الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مد يد العون| واشنطن تلجأ إلى القاهرة لحل أزمات المنطقة.. قراءة تحليلية

العلمان المصري والأمريكي
العلمان المصري والأمريكي

تحسنت العلاقات المصرية الأمريكية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة وخاصة بعد اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس عبد الفتاح السيسي وإشادته بنجاح مصر في وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل في الحرب الأخيرة التي خلفت دمارا كبيرا في قطاع غزة.

ومنذ تحسن العلاقات المصرية الأمريكية بدأ المسئولون الأمريكان في زيارة لمصر ولقائهم بالرئيس السيسي والقيادات المصرية وزيادة التعاون خاصة على المستويين الأمني والاستخباراتي وتبادل المعلومات بين الجانبين في سبيل تحقيق الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة.

استقبال السيسي لمستشار الأمن القومي

وكان آخر هذه اللقاءات استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، وفدا أمريكيا رفيع المستوى برئاسة مستشار الأمن القومي الأمريكي ضمن الجولة التي يقوم بها المسؤول الأمريكي بالمنطقة التي شملت أيضا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، أن اللقاء شهد التباحث حول مجمل مستجدات القضايا الإقليمية، خاصة تطورات الأوضاع في كل من ليبيا وتونس وسوريا واليمن والعراق، حيث تم التوافق على تكثيف التنسيق المشترك بين الجانبين ومع الشركاء الدوليين بشأن الترتيبات المتعلقة بالانتخابات المقبلة في ليبيا، وكذا ملف سحب القوات الأجنبية والمرتزقة، وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية.

العلاقات المصرية الأمريكية

ومن جانبه قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن العلاقات المصرية الأمريكية علاقات استراتيجية ثابتة ومتينة وتاريخية، ومصر والولايات المتحدة حريصتان على استكمال العلاقات الثنائية بينهما بشكل كبير.

وأوضح البرديسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة شهدت بعض التصدع والاستدارة خاصة في عام 2013 في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما، ولكن عندما جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم عادت العلاقات المصرية الأمريكية بقوة.

وتابع: "أيضا كان للوساطة المصرية والتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الحرب الأخيرة وقع كبير وتأثير على العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن، واعطتهم تعبيرا عن مدى ثقل مصر في المنطقة وأن مصر هي القادرة على تهدئة الأوضاع وركيزة الاستقرار في المنطقة".

الدور المصري في المنطقة

وأضاف أن اللقاء الذي تم اليوم بين الرئيس السيسي ومستشار الأمن القومي الأمريكي يؤكد على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن.

ولفت أن مصر تلعب دورا كبيرا في المسار السياسي والتأكيد عليه، كما أنها تلعب دورا في تمكين الحلول السياسية في اليمن وسوريا والعراق وخاصة في الملف الليبي الذي تدعو إلى ضرورة لملمة الأوراق وضرورة وحدة الأراضي الليبية ودعم الجيش الوطني الليبي وضمان عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها في 24 من ديسمبر المقبل.

وتابع: "مصر دائما تعمل عودة الدول الوطنية وتدعيم مؤسساتها الرسمية الوطنية الشرعية، هذا هو النهج التي تتبعه الدولة المصرية مع كافة الدول للتأكيد على استقرار طويل الأمد المنطقة".

انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة

وعن نظرية انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، يقول خبير العلاقات الدولية، إن ما يحدث من قبل الولايات المتحدة يعطي انطباعا أنها عندما تنسحب من المنطقة سوف تعطي مصر المكانة الأكبر، لأنها أدركت أن مصر الركيزة والحليف الاستراتيجي المهم والدولة التي تحترم التزاماتها وتعهداتها واتفاقياتها.

واختتم: "زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي تشي بمؤشرات أهمية مصر بالنسبة للولايات المتحدة وأهميتها في المنطقة، وجهدها لاستقرار الأوضاع في ليبيا والسودان واليمن وسوريا، وأن مصر الدولة المتماسكة بجيشها وسياساتها الثابتة التي لا تتزعزع ".

القضايا التي تناولها الاجتماع

وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء الذي جمعه بمستشار الأمن القومي الأمريكي على الأهمية التي توليها مصر لإنجاح المسار السياسي وسحب كافة القوات الأجنبية من ليبيا"، وعلى "أهمية إجراء الانتخابات الوطنية بليبيا في موعدها المقرر في ديسمبر ۲۰۲۱"، مضيفا أن "السبيل الفعال لتحقيق الاستقرار في المنطقة عودة الدول التي تعاني من أزمات إلى إطار الدولة الوطنية بالمفهوم الشامل.

كما أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية أنه جرى مناقشة مستجدات قضية سد النهضة في ضوء صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن وما تضمنه من ضرورة امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانونًا خلال فترة وجيزة على نحو يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى التزام مصر بمسار المفاوضات، مطالبا المجتمع الدولي بالقيام بدور مؤثر لحل تلك القضية، وأكد أن مصر لن تقبل الإضرار بمصالحها المائية أو المساس بها.

كما استعرض الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث قال الرئيس السيسي إن حل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة سيكون له مردود كبير سينعكس على تطور وتغيير واقع المنطقة بأسرها للأفضل، ويفتح آفاق السلام والتعاون والتنمية.