الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مواعيد العمل الجديدة

رغم مرور سنوات طويلة مازلت أتذكر أقامتى فى فندق هيلتون كليفيلاند فى غرفتى المطلة على الشارع , فزيادة فى حفاوة الاستقبال حجزوا لى غرفة كبيرة تطل مباشرة على واحد من أكثر شوارع المدينة حيوية , وكانت مفاجأة أول صباح لى فى الفندق هو أننى أستيقظت فى الخامسة صباحاً على أصوات أقدام الناس فى الشارع وهم ذاهبون الى أعمالهم , فضجيج الحركة بعد السكون على الارصفة العتيقة المغطاه بالبازلت كانت كوقع الطبل على الأذن , نظرت من الشباك لأرى ماذا يحدث , فوجدت الشارع يعج بالحيوية والنشاط وكأنه وقت الظهيرة فى القاهرة .

تذكرت هذا الموقف عندما قرأت عن مقترح الرئيس للعمل مبكراً , وهو مقترح معمول به فى كل دول العالم التى سبقتنا فى التقدم , وكان معمولاً به فى مصر عندما كنا نسبق العالم كله فى التحضر , وكان معمولاً به فى الجزيرة العربية عندما كان اليوم كله يبدأ بعد صلاة الفجر وينتهى بعد صلاة العشاء , حيث يذهب الناس بعدها الى السكون والنوم فى طمأنينة , وهو تقليد معمول به فى أمريكا ومعظم دول أوربا , حيث تغلق المحلات أبوابها مع غروب الشمس تقريباً بأستثناء بعض الاماكن السياحية التى يسمح فيها للمحال التجارية بالعمل حتى التاسعة مساءاً .

ولو راجعنا مواعيد شروق الشمس فى صيف مصر الحارق هذه الايام سنجده يدور حول الساعة الخامسة صباحاً , وفى الشتاء يدور حول الساعة السادسة صباحاً , والفجر فى الصيف فى حدود الساعة الرابعة صباحاً وفى الشتاء فى حدود الساعة الثالثة صباحاً , أى انه فى الصيف يستطيع أى أنسان ان يذهب الى مقر عمله فى السادسة صباحاً بعد حوالى ساعة من شروق الشمس , ويستطيع الذهاب الى عمله فى الشتاء فى الساعة السابعة صباحاً بعد مرور ساعة ايضاً من شروق الشمس .

لذا فأننى أعتقد ان دعوة الرئيس لتبكير مواعيد العمل تتناسب تماماً مع طبيعة المناخ الحار فى مصر اليوم , مما سيسمح للموظفين بالذهاب الى أعمالهم مبكراً والعودة مبكراً قبل أشتداد درجات الحرارة , ويتيح لهم أيضاً فرصة العمل مرة أخرى فترة مسائية من الرابعة عصراً وحتى التاسعة مساءاً , لمن يرغب منهم فى عمل أضافى فى نفس مكان عمله أو مكان آخر لزيادة دخله أو لتحسين مستوى معيشته .

هذا من ناحية تحسين مناخ العمل , أما من ناحية تحسين أحوال الموظف الصحية والنفسية ففيها فوائد لا تعد ولا تحصى ذكرها من هم أكثر منى علماً ودراية بالاثر الصحى والنفسى للاستيقاظ المبكر والنوم المبكر , وأحسب ان تعديل مواعيد العمل مبكراً لقطاع الموظفين فى مصر سوف يؤدى بالتبعية الى تحسين مواعيد نوم وأستيقاظ الابناء سواء كانوا فى مرحلة الدراسة أو قبلها , وسوف يؤدى أيضاً بالتبعية الى عملية ضبط تلقائى لمواعيد فتح وغلق المحال التجارية وغيرها من الانشطة بما يتناسب مع تبكير مواعيد العمل المبكرة , مما سيكون له أثر أيجابى عظيم على كل قطاعات الدولة دون أستثناء .

لذا أتمنى ان تبدأ الحكومة على الفور فى أجراءات تفعيل دعوة الرئيس بتبكير مواعيد العمل فى مصر , لتصبح فى السادسة صباحاً فى الصيف والسابعة صباحاً فى الشتاء .

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط