الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تلاعب لصالح الصين.. فضيحة تهز سمعة مديرة صندوق النقد الدولي

اتهامات لجورجيفا
اتهامات لجورجيفا بالتعاون لصالح الصين

تخاطر "كريستالينا جورجيفا" بتقويض سلطتها كرئيسة لصندوق النقد الدولي، بعد اتهامها بالتأثير على تقرير لصالح الصين عندما كانت تعمل في البنك الدولي.

 

فضيحة دولية

وقالت صحيفة بوينس آيريس تايمز، أن الأمر يدخل ضمن نطاق الفضيحة الدولية، فــ"كريستالينا جورجيفا" تضر بسمعتها كرئيسة لصندوق النقد الدولي، وذلك قبل أسابيع فقط من الاجتماع السنوي لرؤساء المنظمات المالية العالمية.

 

 

وتبدأ القصة من عن البنك الدولي، الذي دخل في صراع مع كريستالينا جورجيفا، متهمًا إياه بعد تحقيق لشركة محاماة عينها البنك، بأنها مارست ضغوطًا على موظفي البنك لتعزيز تصنيف الصين في تقرير ممارسة الأعمال في 2018.

 

وكانت جورجيفا تشغل منصب الرئيس التنفيذي للبنك الدولي وقت صدور التقرير الذي حسن تصنيف الصين إلى المركز 78، ويقيس سهولة وشفافية الأعمال في اقتصاد كل دولة.

 

وتسبب التحقيق في استدعاء جورجيفا إلى لجنة الأخلاقيات في صندوق النقد الدولي، والتي ستصدر بدورها توصيتها للصندوق لاتخاذ إجراءات ضدها في حال تورطها.

 

إنكار جورجيفا

وقالت جورجيفا يوم الخميس الماضي، إنها تختلف "بشكل أساسي" مع النتيجة - التي توصلت إليها شركة محاماة خارجية تعمل مع البنك الدولي - بأنها مارست ضغوطًا على موظفي البنك لتعزيز تصنيف الصين في التقرير الاقتصادي حول ممارسة الأعمال في 2018، وأبلغت مجلس إدارة صندوق النقد الدولي بالادعاءات، وذكرت إنها خاطبت موظفي الصندوق يوم الجمعة الماضي، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

 

أصل التهمة ضد جورجيفا

ووفق صحيفة بوينس آيريس تايمز، فإن جوهر التهمة هو ممارسة "ضغوط لا داعي لها" على موظفي البنك الدولي لتعديل التصنيف في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال لعام 2018 عندما كانت تعمل كرئيسة تنفيذية، وذلك في أحدث سلسلة من الفضائح الذي تهدد مصداقية التقرير في السنوات الأخيرة.

جورجيفا 

وبسبب هذه الفضيحة والكلام الكثير المثير حولها والطعن في منهجية التقرير، التي تقيس سهولة وشفافية العمل في اقتصادات الدول، أعلن البنك الدولي أنه سيتوقف عن إصداره.

 

لكن بالنسبة لجورجيفا البالغة من العمر 68 عامًا، فقد تكون بداية التحقيق معها بداية لأشياء أخرى.

 

تعليق الخارجية الأمريكية

وحول الاتهام، علقت وزارة الخزانة الأمريكية، وقالت إن الاتهامات خطيرة، وأنها لذلك تقوم "بتحليل التقرير".

 

 وتمتلك الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) على قرارات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. يمكن للمشرعين الجمهوريين استخدام هذه القضية لتجديد الانتقادات حول أمر التوسع في موارد صندوق النقد الدولي تحت قيادة جورجيفا.

 

رد الخارجية الصينية

بينما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في مؤتمر صحفي دوري في بكين :إن البنك الدولي يجب أن "يتبع الإجراءات الداخلية للمراجعة للتحقيق في القضية لتوفير حماية أفضل لمهنية وسلطة تقرير ممارسة أنشطة الأعمال وسمعة البنك الدولي و أعضائه".

وقال إن حكومة الدولة الصينية "تولي أهمية كبيرة لتحسين بيئة الأعمال وهذا الإنجاز يشهده الجميع".

 

أسئلة جادة

وحول ذلك، قالت النائبة الأمريكية فرينش هيل ، وهي عضوة جمهورية من أركنساس وأحد أكثر المنتقدين في الكونجرس صراحةً لإصدار تقرير احتياطيات صندوق النقد الدولي الشهر الماضي "إن التقرير يثير أسئلة جدية حول دوافع جورجيفا خلال فترة عملها في البنك الدولي".

 

وذكرت: "إذا كانت هذه المزاعم صحيحة ، فعلى مجلس إدارة صندوق النقد الدولي أن يقيّم على وجه السرعة خدمتها في أعلى منصب بالصندوق".

 

وأضافت هيل، التي تشغل عضوة لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب  "إنه سيطلب من وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين تقييم التقرير وتقديم رأيها إلى الكونجرس".

 

ولفتت هيل إلى إن "الأسواق المالية وصانعي السياسات يعتمدون على خبرة المقرضين متعددي الأطراف وهذه السمعة الآن تلطخ".

لقاء سابق بين مديرة الصندوق والرئيس الصيني 

قلق عالمي

من جانبه،  قال جاستن سانديفور ، الزميل الأول ومراقب البنك الدولي في مركز التنمية العالمية، وهو مؤسسة فكرية :"إن التقرير قد يؤثر في نهاية الأمر على علاقة جورجيفا بأعضاء صندوق النقد الدولي".

ذكر سانديفور: "صندوق النقد الدولي مسؤول عن ضمان سلامة إحصاءات الاقتصاد الكلي الدولية ومحاسبة الدول على سلامة بياناتها". 

أضاف "هذا التقرير قام بإتهام جورجيفا بالجرم المشهود ، وإنها قامت بنشاط ضار تلاعبت خلاله بالبيانات لأغراض جيوسياسية.. بالنسبة لي يعد هذا أمرًا مروعًا".

ووفق ما قاله  بول رومر ، الحائز على جائزة نوبل والذي كان كبير الاقتصاديين بالبنك الدولي حتى مغادرته في أوائل عام 2018 - بعد خلاف مع كيم وجورجيفا - في مقابلة لصحيفة وول ستريت جورنال :"إن الصين مارست ضغوطًا في كثير من الأحيان على موظفي البنك لتغيير مسودة التقارير".

وكان انتقاد رومر ، هو الذي أدى إلى التحقيق  من قبل البنك الدولي في التقرير والسياسة المحيطة به.

ذكر بول رومر “كان ينبغي أن يكون ترتيب الصين في تقرير 2018 ، الذي صدر في أكتوبر 2017 ، أقل بسبع مراتب - في المركز 85 وليس 78”.

نزاهة صندوق النقد الدولي

أشرفت جورجيفا ، أول رئيس لصندوق النقد الدولي ينحدر من سوق ناشئة - بلغاريا - على توسع تاريخي في الأصول الاحتياطية لأعضاء صندوق النقد الدولي ، بقيمة 650 مليار دولار أمريكي ، بهدف مساعدة البلدان على التعامل مع الديون المتزايدة وتداعيات كوفيد -19.

التحقيق يقوض مستقبل مديرة الصندوق