الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة الغواصات .. لماذا تقلق أمريكا من غضب فرنسا؟

أزمة الغواصات.. لماذا
أزمة الغواصات.. لماذا يجب على أمريكا أن تقلق من غضب فرنسا؟

عبرت فرنسا عن أشد الغضب بسبب "أزمة الغواصات" مع الولايات المتحدة وأستراليا، ولديها أيضا ما يكفي من الإمكانات لتمنع أمريكا من الاستفادة من انتصارها الدبلوماسي في كل من أوروبا والمحيط الهادئ.

وحذرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية الولايات المتحدة الاستهانة من غضب فرنسا بسبب اتفاقية الغواصات النووية مع أستراليا، داعية الرئيس الأمريكي جو بايدن للحوار مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لحل الخلاف.

وقالت في تقرير لها إن فرنسا تحمل الآن ضغينة مشروعة ضد شركائها في أستراليا بسبب طريقة معاملتها، وضد واشنطن لتجاهلها التام المصالح الفرنسية.

ورغم أن فرنسا قد تكون تبالغ في رد فعلها تجاه إلغاء صفقة الغواصات، لكن غضبها له مبرر لأن الطريقة التي تم بها رفض الاتفاق غير مبالية في أحسن الأحوال.

كما حذرت المجلة من أن "أزمة الغواصات" ستلقي بظلالها على قمة حلف الناتو المقبلة، موضحة أنه رغم أن فرنسا  قد لا تكون قوة عالمية وأقل أهمية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ من أستراليا، لكنها تملك إمكانات حقيقية وقوية في أوروبا.

وتعد فرنسا قوة مقيمة في المحيط الهادئ، حيث يعيش 1.6 مليون فرنسي في أقاليم ما وراء البحار مثل نيو كاليدونيا وبولينيزيا الفرنسية واليس وفوتونا، وكذلك منطقة اقتصادية كبيرة جدا تمثل ثلاثة أرباع إجمالي مساحة فرنسا.

واعتبر التقرير أن فرنسا هي أفضل رهان لأمريكا إذا كانت تريد أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا كحليف في المنطقة.

ما أهمية صفقة الغواصات؟

ربما يعتبر الأمريكيون أنه من السهل رفض عقد تجاري، لكن صفقة الغواصات كانت مهمة للغاية بالنسبة لفرنسا لأسباب عدة، منها تطوير صناعة الأسلحة الفرنسية والحفاظ على المعايير العالية للجيش.

كما تسمح الصفقة لفرنسا بالحصول على امتيازات كبيرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وبحسب المجلة، فإن إخراج فرنسا مما يسمى "صفقة القرن" يعرض صناعة الدفاع الفرنسية للخطر ويفتح الباب أمام التشكيك في الأمريكان.

ورغم أنه سيكون من الصعب التعامل مع فرنسا لبعض الوقت، لكن واشنطن لديها خيارات عدة لنزع فتيل الأزمة.

ومن بين الخيارات أنه على واشنطن أن تحاول إشراك باريس بشكل أفضل في نظام التعاون الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وأشارت المجلة إلى أن الإدارة الأمريكية يمكن أن تعمل على ضم فرنسا لتحالف "أوكوس" لكن الخطوة قد تؤدي لنتائج عكسية في هذا الوقت.

وقالت في تقريرها إن أمريكا حققت انتصارا دبلوماسيا مهما بتوقيع صفقة الغواصات مع أستراليا، لكنها الآن بحاجة إلى البناء عليها لتقوية شراكاتها الأكبر.

وأشارت إلى أنه يتعين على الرئيس جو بايدن أيضًا الجلوس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتحدث عن إطار العمل الأمني ​​في أوروبا.

وأكدت أنه بدون ذلك فإن الصين ستحظى بفرصة لإضعاف التحالفات المتبقية للولايات المتحدة، وأن المحادثة الهاتفية بين بايدن وماكرون هي خطوة أولى، لإجراء مزيد من المحادثات في هذا الملف.

وكانت أستراليا وقعت مع فرنسا، عام 2016، صفقة غواصات ضخمة تبلغ قيمتها نحو 90 مليار دولار، مقابل 12 غواصة، قبل أن تلغي أستراليا الصفقة وتستبدلها بأخرى أمريكية.

واتهمت فرنسا كل من أستراليا والولايات المتحدة بـ"الكذب والازدواجية"، بينما اعتبرت بريطانيا "انتهازية" على خلفية إلغاء كانبيرا عقداً ضخماً مع باريس لتسلم غوّاصات منها، معتبرة أن ما حدث يمثل "أزمة خطيرة" بين الحلفاء.

وفي هذا السياق، قال البيت الأبيض، اليوم الاثنين، إن الولايات المتحدة ليس لديها خطط للتخلي عن اتفاق تزويد أستراليا بالغواصات النووية.

وأضافت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيجري اتصالا مع الرئيس الفرنسي خلال الأيام المقبلة.

وتابعت "نسعى لمناقشة تعاوننا مع فرنسا ومصالحنا في منطقة الهندي والهادئ في اتصال بين بايدن وماكرون".

وأشارت إلى أن بايدن سيؤكد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التزام واشنطن بالتعاون مع فرنسا كأحد أقدم حلفاء الولايات المتحدة.