الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غيرت اسمها بالأمر وتطلقت بسبب الولد .. محطات قاسية في حياة الملكة فريدة

زواج الملك فاروق
زواج الملك فاروق والملكة فريدة

رغم ما نعمت به من حب وحياة ملكية فخمة حلمت بها كل فتاة في فترة حكم العائلة الملكية لمصر، إلا أن هذا الحلم لم يكتمل، وتغيرت حياة الملكة فريدة تماماً بعد طلاقها من الملك فاروق، حيث تحل اليوم ذكرى ميلاد الملكة فريدة في 5 سبتمبر 1921 . 

 

الملكة فريدة اسمها الحقيقي صافيناز ذو الفقار، ولدت في مدينة الأسكندرية بمنطقة جناكليس، وهي تنتمي لعائلة ذو الفقار المصرية العريقة، والتقت بالصدفة بالملك فاروق وأعجب بها من النظرة الأولى لكنه لم يتعجل في قرار الارتباط بها بل أقام رحلة برفقة شقيقاته وأسرته واصطحبوا فيها صافيناز للتعرف عليها بشكل أكبر . 

تعرف الملك فاروق على صافيناز للمرة الأولى وكان عمرها 15 عاما فقط، حين ذهبت بصحبة والدتها إلى القصر الملكي فور عودة فاروق من إنجلترا بعد وفاة والده فؤاد لكي تلتقي بصديقتها الملكة نازلي، وتلتقي هي بصديقتها فوزية شقيقته، وهناك وجدت عددًا من الفتيات الأخريات في مثل سنها ولم تكن تعرف وقتها أن الملكة نازلي وشقيقات الملك يبحثن عن عروس لفاروق.

 

 وأمام حمام السباحة أخذن يضحكن ويمزحن ويسبحن سعيدات بالجو الملكي وفجأة ظهر فاروق وصاحت الفتيات الملك واتجهن حيث يقف إلا هي فقد وقفت في مكانها، بل وابتعدت عن المكان الذي يقف فيه فاروق، ووجدته يترك جميع الفتيات ويتقدم إليها حيث تجلس والدتها وسألها عمن تكون فقالت له إنها ابنتي صافيناز، فحياها بإيماءة من رأسه ثم انصرف. وقتها كان سنها خمس عشرة سنة وكانت مازلت طالبة في المدرسة.

رحلة الحب

كانت فريدة تستعد لأداء الامتحان، في هذا الوقت تلقت والدتها دعوة من الملكة نازلي لقضاء هذه الرحلة التي استمرت أربعة شهور اختبارًا لها عن قرب، كان فاروق وأسرته يودون أن يعرفن طباعها وتصرفاتها، و كانوا يذهبون يوميًا للتريض، أو يقوموا بالأنزلاق على الجليد، وكذلك أعدوا برنامجًا لزيارة مختلف أنحاء سويسرا والاطلاع على الحياة فيها.

 

كان فاروق بصحبتها مع شقيقاته في برنامجه اليومي المحدد، كانوا يذهبون للتجول ولزيارة الأماكن، وزيارة المصانع، وكذلك كان معهم مدرسون ليعلموهم اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية. 

 

وقالت الملكة فريدة عن هذه الرحلة : " في هذه الرحلة تعرفت على فاروق وأحببت الملك حبًا جمًا، قلبي كان يخفق بحب فاروق وقد كان لطيفًا ودودًا وعشت حوالي مائة وعشرون يومًا طائرة على جناج الحب. أصبحت استحوذ على كل اهتمام فاروق ولحظتها ولد الحب في سان مورتيز ". 

زواج فاروق وصافيناز

بعد العودة من الرحلة الملكية بأسابيع وبعد حفل تتويج الملك حضر فاروق إلى قصر فريدة بالإسكندرية ليطلب يدها لتكون زوجة له، أمّا والدها فقد ينظر إليها بأنها مازلت طفلة في السادسة عشر، وبعد إلحاح وافق على الخطبة على أن تمتد الخطبة لسنوات ويكون الزواج بعد ذلك، لكن فاروق صمم على أن يتم الزواج بسرعة وأن ستة شهور كافية للاعداد للزواج وبعدها يتم عقد القران.

 

 انتقلت من الإسكندرية بناء على طلب فاروق إلى القاهرة، واختار لأسرتها قصرًا في ضاحية مصر الجديدة لإقامتهم وهو قصر الفريد بك شماس وهو من أفخم وأجمل القصور، وكان فاروق يحضر لزيارتهم كثيرًا. لم تمتلك عائلتها القصر فبعد الزواج عاد القصر مرة أخرى لصاحبه الفريد شماس بل وكانت إقامة مؤقتة للانتهاء من إعداد مراسم الزواج.

 

وفي يوم الخميس 20 يناير سنة 1938 ثم عقد القران بقصر القبة، فكان زواجهما عيدًا لكل فرد من أفراد الشعب والمساجد والكنائس والشوارع والميادين كانت تسبح في الترنيمات والأضواء وأصبحت ليالي القاهرة والمحافظات نهارًا ممتدًا بل إن نهر النيل كان يغمره ليل نهار في العوامات والذهبيات والقوارب والفنادق على شاطئ يغمره الضياء والزينات والاحتفالات من كل الطوائف.

 

 خرج الجميع ليظهر حبه وولاءه، حتى الشركات والمنازل فكل بيت مزين بالورود وعناقيد الكهرباء، و استمرت الاحتفالات الرسمية ثلاثة أيام وثلاث ليالِ.

غيرت اسمها من صافيناز الى فريدة كما اوصى الملك فؤاد الاول بأن كل من ينتمى الى العائلة المالكة يبدا اسمه بحرف الفاء، ثم أنجبت من الملك فاروق ثلاثه بنات هن الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية، وكانت محبوبة من الشعب المصري، لكن طلقها الملك فاروق عام 1948 لأنها لم تنجب له الولد، وكان طلاقهما من أسباب تراجع شعبية الملك بين أبناء الشعب.

 

بعد ولادتها لـ الثلاث أميرات، بدأت علاقتها بالملك فاروق تتغير، واتسعت بينهما هوة الخلاف ، وأصبحا زوجين أسمًا فقط،حيث لم ترزق بولي العهد الذي سيحمل اسم الملك فاروق، وأصبحت تراه في مناسبات مثل عيد ميلاد البنات، وكان فاروق دائم السهر  وبدأ كل منهما يتجاهل الآخر، فراحت تعتني بتربية الأولاد.

طلاق الملكة فريدة والملك فاروق

طلبت الطلاق لأني أحب فاروق .. هكذا قالت الملكة فريدة عن انفصالها عن الملك فاروق، فبعد أن تغيرت حياتها تماما داخل القصر ولم تعد تتحمل تلك المعيشة ، قررت طلب الطلاق من الملك،  فقال لها أنها عصبية ومكتئبة ولابد أن تسافر لتهدأ، فقالت له إنها في أحسن حالاتها وإنها اتخذت القرار بعد تفكير طويل.

 

وفي 1948 انفصل الملك فاروق والملكة فريدة ، وبعد الطلاق استردت فريدة اسم صافيناز، و تلقى الناس الخبر بوجوم وحزن وغضب واستياء، وبذلك خسر فاروق الكثير بطلاقها إذ كانت تمثل رمز النقاء والشرف أمام المواطنين داخل القصور الملكية. 

 

ومنذ طلاقها أصبحت فريدة مثلًا عاليًا لبنات جنسها وللزوجات اللاتي يرفضن الحياة الناعمة وأهداها فاروق قصرًا عند طلاقها لتعيش فيه بالقرب من الأهرام، كانت تجلس كل يوم في شرفة وأمامها نيل مصر والهرم.

بعد الطلاق كان يتقدم إليها الكثيرون يطلبون يدها للزواج، ولكنها كانت ترفضهم واحدًا بعد الآخر، و تقدم لها أمراء وشخصيات أخرى عظيمة مصرية وعربية وغيرهم رجال كثيرون من مصر ومن دول مختلفة فكانت تعتذر بلطف ومجاملة.

 

وقالت الملكة فريدة عن هذا الأمر :" لقد تزوجت الملك ولم أوفق، ومن تتزوج الملك من الصعب عليها أن تتزوج شخصًا آخر..هكذا كان قراري على الرغم من العروض الكثيرة والأموال الوفيرة والإغراءات الكبيرة " . 

ظلت صافيناز ذو الفقار مقيمة في مصر حتى عام 1963 سافرت بعدها إلى لبنان وسويسرا وباريس وأقامت فيها، وفي عام 1982 عادت إلى مصر وعاشت فيها حياة عادية في إحدى شقق القاهرة، كما أقامت معرضًا فنيًا بعنوان ألف رؤية ورؤية وتوفيت في القاهرة بعد اصابتها باللوكيميا ودفنت فيها.