم مؤسسة تعليم عالٍ وأول جامعة تمنح إجازة في الطب في العالم، ويُشِير إليها المؤرخون بأنها أقدم جامعة في العالم، وتُعد مؤسسةً تعليمية تابعة لجامع القرويين، الذي قامت ببنائه السيدة فاطمة بنت محمد الفهري القرشي عام 245 هجرية المُوافق 859 ميلادية، والذي أصبح فيما بعد واحدًا من المراكز الروحية والتعليمية الرائدة في العصر الذهبي للعالم الإسلامي، وقد بدأت الجامعة التدريس بعد بناء الجامع مباشرةً على شكل دروس وحلقات علم، وتطورت حتى أصبحت أول مؤسسة علمية تخترع الكراسي العلمية المتخصصة، والدرجات العلمية في العالم، وقد أُدمجت في نظام الجامعات الحكومية الحديث في المغرب في عام 1382 هـ/1963 م. كما أن تصميم وطراز المسجد يمثل العمارة المغربية والإسلامية التاريخية التي تضم زخارف متنوعة عديد لفترات مُختلفة من التاريخ المغربي.

جامعة القاهرة قديماً

سبب التأريخ بأن «جامعة القاهرة» هي الأقدم

كان النظام التعليمى الحديث من اهم التطورات التي شهدتها مصر في النصف الاول من القرن 19، وارتبط ارتباطا وثيقا بالمشروع السياسى النهضوى الذي ارسى دعائمه محمد على باشا «1805 – 1848» وقبل توليه حكم مصر لم تعرف مصر نظام تعليمى بالمعنى الدقيق، بل كان هناك الازهر وبعض المدارس الملحقة بالمساجد والكتاتيب بالمدن والقرى، لكنها جميعا لم تكن ذات نظام يصل بينها ويجعل منها وحدة تعليمية، كما كانت بعيدة عن سلطان الدولة ورقابتها، رغم انها استطاعت ان تقوم على تعليم اهل البلاد قرونا طويلة.

لكن هذا التنظيم لم يدم طويلا ففى عام 1841 تم فيه الغاء اغلب المدارس الابتدائية وانقاص اعداد تلاميذ المدارس الخصوصية «العالية» بما يتلائم مع حاجة الدولة إلى خريجيها، كموظفين. 

فؤاد الأول

وفى عهد الخديوي اسماعيل «1863 – 1879» استكملت مظاهر التبعية بفتح باب الاستدانة من المؤسسات المالية الأوروبية على مصراعيه، وحظى التعليم بقسط كبير من الاهتمام، وأنشات الحكومة المدارس وتحملت نفقات الدراسة، بما في ذلك مصاريف معيشة الطلاب، وأنشئ عدد من المدارس الابتدائية في مختلف انحاء البلاد من الاسكندرية شمالا إلى المنيا جنوبا، وأشرفت الحكومة على الكتاتيب «المكاتب الاهلية» كما أنشئت بعض المدارس التجهيزية «المتوسطة» والمدارس الخصوصية «العالية» فأنشئت «مدرسة الإدارة والألسن» عام 1868، التي أصبحت تعرف باسم «مدرسة الحقوق منذ 1886» ومدرسة الرى والعمارة، التي عرفت باسم «المهندسخانة عام 1866»، وغيرها من المدارس. 

وعندما تولى «على باشا مبارك» ديوان المدارس عام 1868، جمع عددا من المدارس الخصوصية «العالية» بسراى درب الجماميز، فخصص لكل مدرسة ناحية من السراى وأقام معملا مجهزًا للكيمياء والطبيعة ومكتبة عامة «دار الكتب الخديوية عام 1870» ومدرجا كبيرا تلقى فيه محاضرات عامة في مختلف فروع المعرفة، فكادت بذلك تتهيأ الفرصة لقيام جامعة مصرية، ولو قدر لهذه التجربة الاستمرار لكانت نواة لقيام أول جامعة مصرية حقيقية.

وعندما اعلنت سياسة الاحتلال البريطاني التعليمية عام 1893، التي ذهبت إلى عدم التزام الحكومة بتعيين خريجى المدارس المختلفة، قل اقبال التلاميذ على الالتحاق بالمدارس العليا على وجه الخصوص، كما حددت نظارة المعارف اعداد المقبولين بالمدارس بحجة الخشية من زيادة عدد الخريجين العاطلين، وزادت من المصروفات الدراسية بالمدارس العليا اعتبارا من عام 1905 للحد من الاقبال على التعليم العالى، وقصره على أبناء الأعيان وحدهم، ومن ثم جعل التوظف في الإدارة المصرية قاصرًا على النخبة الاجتماعية المتعاونة مع الاحتلال، وإبعاد أبناء الطبقة الوسطى الذين تركزت بينهم خميرة العمل الوطنى المعادى للاحتلال.

وفى مطلع القرن العشرين، أرتبط الكفاح الوطنى ضد الاحتلال بقيادة مصطفى كامل بمعارضة السياسةه التعليمية، والمطالبة بنظام تعليمى وطنى يتسع ليشمل الراغبين في طلب العلم من المصريين، وفى إطار تلك الحركة كانت الدعوة إلى تأسيس «الجامعة المصرية» بعد ما توفرت لمصر قاعدة عميقة الجذور من التعليم العالى، وتأسست الجامعة في 21 ديسمبر 1908، عرفت باسم جامعة فؤاد الأول، ثم جامعة القاهرة بعد ثورة 23 يوليو 1952، وتضم عدداً كبيراً من الكليات الجامعية، وتم تصنيفها عالميا عام 2021 في المركز 201 ضمن قائمة أكبر 500 جامعة على مستوى العالم.

جامعة القاهرة وجائزة نوبل

حصل 3 من خريجى الجامعة على جوائز «نوبل»، وهم الأديب الراحل نجيب محفوظ، والرئيس الراحل ياسر عرفات، والدكتور محمد البرادعي، كذلك تخرج منها الدكتور مصطفى مشرفة، والسير مجدى يعقوب، كما تخرج منها أيضا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

نجيب محفوظ