الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مواقف في حياة صياد الكلمة.. كيف انتهت صداقة سيد حجاب والأبنودي ولماذا؟

صدى البلد

«يالا بينا تعالوا نسيب اليوم فى حاله.. وكل واحد مننا يركب حصان خياله.. هانهرب من النهارده ونهرب من المكان».. تلك كلمات شاعر الإنسانية، وصياد الكلمة سيد حجاب، التي تغنى بها الفنان محمود عبد العزيز في فيلم «الكيت كات»، بعدما لجأ المخرج داود عبد السيد، للشاعر سيد حجاب ليعبر عن وجهة نظره الإنسانية الشفافة دائمًا لتوثيق أعماله بصورة غنائية، من خلال تتر الفيلم، فكان هو شاعر المبادئ والقيم، حيث استطاع سيد حجاب أن يكون شاعر السهل الممتنع، فاستساغ الجمهور أشعاره وما كتبه من أغنيات بصورة بسيطة. 

81 عاما مرت على ميلاد الشاعر الكبير سيد حجاب، الذى طالما تغنى الناس بأغنياته وتتراته، فأصبح شاعرا للبسطاء، إذ ولد فى 23 سبتمبر عام 1940، وتميز بكتابة أشعاره باللهجة العامية المصرية للكثير من الأعمال الدرامية والتليفزيونية المصرية.

برنامج إذاعي يفرق بين حجاب والأبنودي

ارتبط الشاعر الكبير سيد حجاب، بالعديد من الصداقات داخل الوسط الثقافي، فكان أول من تنبأ بمستقبله الشاعر الكبير صلاح جاهين، كذلك كانت له صداقات مع عدد من كبار شعراء العامية الآخرين، مثل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، والخال عبد الرحمن الأبنودي.

وبدأت علاقة الصداقة بين الخال وحجاب فى منتصف الستينيات من القرن الماضى، حيث احتفى المثقفون بأول ديوان لـ«حجاب» بعنوان «صياد وجنية»، وشاركه الاحتفال الأبنودي، وفى إحدى ندوات القاهرة التقى حجاب والشاعر عبد الرحمن الأبنودي، ونشأت بينهما صداقة بعد هذا اللقاء، ثم تعرف إلى أستاذه الثالث صلاح جاهين، الذى تنبأ له بأنه سيكون صوتا مؤثرا فى الحركة الشعرية.

وشاءت الأقدار أن يتم اختيار الثنائي حجاب والأبنودي لتقديم برنامج إذاعي شعري، وهو "بعد التحية والسلام"، حيث يقدماه بالتناوب، كل منهما يقدمه 15 يوما، وبعد فترة انفصلا وبدأ كل منهما يقدم برنامجا منفصلا.

لكن يبدو أن البرنامج شهد بداية الخلافات وانقسام الآراء بين حجاب والأبنودى، وهو ما حكى عنه الأول بعد أن تطور الخلاف بينهما فى عمر متأخر، حيث قال عن علاقته بالأبنودى: «قد أدركنا أن طرقنا اختلفت فى الدنيا، فتباعدنا دون عداء ودون إدانة ودون رفض»، إلى أن جاءت الأيام الأخيرة لـ«الأبنودى» فى محنة المرض لتهدم سور الخلافات بين الشاعرين الكبيرين.

 

اختلاف الكبار ينتهي باحترام

قال الشاعر إبراهيم داوود، عن علاقة الأبنودى بسيد حجاب: "هم أصدقاء فى الأساس، واختلفوا بعض الشىء وعادوا رحمة الله عليهم جميعاً، حتى فى وقت خناقاتهم كان كل منهم يقدر الآخر ويحترمه، لأنهم شعراء كبار ولم يستخف أحد منهم بالثانى، ولم يقل أحد منهم على شعر الآخر إنه سيئ حتى لو اختلف معه، وفى السنوات الأخيرة من حياتهم أدركا أن هذه الأمور كانت عبثية".

حكاية رحلة لم تتم للسد العالي وميلاد «حراجي القط»

يروي الكاتب محمد توفيق، في كتابه «الملك والكتابة: قصة الصحافة والسلطة فى مصر»، أنه فى فترة بناء السد العالى، ذهب عبد الرحمن الأبنودي وصديقاه سيد حجاب وسيد خميس، لزيارة وزارة السد العالى، حيث كانت فى نفس الشارع الذى يسكن فيه «الأبنودى» وكان وقتها «حجاب» قد نشر قصيدة جديدة فى جريدة الأهرام، وعندما وصل الثلاثة إلى الوزارة وجدوا الموظف المسئول عن رحلات السد فى الوزارة، محتفظا بقصيدة "حجاب" تحت زجاج مكتبه، فعندما شاهدوا ذلك، قالوا «كده ضمنا إننا هانروح السد العالى مرتاحين».

لكن عندما طلبوا من الموظف الذهاب إلى السد ليكتبوا عنه، قال لهم «لا تتفاءلوا كثيرا، إحنا مش فى الاتحاد السوفيتى الذى يرسل الشعراء والكتاب إلى المشاريع القومية، وأنصحكم بأن لا تحاولوا مرة أخرى، فلن تذهبوا»، وبالفعل تم رفض الزيارة، وعاد الثلاثة، لكن الأبنودى كرر المحاولة، وسافر إلى السد العالى حين كانت الرحلة تستغرق يومين، ومكث مع العمال من أبناء قريته «أبنود» سبعة عشر يوما، وعاد من تلك الرحلة الشاقة بديوان «حراجى القط.. العامل فى السد العالى».