EN 
لا تزال الأجواء المتوترة تخيم على محيط مطار كابول، الذي شهد هجوما داميا قبل أيام، أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات بينهم أمريكيون، فيما حذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس من هجوم محتمل على المطار قبل يومين من انتهاء عمليات الإجلاء الأمريكية من أفغانستان.
وقال بايدن في بيان صدر مساء أمس إن "الوضع على الأرض يبقى بالغ الخطورة وخطر هجوم إرهابي على المطار يبقى مرتفعا"، مضيفا "أبلغني قادتنا بهجوم محتمل جدا خلال الساعات الـ24 إلى الـ36 المقبلة".
وبعد بضع ساعات، حضت السفارة الأمريكية في كابول جميع الأمريكيين على مغادرة محيط المطار، وهو تحذير تكرره منذ بضعة أيام "بسبب تهديد محدد وموثوق".
- مرور الحافلات الحائزة على تصريح
قبل بضعة أيام من الموعد النهائي في 31 أغسطس لاستكمال انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد حرب استمرت عشرين عاما، تشارف عمليات إجلاء الراغبين في الفرار من البلد الذي سيطرت حركة طالبان عليه على نهايتها في مطار كابول.
وتقول وكالة الصحافة الفرنسية، إن مقاتلين من طالبان مدججين بالسلاح كانوا يتنقلون اليوم على مدارج المطار وفي المباني التابعة له تحت أنظار جنود قوات المارينز المتمركزين على سطح محطة الركاب.
وأغلق مقاتلو طالبان كل الطرق المؤدية إلى المطار ولا يسمحون بالمرور سوى للحافلات التي تحمل تصريح دخول، كما تم رصد أكثر من عشر حافلات تنزل ركابا عند بوابة المطار الرئيسية.
وأجبر هجوم تنظيم داعش الإرهابي على المطار، طالبان والأمركيين على التعاون بشكل أوثق. وقال مسؤول في طالبان لوكالة الصحافة الفرنسية: "لدينا لوائح قدّمها الأمريكيّون (...) إذا كان اسمك على اللائحة، يمكنك المرور".
لكن لم يعد هناك حشود أمام مداخل المطار بعدما كان الآلاف ينتظرون منذ أيام خارج الموقع على أمل السماح لهم بالدخول والصعود في رحلة مغادرة، وفقا للوكالة.
وباشر مسؤولون أتراك محادثات مع طالبان للمساهمة في إعادة تشغيل المطار. وقال الرئيس التركي إن طالبان تعتزم الإشراف على الأمن فيه واقترحت على أنقرة تولي العمليات اللوجستية.
وفي مواجهة سيل الانتقادات في الولايات المتحدة والخارج لإدارته للأزمة الأفغانية ولعملية الانسحاب من البلد، أكد بايدن مجددا تمسكه بالمهلة المحددة للجسر الجوي، بعدما دعا الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي بعد الاعتداء إلى مواصلة عمليات الإجلاء رغم كل شيء.
- انتهاء عمليات الإجلاء البريطانية
انتهت السبت عمليّة الإجلاء البريطانيّة من أفغانستان، مع إقلاع آخِر طائرة نقلت آخر العسكريين المتبقين.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن ما يصل إلى 1100 أفغاني مؤهلين للإجلاء إلى بريطانيا بقوا في البلد، فيما أكد قائد القوّات المسلّحة البريطانيّة الجنرال نيك كارتر أن لندن ستستقبلهم إذا تمكنوا من مغادرة البلاد بوسيلة أخرى بعد انتهاء المهلة، معتبرا أن "عدم التمكن من إخراج الجميع أمر مفجع".
وأعلنت فرنسا وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا والسويد الجمعة أنها أنهت رحلات الإجلاء، على غرار ألمانيا وهولندا وكندا وأستراليا قبلها.
