الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عضو بالحزب الديمقراطي يوضح

مفتاح الشرق الأوسط.. الإدارة الأمريكية لا يمكنها حل قضايا المنطقة إلا بوجود مصر

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

تحسنت العلاقات المصرية الأمريكية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة وخاصة بعد اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس عبد الفتاح السيسي وإشادته بنجاح مصر في وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل في الحرب الأخيرة التي خلفت دمارا كبيرا في قطاع غزة.

 

ومنذ تحسن العلاقات المصرية الأمريكية بدأ المسئولون الأمريكان في زيارة لمصر ولقائهم بالرئيس السيسي والقيادات المصرية وزيادة التعاون خاصة على المستويين الأمني والاستخباراتي وتبادل المعلومات بين الجانبين في سبيل تحقيق الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة.

 

وكان آخر هذه اللقاءات استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، وفدا أمريكيا رفيع المستوى برئاسة مستشار الأمن القومي الأمريكي ضمن الجولة التي يقوم بها المسؤول الأمريكي بالمنطقة التي شملت أيضا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

 

الدور المصري الهام في المنطقة

ومن جانبه قال مهدي عفيفي الخبير السياسي وعضو الحزب الديموقراطي الأمريكي، إن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي تأتي تأكيدا على السياسة الأمريكية التي ترى في مصر لاعب أساسي في المنطقة.

 

وأوضح عفيفي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في التعامل مع مصر، مختلفة تماما عن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بسبب أن القضايا المطروحة والإدارة تختلف عن إدارة الرئيس باراك أوباما، والوقت والمرحلة الحالية مرحلة مختلفة عن فترة أوباما.

وأضاف أن هناك زيارات مختلفة من مسؤولين مهمين في الإدارة الأمريكية لمصر وإشراك لمصر في لقاءات مهمة، ولا ننسى اللقاء الذي تم في بغداد والذي كانت مصر طرفا به، وكان لقاء الفرقاء والأعداء والذي تم بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية مع فرنسا ودول المنطقة بما فيها من تشعبات.

 

ملفات لا بد من الوجود المصري بها

ولفت أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى في مصر لاعب أساسي في ملفات هامة مثل الملف الليبي واليمني والعراقي وأيضا الملف السوري، بالإضافة إلى أن الإدارة الأمريكية تعني اهتماما كبيرا بملف الأمن المائي لمصر وسد النهضة.

 

وأشار إلى أن القضية الكبرى التي لا يمكن أن يكون فيها أي حل أو تحرك بدون وجود الجانب المصري بها، هي القضية الفلسطينية، لأن مصر هي الوحيدة التي تستطيع أن تتحاور مع الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، بالإضافة إلي الإسرائيليين، لذلك لا يمكن أن هناك حلا أو زحزحة للقضية الفلسطينية بدون مصر.

وأوضح عفيفي، أن زيارة مستشار الأمن القومي إلي مصر تأتي في وقت حساس لأن الإدارة الأمريكية تعيد تنظيم أوراقها في منطقة الشرق الأوسط وفي مناطق مختلفة أيضا، وأشار إلى أن هناك احتمالا كبيرا لانسحاب القوات الأمريكية من العراق.

وتابع: "لذلك تحاول الإدارة الأمريكية التنسيق مع الحلفاء والشركاء في المنطقة وعلى رأسهم مصر في هذه القضايا المختلفة وإشراكهم في ما يمكن أن تفكر فيه الإدارة الأمريكية".

 

تغير السياسات الأمريكية 

وعن كثرة زيارات المسئولين الأمريكيين لمصر، قال العضو في الحزب الديموقراطي الأمريكي، إن الزيارات المتعددة لمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى مثل وزير الخارجية ومدير المخابرات المركزية الأمريكية، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، وغيرهم من القيادات العسكرية، سببها أن الإدارة الأمريكية تغير سياستها في منطقة الشرق الأوسط وترى في مصر شريك فعال يمكن الاعتماد عليه في المشاركة في هذا التغير.

 

انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة

ولفت أن هناك انسحابا متوقعا للقوات الأمريكية من مناطق كثيرة في الشرق الأوسط على رأسها العراق، وهناك محاولات لحل الأزمة الليبية ومحاولات لزحزحة الأزمة اليمنية، وهناك تنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا، لذلك كل هذه الملفات لا بد أن تضع الإدارة الأمريكية لها حلا بمساعدة الدولة المصرية الشريك الأساسي لها في المنطقة.

واختتم: "العلاقات المصرية الأمريكية في وضع جيد، والتنسيق المصري الأمريكي على أعلى مستوى، والإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن لها باع كبير في السياسات الخارجية وخاصة بالشرق الأوسط".

القضايا التي تناولها الاجتماع

وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء الذي جمعه بمستشار الأمن القومي الأمريكي على الأهمية التي توليها مصر لإنجاح المسار السياسي وسحب كافة القوات الأجنبية من ليبيا"، وعلى "أهمية إجراء الانتخابات الوطنية بليبيا في موعدها المقرر في ديسمبر ۲۰۲۱"، مضيفا أن "السبيل الفعال لتحقيق الاستقرار في المنطقة عودة الدول التي تعاني من أزمات إلى إطار الدولة الوطنية بالمفهوم الشامل.

 

كما أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية أنه جرى مناقشة مستجدات قضية سد النهضة في ضوء صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن وما تضمنه من ضرورة امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانونًا خلال فترة وجيزة على نحو يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

 

وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى التزام مصر بمسار المفاوضات، مطالبا المجتمع الدولي بالقيام بدور مؤثر لحل تلك القضية، وأكد أن مصر لن تقبل الإضرار بمصالحها المائية أو المساس بها.

 

كما استعرض الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث قال الرئيس السيسي إن حل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة سيكون له مردود كبير سينعكس على تطور وتغيير واقع المنطقة بأسرها للأفضل، ويفتح آفاق السلام والتعاون والتنمية.