الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل نسيان الذنب دليل على المغفرة؟.. وحكم تكرار الذنب

التوبة
التوبة

هل نسيان الذنب دليل على المغفرة .. سؤال  رد عليه الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الديار المصرية، موضحًا أن من ارتكب الذنب عليه أن يتوب عنه فور ارتكابه ، وأن الله تعالى أمرنا بالتوبة بعد ارتكاب الذنوب، وأن أبواب السماء مفتوحة لأي تائب في أي وقت، وقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

تكرار الذنب
قال الدكتور محمود شلبى أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه إذا أخطا الإنسان فأذنب ذنبًا أيا كان الذنب، فعليه أن يستغفر الله سبحانه وتعالى، وأن يتوب إليه عزوجل ويبتعد عن هذه المعاصى ولايرجع إليها مرة أخرى، ومع ذلك يقدم طاعات لله كصدقات مثلا متى تيسر ذلك، ومن الممكن أن يصلى ركعتين، فلا مانع من ذلك تطوعا لله عز وجل، ويعاهد الله ألا يرجع إلى المعاصى مرة أخرى، فبالتوبة والاستغفار وعدم الرجوع إلى الذنوب وفعل الطاعات فالله سبحانه وتعالى يغفر للانسان ويقبل توبته ورجوعه.

وفيما يخص تكرار الذنب وماذا يفعل التائب بشأن العودة المتكررة إليه، قال إنه ينبغى أن يتحلى التائب بالإصرار والعزيمة على عدم تكرار الذنوب، فلو ضعفت نفسه فتاب ثم عاد للذنب مرة أخرى عليه ايضا ان يبادر بالتوبة مرة أخرى ويجدد التوبة، فالله سبحانه وتعالى يقول (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر- الآية 53)، لكن الانسان حتى يخرج عن دائرة التلاعب «ويذنب ثم يتوب إلخ» لابد أن يكون لديه عزيمة واصرار على الايرجع للذنب ولديه رغبة ونية في فعل الطاعات والايرجع إلى المعاصى مرة أخرى، لكن لو أخطأ، فالله يعفو عما فات فيتوب الانسان ويرجع إلى ربه، والله عز وجل يقبل رجوعه، فالمهم أن تكون نيته صادقة وليست مجرد كلام فقط ليبرر لنفسه فعل الخطأ.

شروط التوبة
من شروط التوبة النصوح كثرة الأعمال الصالحة، لقول الله تعالى: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114)» هود.

والله سبحانه وتعالى كما أنه شديد العقاب؛ غفور رحيم يقبل التوبة عن عباده كما ذكر القرآن الكريم: «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)»الشورى، ويقول الله تعالى : « إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48)» النساء.

دعاء التوبة من الذنوب
ربنا أغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ربنا وأتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة أنك لا تخلف الميعاد.
ربنا أغفر لنا ذنوبنا وأسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين.
ربنا أتنا ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخرة. 
ربنا أغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا، ربنا أنك رؤوف رحيم. ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين. 
ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين. ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وأجعلنا للمتقين أمامًا، رب أجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعائنا.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك أنت الوهاب، ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه أن الله لا يخلف الميعاد. 
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحًا ترضاه، وأصلح لي في ذريتي أني تبت إليك وأنى من المسلمين.

كيف تكون التوبة من قذف المحصنات  .. سؤال ورد للدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.

قال شلبي خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية لدار، إن قذف المحصنات يعد من أكبر الكبائرلقوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾."  النور (23).

كيف تكون التوبة من قذف المحصنات

وأضاف أن القذف رمى الناس بأكبر المعاصى وهو التعيير بالزنا وهو من اكبر الذنوب مع هذه ويقول صل الله عليه وسلم (اجتَنِبوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ. قيل: يا رَسولَ اللهِ، وما هُنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقَتْلُ النَّفسِ التي حرَّم اللهُ إلَّا بالحَقِّ، وأكْلُ الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليَتيمِ، والتوَلِّي يومَ الزَّحفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ)).

وتابع: فإذا ما حدث ووقعنا فى ذلك الذنب فماذا نفعل نتوب ونستغفر الله وندعى لمن كان فى حقه ذلك  ونسعى للاعمال الصالحة  لقوله تعالى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [النور 4 - 5  ] .

كيف تكون التوبة من قذف المحصنات
قال الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن القذف هو الرمي بفاحشة الزنا واللواط، وهو أمر مُحرم شرعًا وكبيرة من كبائر الذنوب.

واستشهد «وسام» في إجابته عن سؤال: «ما جزاء من يقذف المحصنات؟» بقول الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ» (سورة النور: الآيات 23، 25)، فالعذاب العظيم هذا هو جزاء القذف في الآخرة.

وشدد على أن القذف بجريمة الزنا أو اللواط كبيرة من كبائر الذنوب يجب على المسلم أن يطهر لسانه منه وأن يحترم أعراض المسلمين ولا يخوض فيها‏.