الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا يتحقق إلا بالدعاء.. وزير الأوقاف يكشف أسرار لباس التقوى

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

كيف يتحقق لبـاس التقـوى.. كشف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، المغزى والمراد من قوله تعالى "ولباس التقوى"، حيث تحدث الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عن لباس التقوى فقال :" وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ " (الأعراف:26) يقول بعض المفسرين : لباس التقوى هو خشية الله تعالى ، وقال بعض المفسرين :هو الإيمان، والعمل الصالح و السمت الحسن ، و هو ذلك كله . 

 

كيف يتحقق لبـاس التقـوى

وتابع وزير الأوقاف، أن الله (عز وجل) أمرنا أن نتقيه في أقوالنا وأفعالنا فقال سبحانه وتعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا "(الأحزاب:70)، ويقول سبحانه:" وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"(النساء :9)، ويقول سبحانه:" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" (آل عمران: 102) ويقول سبحانه:" يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْمًا لَّا يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيْـئًا إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوةُ ٱلدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم باللَّهِ ٱلْغَرُورُ "(لقمان :33) .    

وبين وزير الأوقاف أن التقوى كما عرفها الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) هي : الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل ، وسُمِّيَ المتقون بالمتقين لأنهم اتقوا مالا يتقيه غيرهم ، وعن عطية بن عروة السعدي (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " لاَ يَبْلُغُ الْعَبدُ أنْ يَكُونَ منَ المُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لَا بَأسَ بِهِ ، حَذَرًا مِمَّا بِهِ بَأسٌ " (رواه الترمذي) .

وأكد وزير الأوقاف أن المتقون في معية الله وكنفه وحفظه ورعايته، حيث يقول سبحانه وتعالى :" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ" ، وتحدث القرآن الكريم عن جزاء المتقين وعاقبتهم في الدنيا والآخرة يقول الحق سبحانه : " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " (الطلاق :2 - 3 ) ، ويقول سبحانه : " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا "(الطلاق : 5) ، ويقول سبحانه : "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " (يونس 64:62).

ويقول سبحانه : " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ" (فصلت : 30 – 32 ).

 وأكد وزير الأوقاف على أن لباس التقوى لا يتحقق بالادعاء ، كما أنه ليس لباسًا حسيًّا يُشترى بالمال، إنما هو سلوك إيماني دقيق يضع صاحبه على ميزان الاستقامة والقسطاس المستقيم ، فلا يغش ولا يخدع ولا يخون ولا يغدر ولا يكذب بل على العكس من ذلك كله ، لا نراه إلا في طاعة الله وفي قضاء حوائج الناس وحب الخير لهم حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):" لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" (أخرجه البخاري) .   

وشدد وزير الأوقاف على أن التقي الحقيقي هو من يتقي الله في سره وعلنه ، في عسره ويسره ، في مكرهه ومنشطه ، في أهله ووطنه وعمله، ويعطي كل ذي حق حقه.